الفصل الأول :
الأسس الفنية للتعامل مع الناس
1- لكي تجني العسل لا تحطم خلية النحل:
ذات يوم اعتقل سفاح لم تشهد المدينة مجرما في مثل جبروته فقد ضرب خمسمائة رجل من رجال الشرطة الأشداء . فبينما كان رجال الشرطة منهمكين في إطلاق النار على المنزل الذي احتمى به كان كرولي عاكفا على كتابة خطاب موجه إلى "كل من يهمه الأمر" وقد جاء فيه " إن بين جوانحي قلبا محيرا ولكنه رحيما.. قلبا لا يحمل ضغينة لأحد". وعندما جيئ به إلى غرفة الإعدام قال: "هذا هو جزائي على دفاعي عن نفسي". ليس فقط كرولي هو الوحيد الذي يدافع عن نفسه بهذه الطريقة بل الكثير من المجرمين فإنهم لم يلوموا أنفسهم ولا يعتقدون أنهم مخطئون.
*إذاً علينا ألا نلوم غيرنا عسى ألا نلام، فلنصحح أخطاءنا ونصلح عيوبنا .
2- السر الأكبر في معاملة الناس:
يرغب الإنسان في أن يكون شيئا مذكورا أو نقول الرغبة في العظمة. كيف؟؟
الأمثلة في هذا كثيرة: من ذلك أن جورج واشنطن رغب في أن يلقب "صاحب المجد،رئيس الولايات المتحدة" ، وكريستوف كولمبس التمس لنفسه لقب" أميرال المحيط ونائب الملك في الهند"....
*فلنحاول إذن أن نمنح الناس التقدير والمديح وتعدد الصفات الطيبة فيهم عند لقائهم .
3-طريقك إلى كسب الناس:
إن الطريق إلى كسب الناس هو التحدث بما يحبونه هم ويرغبونه لا ما تحبه أنت فقد يكون محدثك لا يشاطرك هذا الحب، فمثلا حينما يمتنع طفلك عن الأكل فلا تقول له: إن أمك تريدك أن تأكل، بل انظر إلى ما يريده الطفل ويحبه فتقول: عليك ألا تأكل لأنك تريد أن تكبر وتصبح رجلا.
يقول الكاتب:
منذ بضع سنوات كنت أدخل عيادة اختصاصي شهير في فلادلفيا وقبل أن يفحصني الطبيب سألني عن عملي .. فلم يكن اهتمامه منصبا على مرضي بقدر ما كان منصبا على مقدرتي المالية ومدى ما يستطيع أن يحصل عليه من المال .
فماذا كانت النتيجة؟ لقد غادرت عيادته وكلي ازدراء له.
*أخلق أولا في الشخص الآخر رغبة جامحة فإن الذي يفعل هذا تنحاز الدنيا في صفه أما الذي لا يفعله فيسير طريقا طويلا بمفرده.
الفصل الثاني:
ست طرق لكي تحبب الناس إليك
1- افعل هذا تكن موضع الترحيب أينما حللت: إذا أردنا أن نكتسب الأصدقاء فلنضع أنفسنا في خدمة غيرنا من الناس ونهتم بهم.
يقول أحدهم: كنت أدرس فن كتابة القصص في معهد بروكلين ورغبنا نحن الطلبة في أن نستدرج بعض أعلام القصة ذوي الأوقات الثمينة الضيقة لنفيد من تجاربهم فكتبنا لهم إعجابنا بفنهم وشغفنا بقصصهم ونصائحهم الغالية وذكرنا في خطابنا أننا نعلم كثرة مشاغلهم الأمر الذي قد يتعذر عليهم الحضور شخصيا فأرفقنا قائمة تتألف من عدة أسئلة. فماذا كانت النتيجة؟ لقد تركوا أعمالهم وحضروا بأنفسهم لمساعدتنا.
2- كيف تطبع أثرا فيمن تقابله لأول مرة:
إن تعبيرات الوجه تتكلم بصوت أعمق أثرا من صوت اللسان فالابتسامة هي التي تكسبك حب الناس، ولا أعني بالابتسامة مجرد علامة ترتسم على الشفتين لا روح فيها ولا إخلاص بل أتكلم عن الابتسامة الحقيقية من أعماق نفسك والابتسامة هي التي تجعلك سعيدا بإذن الله تعالى وتدفعك إلى العمل والجد والإنتاج.
إذا لو تستشعر حافزا على الابتسام فتذكر موقفا طريفا أو شيئا جميلا وانظر إلى الشمس وتنفس هواء نقيا.
3- إذا لم تفعل هذا فتوقع المتاعب:
إن سر نجاح "جيم" هو قدرته الفائقة على تذكر الأسماء، كيف خلق جيم هذه المقدرة؟ إنه أمر هين:
كان إذا التقى بصديق جديد تعرف على اسمه الكامل وأولاده ووقف على طبيعة عمله ولونه السياسي وآرائه العامة ومن ثم يحتفظ بهذه المعلومات في ذهنه كجزء من الصورة التي اختزنها في مخيلته.
عندما كان أندرو كارنيجي صبيا ولدت له أرنب برية عشرة أراني صغيرة ولم يكن لديه ما يطعمهم به ولكنه اهتدى إلى فكرة نيرة، قال للصبيان من جيرانه أنه سوف يسمس الأرانب بأسمائهم إن هم أطعموهم وفعلت هذه الخطة فعل السحر لدى الصبيان.
*فإذا أردت أن يحبك الناس فاذكر أن اسم الرجل هو أحب الأسماء إليه ...
4- كي تصبح محدثا بارعا كن مستمعا طيبا.
شجع محدثك على الكلام عن نفسه و أعماله وعن المحيط الذي تخصص فيه.
في خلال الحرب الأهلية كتب لنكولن الى صديقه أن يأتي اليه،لأن ثمة مشاكل يريد أن يناقشها معه.وأتى الصديق إليه وتحدث لنكولن ساعات طوال فلما فرغ من حديثه شكر صديقه ورده إلى ولايته ((الينوي)).دون أن يسأله حتى عن رأيه !!!!
ويقول الصديق(وقد بدا على لنكولن الارتياح عندما انتهى من كلامه،فلم يكن يحتاج الى نصيحة بل كان يريد مجرد مستمع صبور يحدثه بما يدور في خلده)).
*واذا أردت أن يحبك الناس فكن مستمعا طيبا وشجع محدثك على الكلام عن نفسه.
5-كيف يسر بك الناس؟
كل من زار ثيودور روزفلت قد اعجب باتساع أفقه واطلاعه .
إن روزفلت كان يحدث كل منهم في الميدان الذي تخصص فيه فكيف تيسر له ذلك؟ كان روزفلت إذا توقع زيارة شخص ما يقضي وقته بقراءة شيئ عن الموضوع الذي يعرف أن ضيفه يهتم به، ذلك أن روزفلت يعلم أن الطريق المؤدية إلى قلب الإنسان هي أن تكلمه في الأشياء التي يلم بها .
فإذا أردت أن يحبك الناس فتكلم بما يسر محدثك ويلذ له.
6- كيف يحبك الناس في الحال ؟
زار مستر (س) عمة زوجته العجوز ذات مرة وأخذ يبدي إعجابه ببيتها القديم والصور المعلقة على الجدران، وبدأت العجوز تتحدث عن ذكرياتها وتطوف به أرجاء المنزل وعندما فرغا ذهبت به الى الكاراج واذا بسيارة جديدة لم تستعمل اشتراها لها زوجها قبل أن يتوفى بفترة قصيرة .وقالت له هذه هدية لك لأنك تقدر الأشياء الجميلة تعجب الرجل وقال: كيف يا عمتي وأنا لست حتى قريبك فلماذا لا تعطينها لأحد أقاربك فرفضت وقالت إنهم لا يقدرون الذكريات الجميلة وينتظرون موتي حتى يظفروا بهذه السيارة. فقلت لها: إذا لماذا لاتبيعينها قالت: أتظن أني أطيق أن أرى الغرباء يركبونها وقد اشتراها لي زوجي ،وتحت إصرارها الشديد أخذها.
*فإذا أرت أن يحبك الناس فأسبغ التقدير على الشخص الآخر واجعله يشعر بأهميته .
مقتطفات من الفصل الأول و الثاني من كتاب ديل كارينيجي - كيف تكسب الأصدقاء و تؤثر فيهم.
المفضلات