نفر من الناس تدور في نفوسهم حرب عالمية, وهم على فرش النوم, فإذا وضعت الحرب أوزارها غنموا قرحة المعدة, وضغط الدم والسكري، يحترقون مع الأحداث ويغضبون من غلاء الأسعار, يثورون لتأخر الأمطار, يضجون لانخفاض سعر العملة, فهم في انزعاج دائم, وقلق واصب (يحسبون كل صيحة عليهم)


لكن لا شيء يهم فلا تحمل الكرة الأرضية على رأسك, دع الأحداث على الأرض ولا تضعها في أمعائك.
إن بعض الناس عنده قلب كالاسفنجة يتشرب الشائعات والأراجيف, ينزعج للتوافه, يهتز للواردات, يضطرب لكل شيء, وهذا القلب كفيل أن يحطم صاحبه,وان يهدم كيان حامله.


أهل المبدأ الحق تزيدهم العبر والعظات إيماناً إلى إيمانهم, وأهل الخور تزيدهم الزلازل خوفاً إلى خوفهم.


وليس أنفع أمام الزوابع والدواهي من قلب شجاع, فإن المقدام الباسل, ثابت الجأش, راسخ اليقين, بارد الأعصاب, منشرح الصدر.


فإن كنت تريد الحياة المستقرة فواجه الأمور بشجاعة وجلد, ولا يستخفنك الذين لا يوقنون, ولا تك في ضيق مما يمكرون, كن أصلب من الأحداث, وأعتى من رياح الأزمات, وأقوى من الأعاصير.