لاشك أن القراءة ضرورة من ضرورات الحياة العصرية ، التي يحتاج إليها كلّ إنسان كما يحتاج إلى المأكل

والمشرب والملبس . ومن الجدير بالذكر أن يكون أول أمر رباني للرسول محمدصلى الله عليه وسلم هو القراءة والتذكير

بالقلم الذي يعتبر أداة الكتابة لدى الإنسان . تخرج القراءة الإنسان من الظلمات إلى النور . تصقل

شخصيته وتضمن تكيفه للمجتمع . يتعلم الفرد بها ثقافة المجتمعات الأخرى . وهي متعة فريدة شيّقة من

متع الحياة الدنيا . يتعلم الإنسان بها ما لا يعلم ، فتغذّى الفكر وتحوله من أمّي جاهل إلى متعلم مثقّف .

توسع القراءة آفاق المرء ، وتكسبه المرونة في التفكير .


والعلماء اليوم يجدون علاقة قوية بين القراءة وتنمية الاتصالات العصبية في الدماغ.

فقد أكد العلماء في كلية الطب بجامعة ييل الأمريكية، وجود علاقة قوية بين القراءة والمطالعة المكثفة

وقدرة الدماغ على إنشاء ترابطات واتصالات عصبية جديدة تحسن المهارات الذهنية والوظائف الإدراكية

عند الإنسان.

وأظهرت الصور الشعاعية والرنين المغناطيسي لأدمغة عدد من الأطفال، وجود تحسن دائم قي

القراءة بعد إخضاعهم لبرامج قراءة ومطالعة مكثفة. ووجد الباحثون بعد متابعة 77 من طلاب

المدارس، تراوحت أعمارهم بين 6 - 9 سنوات، كان 49 منهم من ضعاف القراءة، أن هؤلاء

الضعفاء وصلوا إلى مستوى الآخرين من زملائهم بعد إكمال تلك البرامج وذلك بسبب حدوث

تغير فسيولوجي في أدمغة هؤلاء الطلاب. ولاحظ الخبراء أن الطلاب الذين خضعوا لبرامج قراءة

مكثفة لم يتحسن أداؤهم وحسب، بل أظهروا تغيرات كبيرة في أنماط أدمغتهم، حيث نشأت طرقا

كيماوية وعصبية جديدة ساعدت في تقوية مهارات القراءة والتركيز لديهم. .