عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 33
علاقة التفكير بالسعادة
ان كنت لا تستمتع بحياتك حاليا وبكل ما حصلت عليه، وحالتك الصحية ووظيفتك وعلاقاتك الحالية، فلن تقدر وتستمتع بظروف الحياة الجديدة، لأن قدرتنا على الاستمتاع تنبع من كيفية اختيارنا لطريقة الحياة، ومن منظورنا الذي ندرك به العالم وليس من الأشياء الخارجية، حيث لا يملك أي شيء خارج أنفسنا القوة على أن يمنحنا السعادة أو الإشباع النفسي.
إن ما يحدد نوعية حياتنا هو اختيارنا للإشباع أولا والذي يعتمد على طريقة تفكيرنا ورؤيتنا لأنفسنا ومكانتنا في هذا الكون، لذا فإن كنت في حاجة إلى المزيد لكي تشعر بالإشباع فستظل تشعر بالنقص وعدم الاكتمال عندما تحصل على المزيد.
إن الأشياء التي نرى أننا في حاجة ضرورية إليها لكي نكون أسعد هي دليل على أننا محكومون من الخارج وليس من داخلنا، وهذا الافتراض يؤدي بنا إلى الاعتقاد بأننا غير مكتملين وينقصنا شيء ما، وأنه يمكننا إشباع هذا العجز وعدم الاكتمال عن طريق تملك الكثير من الأشياء.
إنها مكيدة لا نهاية لها، لأنه لا يمكننا الهروب منها طالما أننا نشعر بأن تملك الأشياء سيملأ هذا الفراغ، وكيف يمكنك تملك أي شيء؟
إذا كنا نشعر بوجود فراغ أو فجوة فإن السبب في ذلك يرجع إلى أننا نملك أفكارا تافهة أو عديمة القيمة، ومثل هذا النوع من التفكير يزيد دائما من الفراغ الذي نشعر به، بيد أننا نستطيع التخلص من مثل هذا الشعور بالتركيز على الكمال ومعرفة أننا لا نستطيع أبدا أن نملك أي شيء، وهذا لن يحول بيننا وبين الحصول على المتعة والسعادة البالغة في أي شيء نجمعه أو نحوزه بصفة مؤقتة، بل الغريب الجميل في هذه الحالة هو أنه عندما نتوقف عن المطاردة والتعقب وجمع الأشياء نجد أن كل ما أردناه في حياتنا أو كنا في حاجة إليه متاح أمامنا.
كل شيء تركز عليه بأفكارك يتمدد و يزداد، ونتيجة لذلك فإذا قضيت وقتا طويلا من حياتك وأنت تركز على ما ينقصك ويزعجك فهذا ما سيزداد حولك، ولكن عندما تجرب أن تكون شاكرا وتتدرب على تقديم الشكر لكل شخص وكل شيء يقابلك تصبح حياتك في نعيم متزايد، ومصداق ذلك قوله سبحانه وتعالى: ''لئن شكرتم لأزيدنكم''.
إن السعادة والنجاح ما هي إلا عمليات داخلية نجلبها نحن لحياتنا وليست أشياء نحصل عليها من الخارج، والسر هو أن نتوقف عن التركيز على ما لا نملكه و نحول إدراكنا إلى تقدير ما نحن عليه وكل ما نملكه
المفضلات