عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 33
مهارة التحدي , قصص النجاح الواقعية المؤثرة
قصص النجاح الواقعية المؤثرة المُعاصرة هي من عمارة الأرض وبناءها، فتعالوا لنتحدث عن مهارة من مهارات
إعمار الأرض وبناءها، مهارة اليوم هي مهارة التحدي والقدرة على البقاء والصمود أمام العقبات والتحديات.
صاحب مهارة التحدي، هو بديع الزمان سعيد النورسي، مواطن كُردي تُركي، ولد عام 1877، والده كان
راعي للغنم رجلٌ فقيرٌ وبسيطٌ عنده من الأمانة ما يجعله يتحرى الحلال ويترك الشبهات، وأمه كانت تقية
حافظة لكتاب الله وكانت لا تُرضع ابنها إلا وهى متؤضة وكانت تقول لا أذكر أني تركت قيام الليل لله تبارك
وتعالى، فكان صالحًا لنشأته في بيئة صالحة، فمن تربى على شئ عاش عليه، لذلك طلب العلم الشرعي
وهو ابن خمس عشرة عامًا، وكان العلماء يأتون إليه من جميع البلدان ليتعلموا منه العلوم، وسُمي بديع
الزمان لكونه مسلماً مُتزناً يجمع بين العلوم الشرعية والعلوم الحياتية من الكيمياء والفيزياء والرياضيات، لهذا
كان بديعاً في قدرته على الدفاع عن الحق وإثباته، لإلمامه بعلوم كثيرة. في مجلس النواب البريطانين قام
أحدهم بمسك المصحف وسط المجلس وقال: " لن نستطيع غزو العالم ما دام هذا القرآن في صدورهم،
يجب أن نمحيه من صدورهم أولا"، فلما سمع هذا الكلام تأذى منه ونام وهو حزين مكسور الخاطر، فحلم
بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وقال له: إذا أردت أن يفتح الله عليك بالقرآن فلا تسأل الناس شيئاً،
فتحمل المسئؤلية وجعل توكله على الله وحمل هم عمارة الأرض والحفاظ على الخلافة والهوية الإسلامية،
فقرر إنشاء جامعة الزهراء نسبة للأزهر ولكنها تحوي علوم حياتية بجانب العلوم الشرعية، فقرر مواجهة
السلطان ووزير داخليته، ولكن وزير داخليته اعترض ولم يقبل فكرته، فسأله السلطان عن أحوال الناس، فقرر
مرة أخري أن يواجهه بحقيقة الأحوال وقال له "إن نظامك مُستبد، ووزير داخليتك وحاشيتك نظامهم باطش
بالشعب"، فاتهمه وزير الداخلية بالجنون وحُوكم محاكمة عسكرية وذهب إلي مستشفى الأمراض العقلية
فقال الطبيب "لو كان هذا الرجل به ذرة جنون لكان العالم كله مجنون".
وفي عام 1909 سُجن بتهمة المُناداة بالشريعة الإسلامية، فإذا بالقاضي يُعلمه أن من ينادي بالشريعة
الإسلامية يُعدم، فيرد على القاضي بكل ثقة وثبات، لو أن لي ألف روح تُزهق روحًا روحًا في سبيل حقيقة
الإسلام وأنا أُنادي بها، فخطب خُطبة عصماء فإذا بالقاضي يترقق قلبه ويحكم له بالبراءة، وحال خروجه من
السجن ليؤسس الإتحاد المُحمدي كي يُدافع عن القيمة التي يُحارب من أجلها، وهنا تتجلى سمة أخري
من قيمه، حيث حدث غزو على بلاده فتطوع في الجيش للمحاربة من أجل حب الوطن، فيُعين قائدًا للفدائين
وأُصيب بجرح بليغ ويؤسر من قبّل جيوش الأعداء. وفي عام 1918 عُيّن عضوًا في دار الحكمة الإسلامية،
وأخذ يكتب في رسائل وكتيبات للحفاظ على ما تبقى من الخلافة الإسلامية، وكتب الخطوات الست للدفاع
عن تُركيا، فُحكم عليه بالإعدام وأقنعه طلابه بالهروب لأنقره، فاقتنع بكلامهم واُستقبل استقبال كبير هناك،
وعُين في مجلس النواب وظهر أن هؤلاء النواب لا يُصلون، فخطب فيهم خُطبة أثرت في بعضهم وقاموا ليصلوا
معه، فانزعج أتاتورك وأمر أتاتورك عدو الخلافة الإسلامية، بتعينه إمامًا لمسجد في قرية صغيرة كي لا ينتشر
تأثيره في الناس.
وفي عام 1923 تفرغ لكتابة رسائل النور وكتب للحفاظ على الخلافة الإسلامية، وفُرض عليه حصار في نهاية
حياته وعاش فقيراً ومُنع عنه الزيارة، فكان تلاميذه يزوروه خلسة قبيل الفجر ويأخذون رسائله وينشرونها
ويُوزعون منها آلاف النسخ لينشروا هذا العلم، وتُوفي هذا الرجل العلامة الذي ترك بصمة في هذه الأرض
عام 1960 عن تراث وعلم.
مهارة التحدي: هي القدرة على البقاء والصمود أمام تحدي العقوبات، وهو ترك ما تهوى من أجل ما تخشي.
أنواع التحدي:
1- تحدي النفس : فقد تكون نفسك هي العائق بينك وبين ما تُريد تحقيقه.
2- تحدي الأقوى : تتحدى لتُزيد من قدراتك وقواك المدفونة بداخلك لتهزم خصمك.
3- تحدي المجهول : وهو تحدي ما لا تعرف عواقبه.
معوقات مهارة التّحدي:
1- خوف المجهول : وهو الخوف من المواجهة من شخص ما أو موقف ما، لأنك لا تعرف ما مصير هذا التحدي.
2- الترميز السلبي : وهو صورة ترسخت في ذهنك من موقف ما حدث لك، فأصبح عالقًا في ذهنك فصرت
تخاف منه حتى الان.
كيف تكتسب مهارة التحدي:-
1- لا تهرب بعد الخسارة الأولي.
2- احسب أسوء الإحتمالات وتوكل على الله.
المفضلات