صحة المراهقين وأمراضهم:يحتاج الأولاد في هذه المرحلة إلى كمية كبيرة من المواد البروتينية والفيتامينات اللازمة لبناء الأنسجة التي تنمو بسرعة، ويجب أن يخضع البالغون لفحص طبي دوري مرة كل عام على الأقل لمتابعة الحالة الصحية العامة واعتدال القامة والأنيميا والديدان المعوية والحساسية والأمراض الجلدية. وكذلك يجب متابعة البدانة والسمنة المفرطة والتي قد تقلب نظام الغدد رأساً على عقب لدرجة قد توقف عملية البلوغ نفسها . وهناك مشاكل صحية بسيطة شائعة الحدوث بين المراهقين مثل حب الشباب وقشر الشعر والأمراض الفطرية والحساسية بالإضافة إلى اضطرابات الدورة الشهرية والأنيميا عند الفتيات. وبنهاية سنوات البلوغ يكون البناء الجسماني والنفسي أكثر نضجاً بما يسمح للجنسين بمواجهة ضغوط الحياة والسير في معتركها. يعتبر حب الشباب الميلاد الحقيقي لمعظم المراهقين. ونراه كثيرا بين سن الخامسة عشر والعشرين, وتتفاوت حدة حب الشباب بين المراهقين ما بين بثور قليلة إلى دمامل وتقيحات وندبات في الوجه. وكما تتفاوت الحدة بتفاوت المكان فمثلاً يرى المراهق الحبوب في وجهه وصدره وفي ظهره. وأثناء البلوغ تنشط بشكل ملحوظ إفرازات الغدد الدهنية بالجلد تحت تأثير الهرمونات الجنسية. وعندما يحدث انسداد في مسام الجلد بفعل العرق والأتربة تتجمع هذه الإفرازات في ثنايا طبقات الجلد معلنة بداية ظهور رؤوس حب الشباب. وقبل كل دورة شهرية يحدث " فوران " في هذه الحبوب لسريان كمية كبيرة من الهرمونات في دماء الفتاة. وتتركب الإفرازات الدهنية من جليسريدات ثلاثية وشمع وأحماض دهنية، وعلى ذلك يتسبب الإفراط في تناول الدهون إلى زيادة حب الشباب. ومعظم الأكلات التي يتناولها الشباب في محلات الـــ تيك أواي، TAKE AWAY، أو جنك فود، JUNK FOOD غيرصحية وتساهم في تفاقم الحالات المرضية. والإمساك وسوء الهضم يزيدان حب الشباب سوءاً لتراكم السموم في الأمعاء ويتم تجنب هذه المشكلة بتناول كميات وفيرة من الخضراوات والفواكه الطازجة والألياف. ويجب أن يعني الشباب عناية خاصة بالوجه بالتنظيف المستمر، ويجب إلا تغالي الفتيات في وضع المساحيق التي تسد مسام الجلد وتزيد الأمور سوءاً.
إن العلاقات الإنسانية الحميمة والانتماء إلى المجتمع والارتباط اليومي بالنشاطات والفعاليات تقلل من الضغوط النفسية والحرمان العاطفي، فسلوك الاستهتار واللامبالاة هو عامل إعاقة لعملية الانتاج في المجتمع، لأن عدم استغلال هذه الطاقات البشرية الشابة في العلم والإنتاج يؤدي إلى قلة بناء وتنمية المجتمع. ويعتبر سلوك المراهقين في المخالفات والفساد الخلقي مشكلة قانونية قضائية، ويتصرف المراهق بعض الأحيان تحت تأثير المجموعة ( كحامل المسك ونافخ الكير ) وعندما يعمل مع عصابة رفقاء السوء فهو على استعداد للقيام بدور فعال سواء في الملبس أو في طريقة الكلام والتقليد. وهناك من يكون في عزلة عن الأصدقاء وشعوربالوحدة، ويبدو عليه الخجل والقيام بنشاطاته منفرداً، ويعتقد بعض المراهقين اعتقاداً خاطئاً بأن بعض سلوكهم يدل على الرجولة والشجاعة، والبعض الآخر حسن السمعة والسلوك من طبقة اجتماعية متميزة ولكنه يتصرف من اجل جذب الانتباه والاهتمام، أو استغلال النفوذ الاجتماعي أو السياسي أو الاقتصادي، فالعوامل الاجتماعية داخل وخارج نطاق الأسرة قد تساعد على وجود نشاط مضاد للمجتمع كالنظام التربوي الأسري والمستوى الأخلاقي للأسرة. والبطالة ووقت الفراغ وصحبة رفقاء السوء والتأثير السلبي لوسائل الأعلام والسينما تجعل من سلوك المراهق مصحوباً بمشاكل انفعالية وتربوية وعقلية، ويحتاج إلى الرعاية والاهتمام وربما العلاج لتقليل الاضطرابات الانفعالية التي تفجر المشاعر والاحباط والنقص. ويحتاج المراهق أيضا إلى الرعاية الوقائية السليمة لمنع حدوث السلوك السلبي وذلك بتقليل الضغوط النفسية والصحية والاجتماعية والبيئية والاقتصادية، فتأمين الغذاء والسكن وتوفير الحاجيات الضرورية للمراهق وعائلته يجعل العائلة متماسكة ومستقرة، فتحسين الظروف المعيشية وتوفير الرعاية الصحية والوقائية والعلاجية يساعد على بناء جيل متعافي وقوي جسمياً وعقلياً ونفسياً . فالالتزام بأحكام وتعاليم الشريعة الإسلامية خير حافظ لأفراد المجتمع. والرعاية التربوية والتوعية العائلية في تبصير الأولاد بواجباتهم واحترام الوالدين والتعامل مع الناس بصدق ومحبة يساعد على رفع الروح المعنوية في تحمل المسؤولية وحل أي نزاع عائلي.
*ما هي انتهاكات المراهق للقانون– العناد– قلة الاحترام– التدخين ..الخ
*ما هو السلوك العدواني والإجرامي للمراهق .
*كيفية رعاية وحماية وتقويم المراهق من الظروف القاسية التي يعيشها
السرقة والقتل والإيذاء والاغتصاب أو أي فعل يمس أمن وسلامة المجتمع عليه يتطلب وجود قوة عقلية قادرة على تفسير الأحداث، وإدراك أهمية الأفعال وتوقع أثارها بالنضوج العقلي والخبرة بالعالم المحيط به "وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم"، النور- 59. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم"رفع القلم عن ثلاثة: عن الصبي حتى يبلغ وعن النائم حتى يصحو وعن المجنون حتى يفيق". يرتبط سلوك المراهق بعملية التربية والنمو الاجتماعي. فالطفولة صانعة المستقبل وأن طفل اليوم هو رجل الغد، فالشباب بحاجة إلى من يساعدهم ويرشدهم في تخطيط المستقبل بطرق علمية صحيحة من أجل خلق جيل مثقف وقوي بعيداً عن الأنزلاق في السلوك المنحرف.كما أن العامل النفسي والاجتماعي له دور في سلوك المراهق.
التعليم عامل أساسي في بناء الشخصية الناجحة وتهذيب النفس لذلك يجب توفير فرص التعليم وتشجيع الطلاب على مواصلة الدراسة وذلك بتوفير العدد الكافي من المدارس ويكون التعليم الابتدائي ألزامياً ومجانياً، وتزويد هذه المدارس بالمكتبات والمختبرات ووسائل الايضاح مع مدرسين ذات كفاءة عالية في العملية التربوية والنفسية والاجتماعية، وتوسيع النشاطات الرياضية والاجتماعية والثقافية، وكذلك تقديم وجبة طعام صحية لتلاميذ الابتدائية، وتعيين أخصائيين نفسانيين واجتماعيين لحل مشاكل الطلاب، وتوطيد العلاقة الصادقة المتبادلة بين البيئة المدرسية والعائلية والاجتماعية لتحقيق كل ما يفيد الانسان والمجتمع، توفير الرعايـة المهنية وتدريب الطلاب في ورشات العمل والنوادي العلمية والرياضية لتنمية المواهب والطاقات في المراهقين، ومكافحة تعاطي الخمر والمخدرات وتشديد الرقابة على وسائل الأعلام التي تسيء إلى القيم والعادات الإسلامية. لذلك هناك فئات متخصصة وقائية وعلاجية تعمل كأفراد أو مجموعات في التخطيط والتوجيه والمتابعة والتنفيذ مثل الأخصائيون الاجتماعيون في المؤسسات التعليمية والصحية ويتم إعدادهم بين علم النفس والتربية والاجتماع والصحة وتدريبهم عملياً في ميدان الخدمة المدرسية والأسرية واخلاقيات التعامل لأكتساب الخبرة والمهارة والمعرفة، كما يتميز هؤلاء المتدربون بالرغبة الأكيدة في حب العمل وممارسة مبادئ المهنة بجدية واحترام الوقت وضبط المواعيد. وهناك أخصائيون اجتماعيون يملكون الخبرة والعلم والقدرة في مجال التخطيط والتوجيه والمتابعة والبحث العلمي. ويتم تطوير مهارات العاملين مع المراهقين والأحداث بتنظيم ورشات العمل والمؤتمرات والبحث والدراسة والندوات، فالمعلم والمربي والمرشد الذي يتعامل مع العوامل النفسية والاجتماعية للمراهق إنما يساعده على حل مشاكله للتكيف مع نفسيته وأسرته والمدرسة والمجتمع وبالتالي النجاح في التحصيل الدراسي ويصبح عضواً نافعاً في المجتمع. والأخصائي النفساني التربوي يكتشف المواهب الشابة والقدرات العقلية والاهتمامات بالنشاطات الرياضية والاجتماعية والثقافية. وهناك من يقوم بتشخيص الأمراض النفسية وعلاجها ودراسة علاقتها بمراحل النمو وكذلك يعمل الموجه التربوي على مساعدة الطالب في اختيار الدراسة المرغوبة والمناسبة والنجاح فيها، وبالإضافة إلى أخصائيين آخرين مثل المرشد النفسي والمحلل النفسي والآباء والناظر والقاضي، هذه الخدمة والرعاية تحتاج تعاون جميع العاملين. الخدمة الاجتماعية للطالب ( المراهق ) هي تشجيعه على التفكير الواقعي وتحمل المسؤولية ، النظام والترتيب والتخطيط في الحياة الصحية البدنية والعقلية والاحساس الجميل بأهميته في المجتمع ، وفي الأسرة، أما الخدمة الوقائية لمنع السلوك السلبي والخدمة الإنشائية الترويحية لتنمية القابليات الجسمية والعقلية فهي ضرورية وأهم من خدمة العلاج ( الوقاية خير من العلاج ) وتقدم هذه الخدمات للمراهق كفرد وكعضو في مجموعة وعضو في المجتمع. تعتمد الخدمة على ضوء التغيرات الاجتماعية ضمن قيم وعادات المجتمع وهدفها ليس الكسب المادي بل تحقيق التكيف والنمو الصحيح في التعامل وتحقيق أهداف المجتمع بالحياة السعيدة والمستقبل الزاهر. فالخدمة الاجتماعية والنفسيةتشمل خدمة وقائية، خدمة إنشائية ترفيهية، وخدمة شخصية وعلاجية.
العاملون مع المراهقين:
1. الأخصائي الاجتماعي ( Social Worker )
2. الأخصائي النفساني التربوي ( Educational Psychologist )
3. المعلم أو المربي ( Teacher and/or Educator )
4. المرشد أو الموجه التربوي ( Counselor )
5. المحلل النفسي ( Psychoanalyst )
6. طبيب الأمراض النفسية ( Psychiatrist )
7. وآخرين.
المراهقة فترة من التحول والنمو الشامل النفسي والعقلي والبدني، فهي مرحلة انتقال متوسطة بين الطفولة والرشد . وتبدأ هذه الفترة بالنضج البايولوجي والاستقلال بالقرار واختيار الأصدقاء. وتتميز بفترة زمنية وخصائص نفسية وعقلية واجتماعية. يقف المراهق بين حدود الأطفال وحدود الكبار، غير متأكد إلى أين ينتمي، فالمراهق يبتعد عن الطفولة لأنه يعتقد أنه اصبح كبيراً، وعندما يتصرف كشخص ناضج مع الكبار يجهل قيمهم واهتماماتهم . ويحدث أن تعامله الأسرة أو المدرسة كطفل ولا تشجعه أن يسلك تصرف الكبار