القراءة نشاط
وأعني بكلمة نشاط أنه فعلاً عمل إيجابي ،
تكون أنت فيه في قمة نشاطك العقلي والنفسي والجسدي ... إلى حدٍ ما ....
ولكن البعض يجد نفسه مع بداية ( نشاط القراءة ) يكسل كلما تحركت عقارب الدقائق أكثر ،
والأسباب معروفة ... ولكن تحتاج إلى بسط ، عسى الله أن يعينني على ذكرها لحضراتكم ...
وعلى عجالة أعرض سبب مهم يجعل الإنسان منا يكون نشيطاً للقراءة ....

1) ماذا تقرأ ؟
قد يظن البعض أن الإجابة سهلة....!! لكن الكثير صدقوني يخطئ إجابة السؤال ...!!
والجواب هو
أن تقرأ ما تحبه وتستمتع به ،
فالحب سيجلب لك المتعة ،
والمتعة ستدفعك لمواصلة القراءة ، وستنتهي من قراءة كتابك الأول ،
وتحقق بذلك انجازاً كنت تحلم بتحقيقه ، وستلقى شعوراً رائعاً لا يوصف،
لذا اقرأ ما تحبه وكل ما تقرأه مفيد إن شاء الله.
* لا تنسى لست مضطراً لقراءة كامل الكتاب أو الكتاب كاملاً لأن قراءة الكتاب ليست هي الغاية إنما الغاية هي الوصول إلى تحصيل الفائدة والمعرفة التي فيه،
فالقراءة رحلة سياحية في عالم الفكر تستمتع وتحصل على الفائدة منها،
فإذا لم تجد المتعة في ذلك الكتاب فلتقطعها ولتتجه إلى كتاب آخر..أليس هذا أفضل من ترك القراءة كلياً ؟!

وهنا سبب يحيي الدافعية فيك ويختصر عليك الوقت والجهد في القراءة ألا وهو :

2) اكتشاف ما تقرأ ( بالنظرة الشاملة )

وما أدراك ما النظرة الشاملة ؟
التعلم الفعال يحدث من الكل إلى الجزء، من الشكل العام إلى التفاصيل الخاصة،
وهذه النظرة تعطيك هيكل الكتاب أو التصور العام عنه،فكيف يتم اكتشاف الكتاب بهذه النظرة؟

1-اكتشف الغلاف :
الأمامي : هو أول ما تنظر إليه ، تعرف -تكرماً- على العنوان الرئيس للكتاب –العناوين الفرعية – الألوان – الصور – معتمد من ....
الخلفي : ملخص لمحتوى الكتاب – تعليقات أو إشادة بالكتاب من أشخاص متخصصين.

2-الناشر ودار النشر ورقم الطبعة وتاريخها :
بعض الدور عريقة ومصداقيتها عالية وأخرى بالعكس ، بلد الدار يحدد نوع الثقافة ومدى تحيّزهم وعلمهم بهذا الموضوع .
الطبعة إذا كثر ت عدد الطبعات فهذا دليل على أن الكتاب حقق انتشاراً أو ربما يكون مفيداً وهذا ليس على الإطلاق ..
التاريخ: يحدد مدى حداثة المعلومات التي في الكتاب ومدى مصداقيتها.

3-المحتويات :
لتأخذ فكرة عن تناول المؤلف للموضوع وما هي تفرعاته ونقاطه ..

4-المراجع إذا أحببت :
خصوصاً إذا كنت بصدد عمل بحث أو تقرير مهم لتتأكد من مصداقية المعلومات فالكتب الأكاديمية غير الكتب العادية كما أن وفرة المراجع وتنوعها يضفي على الكتاب جودة أعلى ، وأيضاً تاريخ المراجع يحدد حداثة المعلومات وهل يعتمد عليها أم أن هناك ما هو أحدث بكثير منها .

5-تصفح المقدمة كاملة
وسيرة المؤلف إن وجدت أو التوطئة أو التقديم من مختص يزكي المؤلف لأخذ فكرة لماذا تم تأليف هذا الكتاب والمنهج المتبع في تأليفه ومن ساعده .

6-تصفح عناوين الفصول
واعرف ما تحتويه من نقاط مهمة واعرف أسلوب الكاتب في أثناء عرض الموضوع ( وصفي – علمي – صحفي ) .

7-الجداول والرسوم والصور والرسوم البيانية والكلمات ذات الخطوط العريضة ..


صدقني عن تجربة إذا طبقت هاتان النصيحتان : القراءة لما تحب ... واكتشاف ما تقرأ بالنظرة الشاملة ..
ستجد نفسك منجذبة إلى تذوق الكتاب والإبحار في أفكاره ، والبحث عن الدرر ...
وستجد أنك تتلذذ بعمرك مرتين .. مرة واقعياً .. ومرة بعمر في القراءة تتقدم فيه مع الأيام ...