التدهور العقلي ليس من اللازم للعقل أن يتهاوى, وللحالة المزاجية أن تتقلب، وللذاكرة أن تضعف عند بلوغ مرحلة متقدمه من العمر، وبعبارة أخرى فإن التدهور العقلي ليس قدراً محتوماً مع التقدم بالعمر، أو مرادفاً للشيخوخة والهرم ،بل إن القدرات العقلية عند معظم الأفراد تشرع في الانخفاض التدريجي بسبب الافتقار إلى نمط الحياة الصحيح،ومع كل ما يمكن أن تثيره تلك الحقيقة من شعور بالاحباط في ظاهر الأمر ،فهي تكشف عن بعض الجوانب المضيئة وهي أنك تملك القدرة على شحذ قدراتك العقلية ،والتصدي للتدني الذهني عند التقدم في العمر، من خلال إتباع نمط حياة صحي يقوم على تخير الطعام الذي يخلو من الدسم ويحتوى على عناصر غذائية مثل الأسماك ،الفاكهة،الحبوب... والذي يساعد الدماغ ليصل إلى أعلى مستوى من الأداء الممكن لوظائفه العقلية،كما أن الماء هو أعظم ناقل للرسائل العصبية والذي يحتاجه العقل للتفكير والتعلم واليقظة والصحة العقلية.
بل إن تناول الماء الكافي يومياً يعتبر أسهل الطرق وأكثرها ذكاء للحفاظ على صحة العقل وتظل المشروبات الكحولية بأنواعها أحد العوامل التي يمكن أن تسبب فقدان الذاكرة المؤقت أو الدائم بل إن الإدمان المزمن للكحول يسبب أحد أشكال الذاكرة حيث يعجز العقل عن تشكيل ذكريات جديدة .
وقد أشارت الدراسات إلى أن الأدوية وبعض العقاقير تعمل على الإضرار بآليات العقل المسئولة عن النوم، والمزاج، والتعلم ،ويشمل ذلك مضادات الهستامين، وأدوية ارتفاع ضغط الدم،وبعض مضادات الاكتئاب التي تسبب جميعها تشويش التفكير والذاكرة والتي يجدر بالمريض عدم تناولها إلا بعد استشارة طبية من أحد المتخصصين في الطب النفسي .
ويرجع بعض الأطباء تحسن الذاكرة إلى تنشط تدفق الدم في كل جزء من أجزاء الجسم بما في ذلك المخ إلى ممارسة التمرينات الرياضية،حيث كشفت إحدى الدراسات التي أجرتها كلية سكريبس في كاليفورنيا عن أن الانتظام في ممارسة الرياضة يحسن التفكير والتذكر وزمن رد الفعل على نحو يفوق غير الممارسين للرياضة .
وعلى مدى التاريخ اعتبرت زراعة الحدائق ليس فقط هواية، وإنما علاج شافي أيضاً .
فقد كان أطباء مصر القديمة ينصحون مرضى الاضطراب العقلي بالتنزه في الحدائق، كما كان رجال الدين في القرون الوسطى يقومون بزرع الحدائق للتخفيف من آلام إخوانهم.
إن زراعة الحدائق تعد في الأساس نشاطاً عقلياً وبدنياً يعين على شفاء الأمراض البدنية والعقلية ولها أثر فعال أثبتته الدراسات العلمية .
ويظهر أيضاً أن الشخص الذي يتحدى قدراته البدنية والعقلية باستمرار يكون أقل عرضة لفقد الوظائف الإدراكية في أواخر حياته كما أن ذلك قد يقلل من فرص إصابته بمرض الزهايمر عند الشيخوخة .
كما كشف كم هائل من الأبحاث عن أن الأشخاص الذين لهم عدد كبير من الأصدقاء والمحبين يكونون أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب والوحدة اللذين يعملان على سحق الأداء الذهني .
آخيراً
إن كنت وحيداً.. فابحث عن طرق للاندماج في صداقات.. أو تطوع.. أو انضم إلى دار عبادة..أو أي منظمة تجذب اهتمامك..

الأخصائية النفسية/ سارة الحربي