تحميل الأدمغة إلكترونياً ممكن بدءاً من 2040


… أو هذا على الأقل ما يعتقده راي كورزويل، الذي أمضى حياته وهو يخترع الآلات الخاصة بمساعدة الناس، من المكفوفين إلى الأشخاص الذين يعانون من صعوبات في التعلم.
هو الآن يؤمن بأننا على وشك دخول عصر جديد في «الفرادة»، حيث ستمكننا «تقنية التدوين الدماغي» من مراسلة بعضنا البعض، أو الجري سريعاً لمدة 15 دقيقة، أو حتى البقاء على قيد الحياة.. أبداً!
هل هو جاد أم إنه يهذي؟ لا أحد يعلم! ففي العام 1976، اخترع أول آلة قادرة على قراءة الكتب للمكفوفين. وبعدها بأقل من عقد، اخترع «كاي.250»، أول آلة للتأليف الموسيقي لمحاكاة صوت البيانو.
البرامج الإلكترونية التربوية التي فاقت ثلاثة آلاف، الخاصة بمساعدة الطلاب الذين يعانون من صعوبات في التعلّم أو اضطرابات تشتت الانتباه، هي أقرب إلى اختراعات كانت نتيجة مزج بين خيال لا يكلّ، وعبقرية تكنولوجية وحس فائق بالمسؤولية الاجتماعية.
كانت تلك بعض إنجازاته في الماضي. بقية القصة تكمن في المستقبل. في كتاب أصدره في العام 2005، بعنوان «الغرابة قريبة: عندما يتجاوز البشر علم الطبيعة»، يعرب كورزويل عن «ثقة» بأن عالم الغد، حيث بإمكان الروبوتات المتناهية الصغر كبح التلوث، وحيث يتجاوز الذكاء الاصطناعي الذكاء الإنساني الطبيعي، وحيث بإمكان الإنسان ان «يعيش إلى الابد من دون أن يشيخ»، محقق لا محالة.. وقبل منتصف القرن الحادي والعشرين.
ويؤمن كورزويل (61 عاماً) بحق أنه باستخدام تقنيات متطورة والحمض النووي سيتمكن من استحضار والده فريدريك، الذي توفي جراء ازمة قلبية في العام 1970.
ووفقاً لتقديرات كورزويل، سنتمكن، بحلول نهاية الثلاثينيات من القرن الحادي والعشرين، من تحميل أدمغتنا على الكومبيوتر «لمسح شخصية الفرد كاملاً، وذكرياته ومهاراته وتاريخه». وبحلول العام 2045، سيصـــبح الإنسان ذكياً لدرجة تمكنه من نـــشر ذكائه في الكون، خارج الأرض.
قد يقال إنه رجل مجنون، لكن، في العام 2005، استحق كورزويل تهنئة شخصية من ميخائيل غورباتشيف لاستشرافه الدور الحيوي لتقنيات الاتصال إبان انهيار الاتحاد السوفياتي. هو رجل يصفه بيل غيتس بأنه «أفضل شخص في تنبؤ مستقبل الذكاء الاصطناعي».
ويعتبر كورزويل أن «المسألة المهمة لا تكمن فقط في أن شيئاً مذهلاً سيحصل في العام 2045»، بل «هناك أمر استثنائي يحصل الآن»، محاولاً شرح نظريته في كتابه «الفرادة»: «في مرحلة مستقبلية عندما تكون سرعة التغير التكنولوجي فائقة وتأثيرها عميقاً جداً، ستكون الحياة الإنسانية قد تغيرت بطريقة لا عودة عنها». عندها سيكون التطور والتغير السريع قد بلغ علم الجينات وتكنولوجيا النانو والروبوتات، بطريقة تفوق أي خيال.
يستشهد العالم من حياته الخاصة. فهو يتناول يومياً نحو 200 حبة فيتامين، بهدف «إعادة برمجة كيميائه البيولوجية»، مدعياً أن الاختبارات أظهرت أنه بلغ من العمر عامين بيولوجيين فقط، على مدى الأعوام الـ16 التي واظب فيها على تناول الفيتامينات. هو يقول أيضاً أن نظامه الغذائي ساعده في التخلص من مرض السكري، وفي تجاوز الأزمة القلبية التي أصيب بها العام الماضي، آملاً أن يعيش لدرجة أن يكون العلم قد توصل إلى اكتشاف أكسير الحياة
تشرين أول 1, 2009
جريدة نورت
منوعات