عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
كيف تحبب القراءة إلى طفلك (نصائح للأطفال من مختلف الأعمار)
القراءة غذاء العقل، مقولة مشهورة نسمعها كثيراً ولكن للأسف دون العمل بها. فإن سبب هذا الحاجز بيننا وبين القراءة هو نابع عن ربطنا للقراءة بالملل. ولكن الحقيقة أن القراءة ممكن تكون شيئاً ممتعاً ومسلياً إن أصبح أساسياً في حياتنا، وهذا الأساس يوضع وقت الطفولة حتى يصبح راسخاً وقوياً وتبنى الأفكار بطريقة صحيحة. هناك عدة نصائح خاصة لمراحل عمرية محددة للطفل لتحبيبه في القراءة وقد ذكرنا بعضها في موقعنا. في هذه المقالة سنتنوال نصائح عامة للأطفال تنطبق على جميع الأعمار.
القراءة تشكل شخصية الطفل
رغم أن مصادر المعرفة متعددة، إلا أن الكتاب سيظل سيد هذه المصادر لما في القراءة من فوائد لا تحققها غيرها من وسائل المعرفة أو لا تحققها بنفس الدرجة، فهى تسهم في:
تشكيل خبرات الطفل وزيادتها في مختلف المجالات، والاقتراب به تدريجياً إلى عالم الكبار، واكتشاف عالم جديد.
التعرف على نماذج من التراث والأدب المعاصر ومن ثَمَّ التعرف على التفكير الإنساني في مراحل عمره المختلفة.
تكوين القيم والعادات الإيجابية لدى الطفل، وتشكيل هوايته وانتمائه، وتربية ذوقه وأخلاقه.
تثقيفه وتنمية حب الاستطلاع لديه، وفي نفس الوقت تسليته.
خلق الألفة بين الطفل و بين من يقرأ معه.
تنمية قدراته على البحث والتفكير والتخيل والتذكر.
تنمية قاموسه اللغوي.
اجعل القراءة متعة لطفلك
الإنسان إن كان كبيراً أو صغيراً يُقبل على ما يجلب له النفع والمتعة، ويلبي احتياجاته المختلفة بمنتهى التقدير والحب والتعلم والأمان، لذلك عليك أن تجعل القراءة خبرة إيجابية بالنسبة لطفلك، وتلبيه لاحتياجاته حتى يُقبل عليها ويتعلق بها. وذلك من خلال اتباعك تلك الخطوات مع طفلك:
كن قدوة لطفلك
-كن قدوة له في القراءة وحب الاستطلاع لأنالفعل أبلغ وأقوى من آلاف النصائح والعظات،ولأن الطفل مثل الإسفنجة يتشرب كل ما يتعرض له. تحدث باستمرار عن الكتب التي قرأتها وما بها من شخصيات وأحداث.. الخ، وكيف استفدت مما قرأت في حياتك، باختصار اجعل طفلك متشوقاً لعالم الكتب، وكذلك اجعل طفلك الأكبر يشعر بأنه قدوة للأصغر وذلك عن طريق تشجيع الأكبر على القراءة للأصغر.
-اصطحِب طفلك إلى معارض كتب الأطفال والمكتبات، وشجعه علي تكوين مكتبته
-اترك له حرية اختيار الكتب مع إرشاده بطريق غير مباشر، والاكتفاء بتقديم الاستشارة له عند الحاجة بناءاً على معرفتك بطفلك وبخصائص المرحلة العمرية التي يمر بها، كمن الشهر الأول الى سن الخامسة أو من السادسة الى السادية عشر.
-انتبه عند اختيار الكتب أن تكون هناك فراغات كافية بين السطور، ويكون الكتاب مناسباً لحصيلته اللغوية حتى لا يجد القراءة صعبة فينفر منها، وتكون مناسبة لاهتماماته، ولكن بعد أن يجرب أولاً أنواعاً كثيرة من الكتب حتى تتيح لنفسك ولطفلك الفرصة للتعرف على تفضيلاته واختياراته.
بعض المكتبات تنظم حلقات حكي قصص للأطفال، والتي غالباً يصاحبها بعض الأنشطة الفنية والألعاب. وبذلك تنمو مهارات متعددة لدى الطفل وترتبط المكتبة والكتب لديه بخبرات سعيدة فتزيد من حبه للقراءة.
المكتبات العامة تتيح لطفلك استعارة وقراءة مئات القصص والكتب، وهذا يوفر لك الكثير من المال الذي كنت سوف تنفقه لو قمت بشراء كل هذه الكتب له.
خصص زماناً ومكاناً للقراءة
خصص وقتاً يومياً للقراءة مع طفلك حتى يعتاد على أن يقوم بذلك بمفرده عندما يكبر (مثل قراءة قصة قبل النوم، أو عند العودة من الخارج، أو لإيقاظه فى الصباح بدلاً من إيقاظه بالشجار.. الخ)، وتوقف إن شعرت بتعب طفلك أو انشغاله بشيء آخر.
-اختَر مكاناً جيداً للقراءة يتميز بالهدوء وبالبعد عن مصادر التشتيت أو الضوضاء، ويتميز بإضاءة مناسبة، ويتمتع بتهوية جيدة، ويرى الطفل فيه القصة جيداً (خاصة إن كان في مجموعة)، ويكون الطفل جالساً جلسة مريحة، ويمكنك أن تُجلِس طفلك على ركبتك وأنت تقرأ له من كتاب يحبه فهذا يمثل له خبرة عاطفية ممتعة.
-استغل السفر والرحلات والنزهات
-قم بتزويد طفلك بكتب عن أماكن السفر والرحلات، أو قم بتشجيعه على القراءة عنها في المكتبة العامة أو مكتبة المدرسة أو على الإنترنت، فمثلاً إذا كنت ذاهباً مع طفلك إلى مدينة أخرى، فحثه على القراءة عن تلك المدينة وتاريخها، وإذا كنت ذاهباً معه إلى السينما أو المسرح فشجعه على قراءة كتب تتحدث عن الإنتاج السينمائي والتمثيل والإخراج...الخ.
-احكِ بكل كيانك
- نوَّع في نبرة صوتك وتعبيرات وجهك وحركات جسمك بما يتناسب مع ما تحكيه، بحيث ترفع صوتك وتخفضه، وتقلل في كلامك وتسرع، وتبتسم وتعبس، وتظهر الشفقة، وترفع حاجبيك دهشة، وتبسط يديك وتقبضهما، وترفعهما وتخفضهما.
-امدح محاولات طفلك أثناء قراءته، وتجنب مقارنته بأقرانه
فانتظر حتى ينهي طفلك العبارة، ثم صحح له الكلمات الخاطئة دون إظهار الرضا بالخطأ، وبدون أن تسخر منه حتى لا يكف عن التعلم، ثم اطلب منه إعادة قراءة العبارة بطريقة صحيحة.
-ساعد طفلك على الوصول إلى العظة من القصة
ليتعلم أن القصص يمكن التعلم منها، وذلك من خلال المناقشة والحوار والأسئلة التي تساعد الطفل على التفكير والاستنتاج، لا من خلال المحاضرة والتلقين والتعليم المباشر.
-أكثِر من الأسئلة المفتوحة
حتى تعطي طفلك فرصة الاسترسال في الحديث. وهناك نوعين من الأسئلة: الأسئلة المغلقة(وهى التي تكون إجابتها بنعم أو لا، أو اختيار أحد الخيارات التي تعطيها للطفل، مثال: هل القط طيب أم شرير؟)، والأسئلة المفتوحة (وهى التي تتيح للطفل التعبير عن نفسه بحرية وطلاقة وهى المقصودة هنا. مثال: لماذا أحببت القط في القصة؟).
-اعمل على إثارة الاهتمام المسبق لدى طفلك بموضوع الكتاب
لأن ذلك من أهم أسباب بحثه عن الكتاب وقراءته باهتمام. فمثلاً قم بإبراز الكتب التي تم تقديم موضوعاتها أو قصصها في السينما والتليفزيون، ثم تحدث معه أو نظم حلقة مناقشة عن الفرق بين الرواية أو القصة الأصلية وبين الفيلم.
-نظم حلقات قراءة يومية
نظم حلقات تقرأ لطفلك فيها بصوت مرتفع، وتجيب على أسئلته دون ضجر لتشجعه على حب الاستطلاع، ثم بعد ذلك يعيد طفلك رواية ما سمعه منك، ويلقي أسئلة ويجيب بنفسه عنها، ثم يعرض الطفل كتاباً قرأه ويتلقى أسئلة حوله.
-شجع طفلك على تخصيص كراسة
لكي يسجل فيها ما يعجبه أثناء القراءة، واظهر الاهتمام بما كتبه طفلك في هذه الكراسة واجعله يقرأ ما كتبه أمام الآخرين.
يكتب فيها عن خبراته الخاصة وبألفاظه أي ليست موضوعات منقولة.
قدم لطفلك بعض الكتب الشيقة كهدية لا كمكافأة
الفرق بين المكافأة والهدية: المكافأة يتم إعطاؤها مقابل سلوك أو عمل طيب قام به الطفل، أما الهدية فتقدم بلا سبب لمجرد التعبير عن الحب كتقديم هدية له في يوم ميلاده مثلاً. والسبب في تقديم الكتاب كهدية لا كمكافأة هو أن ربط القراءة بالثواب والعقاب يجعلها خبرة غير محببة لدى الطفل، ولأننا نريد أن نغرس في الطفل أن القراءة جزءاً لا يتجزأ من الحياة مثلها مثل الأكل والنوم، فأنت لا تقدر أن تعاقب طفلك بحرمانه من الأكل أو النوم مثلاً.
-إذا كان طفلك يميل إلى الأنشطة الحركية
اجعل قراءة القصص جزءاً طبيعياً من الحياة اليومية، فإن تنمية الاستعداد للقراءة لدى طفلك يتجاوز مجرد القراءة من الكتب بالشكل التقليدي، حيث يمكنك أن تحكي له القصة وهو في وضع الجلوس على مائدة الطعام، أو في السيارة، أو في طريقه إلى المدرسة أو السوق...الخ.
اصنع مع طفلك كتاباً من رسوماته أو صوره، واحكي قصة عنها أو اطلب منه أن يحكي هو.
العب معه بالكلمات واكتب لطفلك في ورقة جملة صغيرة أو كلمة (حسب قدراته) وضعها في حقيبته وهو ذاهباً إلى المدرسة أو الحضانة، والصق عليها (Sticker) ملون يعبر عن الجملة أو الكلمة المكتوبة. مثال: "أنا أحبك" وصورة قلب، أو "قطة" وصورة قطة جميلة.
اربط ما قرأ طفلك شبالرسم واللعب والتمثيل والأغاني والموسيقى، فيقوم الطفل برسم موضوعات حول ما سمعه أو قرأه، أو يؤلف تمثيلية يؤديها مستوحاه مما قرأ، أو يصنع إكسسوارات للكتب مثل(Bookmarks) وهى قطعة صغيرة من الكارتون تضعها في الكتاب عند الصفحة التي توقفت عندها لتعرف من أي صفحة تستأنف عند مواصلة قراءة الكتاب. شجع طفلك على صنع هذه العلامات بأشكال مختلفة ومبتكرة، ويمكنك أن تعرض على طفلك نماذج منها من خلال الإنترنت أو في المكتبات.
الوسائل السابقة ليست إلا بعضاً من الوسائل التي يمكن استخدامها لتحبيب القراءة إلى أطفالنا، وتستطيع أنت تبتكر غيرها الكثير والكثير، كل المطلوب منك أن تتفنن في جعل القراءة متعة لطفلك، وأن تعرف شخصيته جيداً حتى تدخل له من المدخل المناسب، جرب مختلف الطرق حتى تتوصل إلى أفضلها لطفلك، والأمر حقاً يستحق تلك المحاولات لأنك والداً أو معلماً أو مربياً من أي نوع، وأنك مؤتمن على بناء إنسان، وهو أعظم ما يمكن أن تبنيه إذا صح البنيان.
المفضلات