فن الاستماع

(( وصفة أخلاقية ومهارةضرورية ))



في حياتنا، ومنذ صغرنا نتعلم كيف نتصل مع الناس الآخرين بالوسائل المتعددة،الحديث والكتابة والقراءة، ويتم التركيز على هذه المهارات في المناهج المدرسيةبكثافة، لكن بقية وسيلة اتصالية لم نعرها أي اهتمام مع أنها من أهم الوسائلالاتصالية، ألا وهي الاستماع.

لا بد لكل الإنسان أن يقضي معظم حياته في هذهالوسائل الاتصالية الأربعة، الحديث، الكتابة، القراءة، والاستماع، لأن ظروف الحياةهي التي تفرض هذا الشيء عليه.

والاستماع يعد أهم وسيلة اتصالية، فحتى تفهمالناس من حولك لا بد أن تستمع لهم، وتستمع بكل صدق، لا يكفي فقط أن تستمع وأنت تجهزالرد عليهم أو تحاول إدارة دفة الحديث، فهذا لا يسمى استماعاً على الإطلاق،


إن عدم معرفتنا بأهمية مهارة الاستماع تؤدي بدورها لحدوث الكثير من سوءالفهم، الذي يؤدي بدوره إلى تضييع الأوقات والجهود والأموال والعلاقات التي كنانتمنا ازدهارها،
إن الاستماع ليست مهارة فحسب، بل هي وصفة أخلاقية يجب أن نتعلمها، إننانستمع لغيرنا لا لأننا نريد مصلحة منهم لكن لكي نبني علاقات وطيدةمعهم.

سنتحدث عنالأسلوب العملي الذي علينا اتباعه في أثناء الاستماع للآخرين، ولنتذكر أننا إذاأردنا فهم الآخرين فعلينا أولاً أن نستمع لهم، ثم سيفهمونا هم إن تحدثنا إليهم بوعيحول ما يدور في أنفسهم
.

1.
استمع استمع استمع! نعم عليك أن تستمع وبإخلاصلمن يحدثك، تستمع له حتى تفهمه، لا أن تخدعه أو تلقط منه عثرات وزلات من بين ثناياكلماته، استمع وأنت ترغب في فهمه.

2.
لا تجهز الرد في نفسك وأنت تستمع له،ولا تستعجل ردك على من يحدثك، وتستطيع حتى تأجيل الرد لمدة معينة حتى تجمع أفكاركوتصيغها بشكل جيد، ومن الخطأ الاستعجال في الرد، لأنه يؤدي بدوره لسوء الفهم.

3.
اتجه بجسمك كله لمن يتحدث لك، فإن لم يكن، فبوجهك على الأقل، لأنالمتحدث يتضايق ويحس بأنك تهمله إن لم نتظر له أو تتجه له، وفي حادثة طريفة تؤكدهذا المعنى، كان طفل يحدث أباه المشغول في قراءة الجريدة، فذهب الطفل وأمسك رأسأبيه وأداره تجاهه وكلمه!!

4.
بين للمتحدث أنك تستمع، أنا أقول بين لاتتظاهر! لأنك إن تظاهرت بأنك تستمع لمن يحدثك فسيكتشف ذلك إن آجلاً أو عاجلاً، بينله أنك تستمع لحديثه بأن تقول: نعم... صحيح أو تهمهم، أو تومئ برأسك، المهم بين لهبالحركات والكلمات أنك تستمع له
.

5. لا تقاطع أبداً، ولو طال الحديثلساعات! وهذه نصيحة مجربة كثيراً ولطالما حلت مشاكل بالاستماع فقط، لذلك لا تقاطعأبداً واستمع حتى النهاية، وهذه النصيحة مهمة بين الأزواج وبين الوالدين وأبنائهموبين الإخوان وبين كل الناس.


6.
بعد أن ينتهي المتكلم من حديثه لخص كلامهبقولك: أنت تقصد كذا وكذا.... صحيح؟ فإن أجاب بنعم فتحدث أنت، وإن أجاب بلا فاسألهأن يوضح أكثر، وهذا خير من أن تستعجل الرد فيحدث سوء تفاهم
.

7. لا تفسركلام المتحدث من وجهة نظرك أنت، بل حاول أن تتقمص شخصيته وأن تنظر إلى الأمور منمنظوره هو لا أنت، وإن طبقت هذه النصيحة فستجد أنك سريع التفاهم مع الغير.


8.
حاول أن تتوافق مع حالة المتحدث النفسية، فإن كان غاضباً فلا تطلب منهأن يهدئ من روعه، بل كن جاداً واستمع له بكل هدوء، وإن وجدت إنسان حزيناً فاسأله مايحزنه ثم استمع له لأنه يريد الحديث لمن سيستمع له
.

9. عندما يتكلم أحدناعن مشكلة أو أحزان فإنه يعبر عن مشاعر لذلك عليك أن تلخص كلامه وتعكسها على شكلمشاعر يحس بها هو، آخذت مثالاً من كتاب ستيفن كوفي "العادات السبع لأكثر الناسإنتاجية"


الابن: أبي لقد اكتفيت! المدرسة لصغار العقول فقط

الأب: يبدوأنك محبط فعلاً

الابن: أنا كذلك بكل تأكيد


في هذا الحوار الصغير لميغضب الأب، ولم يأنب ابنه ويتهمه بالكسل والتقصير، بل عكس شعور الابن فقط، وفيالكتاب تكملة للحور على هذا المنوال حتى وصل الابن إلى قناعة إلى أن الدراسة مهمةوإلى اتخاذ خطوات عملية لتحسين مستواه في الدراسة
.

أنقل لكم بعض المقترحاتالتي سطرها ستيفن كوفي في كتابه، وهو الكتاب الذي اعتمدت عليه في موضوعي هذا، طبقهاخلال أسبوع وانظر إلى النتائج بعد هذا الأسبوع وأخبروني إذا أردتم مشاركتنا فيتجاربكم الإيجابية

1.
حيث تسنح لك الفرصة مراقبة أشخاص يتحدثون اغلق أذنيكلبضع دقائق وراقب فقط أي انفعالات والتي قد لا تظهرها الكلمات وحدها.

2.
راقب نفسك كلما كنت في حوار مع أي شخص، واضبط نفسك إن حاولت أن تقيم أو تفسر حديثالشخص بشكل خاطئ، واعتذر له واطلب منه أن يعيد الحوار مرة أخرى، جربت هذه الطريقةمن قبل وكان لها مفعولاً عجيباً على الطرف الآخر.

المراجع:
· العادات السبع لأكثر الناس إنتاجية. ستيفن كوفي.