تتمثل الخطورة الأولى للابتكار في الرغبة، فيجب أن ترغب وتعقد النية على أن تصبح مبتكراً، وأحذر شعارات : "لا جديد تحت الشمس" .. "ليس في الإمكان أبدع مما كان"، فإذا أنزلت الستائر، وبنيت الحوائط فلا تلوم الشمس إذا لم تدخل.
لابد من أن تترك أثراً، ولن يكون ذلك إلا بأن تبتكر، إلا بالتفكير خارج نطاق المألوف.

الخطوة الثانية: ركز على التفكير

نحن نأكل – نشرب – نتنفس – نفكر ، هل تركز على أي نشاط منها.الإجابة لا، ولكن الله سبحانه وتعالى يوجه أنظارنا الى هذه المعتادات (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) (الذاريات /21).
(فلينظر الإنسان الى طعامه.انا صببنا الماء صباً.ثم شققنا الأرض شقاً.فأنبتنا فيها حباً.وعنبا وقضبا.وزيتونا ونخلا.وحدائق غلبا.وفاكهة وأبا.متاعا لكم ولأنعامكم) (عبس /24- 32).
(فلينظر الإنسان مم خلق) (الطارق/5).

كل هذه أمور عادية جدا نراها كل يوم, نرى أنفسنا كل يوم, نرى مولود يولد كل يوم, نرى طعامنا كل يوم..نرى المطر يمطر، والأرض تنبت كل يوم, نرى أصنافا وأصنافا من الزرع كل يوم..والله يأمرنا أن ننظر..ليس نظر الرؤيا فنحن نراها، ولكنه نظر التفكر.
لأن المألوف في حياتنا يلغي إحساسنا بالمعجزة وبالآية في الخلق..لا بد أن ننظر نظرة تفكر.لا يكفي أن النعم موجودة لنستشعر عظمتها.ولكن لابد من التفكر.
(أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت.والى السماء كيف رفعت) (الغاشية /17- 18).

لابد أن نركز على التفكير, ولا نألف الموجودات حتى لا يقف العقل ويتعطل.
لاحظ نفسك وأنت تفكر. لاحظ تفكير الآخرين. قارن.. ناقش..استخرج الفوارق. حسن الآن تفكيرك..

الخطوة الثالثة : يجب أن تخصص جزءاً من وقتك للتفكير:

اعلم أن رد الفعل دليل على أنه ليس هناك اي تفكير, أما المبادرة في التفكير,وهي دليل على أنك تخصص وقتا للتفكير وهو بداية الإبداع.

جلسة تفكر:

كان أحد الصالحين إذا أراد أن يذكر الله, ويتفكر في خلقه سبحانه يأمر أهله فينظفوا الدار ويفرشوه ويرشوه بالعطور.. ثم يأخذ مجلسه ويجلس صامتاً مؤدباً مبتسماً منشرحاً.. فلما سئل لم كل هذا والناس تذكر الله في الطرقات؟
قال لهم متعجباً: ألا تدرون من أجالس؟ إن الله تعالى ذكره قال في الحديث القدسي:"أنا جليس من ذكرني".

أعود فأذكرك

خصص جزءا من وقتك للذكر والتفكر والتفكير, وما رأيك أن تجعل لنفسك مكاناً للذكر؟ ما رأيك في الروضات والصحراء والمزارع والجبال ووقت الغروب وبين الصلوات وعند همك وعند فرحك..إنها أوقات غالية فاستغلها في التفكير.

الخطوة الرابعة : تعلم بعض أساليب التفكير:

كثيراً ما نحاول أن نفكر..ولكن لا نستطيع ذلك، لأن للتفكير مهارات تحدثنا حولها عندما قلنا لك :تعلم كيف تفكر.

الخطوة الخامسة : مرن تفكيرك:

لا يكفي أن تتعلم..أو أن تقتنع..أو أن تنفعل..ولكن يجب أن تتدرب.
وأخيرا: درب مهارتك الفكرية..استعن ببرامج تدريبية حتى تصل الى القدرة على الابتكار والإبداع.