تعتبر القراءة من مجالات النشاط الغوي المميزة في حياة الإنسان إذا تعد من المهارات الاتصالية التي تكفل له التعبير عن أفكاره وآرائه بصورة واضحة ،بل هي نافذة يطل بها القارئ على المعارف والثقافات المتنوعة وخلاصة تجارب الآخرين وأفكارهم وإرشاداتهم ،فضلاً عن دورها كمدخل لتنمية الكفاءة الشخصية للفرد في شتى المجالات الحياتية مما يجعلنا تجاه مهارات –المهارات القرائية – قابلة لتنمية والتدريب فهي ليست استعدادات وراثية يولد بها الفرد بل مهارات تعلمه يمكن تنميتها وتطويرها شانها في ذلك شان مهاراتنا البدنية التي تنمى بالمران .
وفيما يلي بعضاً من المبادئ التدريبية التي تكفل للفرد تنمية مهاراته القرائية ذاتياً وهي :
- التدرب على عملية التصفح السريع وتبدأ هذه العملية بعدد من الأسئلة يطرحها القارئ على نفسه كالتالي :
ما افضل طريقة لقراءة هذا الكتاب ؟
وما مكانة الكاتب العلمية ؟وما مؤهلاته؟
وتاريخ نشر الكتاب؟
وكم مرة تمت مراجعة الكتاب أي عدد طبعات هذا الكتاب التي تقدم مؤشراً نسبياً على مدى أهميته ؟ ،
وحري بالذكر أن القارئ الجيد هو الذي يقرأ المقدمة ليعرف لماذا كتب هذا الكتاب وليتعرف على منهجه ووجهة النظر التي يقدمها ،
وقبل القراءة التفصيلية أبدا بقائمة المحتويات وماذا كانت تغطي الموضوعات الفرعية بدقة ،
ثم أنظر إلى قائمة المراجع من حيث حداثة تلك وماذا كانت هذه المرجع أساسية أو ثانوية …
وفي نهاية تلك العملية يؤمل أن يكون القاري قد رسم نوعاً من الصورة المبدئية عن هذا الكتاب .
- التدرب على التقاط الأفكار الرئيسية التي يتضمنها الكتاب من خلال عنوانه والعنوان الفرعية للفقرات والكالمات الأولى في كل فقرة والكلمات البارزة التي أشار المؤلف إشارة بارزة سواء بحروف ذات شكل خاص أو بحروف كبيرة فضلا أن قراءة الخلاصة التي يوردها في كل فصل من فصول الكتاب .
- التركيز الذهني هو شكل من أشكال الطاقة العقلية الموجهة بل هو هنا المفتاح المؤدي إلى القراءة الفعالة فقبل أن تتعلم كيف تقرأ بسرعة ينبغي أولاً: أن تتعلم إتقان مهارة التركيز فلا جدوى من جعل عينك تزلقان علة صفحة مطبوعة وأنت غير منتبهة لما فيها فالتركيز هو الاهتمام المتوصل بان يضع الفرد نفسه في قلب الشيء ويمكن مقارنة التركيز في مهمة مهينة بالعدسة المكبرة التي تجمع أشعة الشمس في نقطة واحدة ،
وفي الواقع لابد من التناسب بين مستوى التركيز وأهمية المادة المقروءة ؛حتى يستخدم القارئ طاقاته بشكل رشيد فالتركيز الشديد ونحن نقرأ مادة بسيطة (صفحة رياضية )مضيعة للوقت ،ونقص التركيز ونحن نقرأ مادة صعبة (دراسة علمية ) مضيعة للجهد .
- تدرب على القراءة السريعة الفعالة فنحن نعيش عصر السرعة والتقدم التقني وتعتمد الكفاءة الشخصية على حد بعيد على مقدرتنا على القراءة السريعة الفعالة لذا فان القراءة السريعة لا يصطدم مع الاستيعاب كما هو شائع إذ يضيع القارئ العادي جزءاً كبيراً من وقته المفيد في قراءة بطئيه لا داعي لها ويمكن للطالب المتوسط في المرحلة الثانوية والجامعية أن يزيد من معدل سرعته في القراءة بنسبة 20% أو 25% دون أن تتأثر ذلك قدرته على الفهم فإذا افترضنا أن الطالب يقضي ساعتين يومياً في قراءة فان زيادة 20% من سرعته سوف توفر 3 ساعات من وقته أسبوعياً(1) مما يمكنه من استغلال الوقت المتوفر في نشاط آخر ،ويذكر "ددلى" أن القارئ السريع يستوعب ما يقراه بصورة أسرع إذ أن الشخص البالغ الذي يتمتع بمستوى متوسط من الذكاء عندما يقرأ بسرعة تقل عن (300)كلمة في الدقيقة الواحدة يكون معدل قراءته في الواقع اقل من معدل قدرته على الفهم(2) .و ثمة عدد كم الفنيات التي تزيد من سرعة القراءة ومنها تجنب العادات السيئة في القراءة (كالإشارة بالإصبع على الكلمة المقروءة ،النكوص القرائي العودة مرة أخرى إلى ما تم قراءته أثناء القراءة ،قراءة كلمة كلمة …)،توسيع مدى روية العين (تقليل وقفات العين ،تقليل الزمن المطلوب في القراءة )،التعرف السريع على الكلمة(3) .
- المرونة القرائية وتم من خلا تحكم في معدل سرعة قراءتك فالسرعة تتوقف علة نوع المادة المقروءة ،فقد تكون السرعة المطلوبة إذا كانت المادة سهلة وتقل معدل السرعة كلما ازدادت صعوبة المادة المقروءة فالقارئ الماهر هو الذي ينوع معدل سرعته القرائية واليك هذا المبدأ " لا تندفع في القراءة بمعدل سرعة منتظم بل متنوع ".
- قم بكتابة لما قرأت على الهامش يحوي الأهداف و الأفكار الرئيسة محاولاً تلخيص آراء الكاتب بألفاظك الخاصة تعود علة قراءة وأنت ممسك بالقلم ؛حتى يكون في مقدورك أن تشير إلى الصفحات الهامة كما ذكر أحد الباحثين "أن الكتاب الذي قرئ جيداً ،لكتاب ذو صفحات كثيرة مخططة"
في النهاية هذه المبادئ الستة ثمة أمر هام قوامه الارتقاء بمهارتك القرائيه إلى المستوى التحليلي النقدي"القراءة النقدية" مما يتطلب منك التفكير أثناء القراءة عن ما الدليل على ما يدعيه الكاتب وعدم تقبل ما يرتئيه الكاتب بشكل مطلق ………وعلى الله قصد السبيل
المفضلات