اختلفت الشمس والرياح ، هذه تقول أنها الأقوى والأهم والأشد بأساً ، وتلك تزعم هذه الصفات لنفسها دون الأخرى وأخيراً قالت الرياح للشمس :-

"أترين هذا العجوز المتدثر بمعطفه ؟ أتحداك أن تحمليه يخلع معطفه بأسرع مما أستطيع !""

فقبلت الشمس التحدي ، وأهابت بالرياح أن تثبت قولها وأسرعت الشمس فاختبأت وراء غمامة ثقيلة ، بينما زمجرت الرياح وراحت تصول وتجول بقوة وعنف .

ولكنها كلما ازدادت عصفاً كلما احكم الرجل معطفه حول جسده ، وشد أطرافه إليه .. فلما يئست الرياح سلمت بإخفاقها ، وألقت سلاحها .

وهنالك بزغت الشمس من وراء الغمامة ، وابتسمت في دعة ورفق للعجوز ، فما لبث أن تخلص من معطفه !

وعندئذ قالت الشمس للرياح :

إن للرفق و اللين قوة تفوق ما للغضب والعنف !