وإذا عدنا إلى كلمة الكاريزما ،فهي كلمة (بالإنجليزية: Charisma)و في أصلها اليوناني تعني الهدية أو التفضيل الإلهي،و تعني الهيبة و التأثير أو سلطة فوق العادة و السحر الشخصي، والجاذبية الكبيرة والحضور الطاغي الذي يتمتع به بعض الأشخاص،أي الشخصية التي تثير الولاء والحماس


و قد حاول البعض ترجمتها إلى “سحر الشخصية”، أو “قوة الشخصية” أو غيرها.


و لكني أرى أن كلا من هذه الترجمات لا تفي الكلمة حقها ذلك أن الإنجليزية تحوي هكذا كلمات بمعان منفصلة عن الكاريزمية.


وعلى الرغم من صعوبة إيجاد تعريف دقيق لهذه الكلمة إلا انه يمكن ربطها بشخصية معينة و القول إن الشخصية الكاريزمية هي التي لها قدرات غير طبيعية في القيادة والإقناع وأسر الآخرين، كما أنها تمتاز بالقدرة على الهام الآخرين عند الاتصال بهم، وجذب انتباههم بشكل أكثر من المعتاد.


والكاريزما تعطي صاحبها القدرة على تحمل المسئولية و التكيف ،أي ممارسة المسئولية الشخصية والمرونة على مستوى السياقات الشخصية والمتعلقة بمكان العمل والمجتمع، ووضع الأهداف والمعايير العالية وتحقيقها، وتقبل الغموض .


وتملك مهارات الاتصال أي فهم وإدارة وإنشاء الاتصال الشفهي والكتابي متعدد الوسائط وعلى هيئة أشكال متعددة وفي سياقات متعددة.


الكاريزما تعني الإبداع والتطلع الفكري ويقصد به وضع أفكار جديدة وتطبيقها وتوصيلها إلى الآخرين، والانفتاح على وجهات النظر الجديدة والمتنوعة والتجاوب معها،والتفكير النقدي والتفكير المنظومي – ويقصد به ممارسة التفكير المنطقي السليم في فهم الخيارات المعقدة واتخاذها وفهم الصلات البينية بين الأنظمة .


وتملك مهارات المعرفة الخاصة بالمعلومات والوسائط،ويقصد بها تحليل المعلومات والوصول إليها وإدارتها ودمجها وتقييمها وإنشائها في هيئة صور مختلفة من الأشكال والوسائط .


باختصار الكاريزما صـفة أو سـمـة غـير عـادية تتـحقق لـدى الـفرد ، فتـجعـل قـدراتـه خـارقة للـعـادة . ويـعـني المـصطلح من النـاحية اللـفظية هـبة اللـه ، أي من ترسله العـناية الإلاهية لإنقاذ أمتـه ، وهـو زعيـم يتـحلى بقوى خـارقة وصفات نـادرة وقـدرات روحية ، ويـرتكز النـظام الكـاريـزمي عـلى الطـاعـة للـبـطل والتضحية من أجل تأدية رسـالته ، وبقـدر ما يقوم بـه الزعيـم في ظل هـذا النـظام من خـوارق الأعـمال فـإنه يسـتـطيع شـد الأتبـاع بـزعـامتـه ، وتـعـتـمد القيادة الـملهمة عـلى البطولة أو القدسية أكثر من إعتمادها على الوضـع الـرسمي للشخص،والكاريزميون من الزعماء مسيطرون ليس فقط على الأفراد بل على المجتمعات وعلى شعوب بأكملها،يقيدوك وتكون سعيد ومقتنعا جدا بهذه القيود


هل هو ساحر !!،بالطبع ساحر لكن من نوع خاص ،يسحر الشعوب ،فتحبه وتعشقه ،فتغمض عيونها وتتبعه حتى وان ألقاها في هاوية ودمرها ( كما فعل هتلر ) أو قد يوصلها لبر الآمان و يسعدها ( كما فعل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ).


الكاريزمي اجتماعي جدا فلا كاريزمي بدون جمهور حوله،وهو نشيط وحماسي ،سريع البديهة ،محبوب ،مثقف ،طموح ،يعشق التحدي،والتغيير ،لا يقف أمامه شي ،ويعرف أين يقف ،أفكاره عميقة ،صاحب موقف وفكر معين ،واثق من نفسه بالطبع ،قادر على الإقناع،، فيصبح من حوله أكثر حماس بالفكرة حماس قد يصل للجنون ،على كل حال الكاريزما صفة تنبع من الداخل وليست صفة خارجية فمميزاته داخليه مما يضفي عليه جاذبيه خاصة .. وروعه منفردة ،والشيء الرائع في الكاريزما إنها تجعل الكاريزمي قوي بدون أن يضعف الآخرين لأنه يستمد قوته من ذاته من داخله لا بسلب قوة الآخرين


إنهم يمتلكون ما يلي:-

1- لديهم القدرة على إعطاء رسالة صامته


فيستطيعون بحضورهم فقط أن يعطوا تصريحاً قبل أن يفتحون فمهم للكلام.


2- لديهم القدرة على صياغة كلامهم بإسلوب جيد


3- لديهم القدرة على تملك مهارات الاستماع


4- لديهم القدرة على الإقناع فمهما كانت أفكارك عظيمة ومؤثرة فلن يكون لها أي فائدة بدون إقناع الآخرين بها.


5- لديهم القدرة على استغلال وقتهم وأوقات الآخرين .


6- لديهم القدرة للتكيف مع الآخرين ومعرفة ماذا يريدون بالضبط.


7- لديهم الاستطاعة والقدرة على قراءة المشاعر بذكاء .


الكاريزما هبة إلهيه .. لا يمكن تعلمها أو اكتسابها ،وان كان هناك من العلماء من قال انه يمكن تعلمها واكتسابها كما يحدث هذا مع القادة والزعماء ،وان مهارات الأشخاص والمهارات الفنية التي ينميها القائد تكسبه كاريزما .


على كل حال ، الكاريزما صفة تفرض نفسها ولا يمكن تجاهلها أبدا .


أما كيف تصبح كاريزميا فيورد زغ زغلر في كتابه قمة الأداء (Top Performance) بحثا قامت به كل من مؤسسة ستانفورد وجامعة هارفارد ومؤسسة كارن يدج.ويوضح هذا البحث أن 85% من أسباب الحصول على وظيفة (ومن ثم الحفاظ عليها و التقدم فيها (مرتبط بمهارات الأشخاص ومعرفتهم في الاتصال والتعامل مع الآخرين (وليس بقدراتهم التقنية) و بهذا فانه بإمكاننا أن ندرك أهمية تنمية الشخصية و تطوير قدراتها في التعامل مع الآخرين. و لقد استطاع بعض المفكرين استخراج مجموعة من العوامل المكونة للشخصية الكاريزمية. وعلى الرغم من الإبهام الذي يحيط بالكاريزما إلا انه يمكن تحديد صفات و خطوات تقترب بالمرء أكثر من الكاريزمية كلما أداها بإتقان وعايشها بجدية واهتمام.


و فيما يأتي نتناول هذه الصفات بالبحث و التحليل(من كتاب كاريزما السلم الوظيفي):


1. إياك وتقليد الآخرين(Never Imitate Others).


2. الثقة بالنفس (Self Confidence)


3. الاسترخاء (Relaxation)


4. العواطف القوية(Get in touch with your emotions)


5. التزامن بين لغة الجسد والحديث(Match your body language to your speech)


6. فكر ثم تكلم(Think before you speak)


7.التكلم بإقناع(Speak with conviction)


8. عامل الناس كما يحبون أن يعاملوا(Treat people as they want to be treated)