تعلم فن التهوّين ....


فن من فنون التعايش في الحياة ,
الكل منا يغفل عنه ويستسلم لما يصيبه من سوءات
هو فن التهوّيـــن
الذي لابد منا أن نتعلمه .. ونتعلم كيف ننسى ما مضى من الآلام,
وأن لا نقبل أن نكون آلة حزن وتنديد
ربما الأغلب منا شديد الحساسية,
وربما تألمنا يومين لحادثة أحرجتنا أمام الناس,
وكنا كذلك شديدي الحرج من كل صغيرة وكبيرة ..
الأمر الذي يوقعنا في كثير من المشاعر السلبية ..
والتهوين كفيل أن يقضي على مشاعرنا السلبية تجاه الماضي,
ما منا من أحد إلا وله ذكريات حادة وحرجة ومؤلمة, لكنها هي التي تصنع الأبطال
تذكر أن الذين ينعمون بالرخاء, ويتربون في القصور, ويأكلون
ما يشتهون,
ويلبسون ما يريدون, ويمرحون ويسرحون, هؤلاء لا معنى لحياتهم,
ولذلك فإن القادة الذين نشئوا بين المحن ومن وسط الشعب هم الذين يقودون الأجيال,
ويصنعون الرجال, ويحققون الآمال, ويفعلون المحال
وهذا مثلنا في الخلفاء الراشدين والأئمة المجددين,
بل هذا السبب الذي جعل جيل الصحابة جيلاً فريداً ..
تعلم أن تهوّن كي تعيش ,
ابدأ من الآن,
أغلق باب التنديد والمسكنة,
أنت تعيش اليوم وليس الأمس,
وإن ما مر بك مر بكل إنسان لكن بألوان مختلفة
لقد عاش نابليون في قمة الجاه والسلطة والشهرة,
لكنه قال في سانت هيلينا: لم أعرف ستة أيام سعيدة في حياتي
بينما عبرت هيلين كيلر العمياء الصماء البكماء: أجد الحياة جميلة جدا
تعلم كيف تعيش سعيداً بقلب ماضيك إلى تجارب صاغتك كما يصاغ الذهب
واقلب حاضرك ميدانا للتحدي,
واجعل مستقبلك أملاً براقاً ونوراً ساطعاً ..
شد يهودي على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال: يا محمد اقض ديني, فإني أراكم مطل يا بني هاشم
أولا: أساء إلى رجل محفوف بمحبيه وفاديه,
وثانيا: تعدت يده عليه,
وثالثا: ناداه باسمه مجردا وليس بينهما سابق صحبة,
ورابعا: طعن فيه بل وفي جميع أهله,
فما زاد النبي صلى الله عليه وسلم على أن ابتسم وأمر بدينه ليدفع له,
والقصة مشهورة حيث أسلم اليهودي بعدها,
وقد أراد أن يختبر صفة الحلم المذكورة فيه في التوراة,
تذكر أن النقد يأتي على قدر المنتقد,
وإنه اعتراف بقدرك ومكانتك ,
قل لنفسك: هذا لأهميتي
الناس ليسوا جميعا متفهمين, ومتعلمين, ومؤدبين,
ففيهم السيئ كذلك, ونحن نقبله في مجتمعنا, سل نفسك:
هل أنت أفضل من النبي صلى الله عليه وسلم ؟





تعال انظر نفسك وأنت تغضب إذا ذكرك أحد بسوء أو بغلطة,
بل ربما كان هذا الشخص زوج أو صديق,
أو ربما أبا أو أم.
وأنت لا تطيق ذلك
تفكرت في السبب الذي يجعل القرآن الكريم يدون حادثة الشجار التي حصلت في بيت رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) بينه وبين زوجاته.
فعلمت أن ذلك تربية لنا لكي نعرف أن الرسول صلى الله عليه وسلم
كان يتعرض أحيانا لمثل هذه المواقف ويصبر بل ويغفر فمن باب أولى أن نفعل نحن ذلك ..
تمر علينا عشرات بل مئات الحوادث والأمور كل يوم,
لو أننا اتخذنا موقفا من كل حادثة فسوف يقتلنا القلق,
وتتآكل أعصابنا,
فمن المفترض إن تعرضت لحادثة , خصوصاً إذا كانت لا تستحق كأن يغمزك أحد أو يشتمك, أو يتهمك أو ما شابه ذك,
فلا تلق له بالا, ولا تعره أهمية,
في كثير من الأحيان يريد الشخص السيئ أن يجذب الانتباه بصياحه, لا تستجب لمطلبه.
تعلم كيف تتجاوز صغائر الأمور,
فأنت أكبر من ذلك