إن الأشخاص شديدي المنافسة الذين يودون أن يفوزوا دائماً يحصلون على أقل , وإن خسروا تخب اَمالهم بدرجة كبيرة , وإن ربحوا فإن ذلك هو ما توقعوا حصوله .



خاض ريتشارد نيكسون معركة إعادة انتخابه كرئيس للولايات المتحدة في سنة 1972م . وقد وجه أعضاء حملته الانتخابية كي يتخذوا الإجراءات كافة لكسب أكبر عدد ممكن من الأصوات . وأشهر هذه الإجراءات تلك المداهمات التي قاموا بها على مقر حزب الديمقراطيين ,في مبنى ووترغيت , لزرع أجهزة تجسس . إلاَ أن أفراد الحملة شاركوا في مسلسل طويل فيما أسماه نيكسون نفسه (ألاعيب قذرة) وقد دأبوا على الاتصال بمحلات البيتزا ليطلبوا توصيل مئات فطائر البيتزا إلى مكتب مرشح خصم , وعلى إطلاق شائعات هاتفية يخبرون الناس خلالها أن مسيرة مرشح خصم قد ألغيت , وكانوا يتصلون بقاعات الاجتماعات ,ويقومون الحجوزات التي قام بها الخصوم , فلماذا فعلوا ذلك؟ لقد كانت فكرة الفوز تستحوذ على نيكسون بكل ثمن .


والسخرية الكبرى هي أن نيكسون كان فائزاً على أية حال ,ولم يكن بحاجة إلى هذه الألاعيب , لكن عدم قدرته على تعامل مع احتمال إخفاقه دعاه إلى متابعة هذه الطريقة , وكلفه في النهاية تلك الجائزة التي سعى جاهداً إلى تحقيقها .


يمكن أن يكون التنافس عائقاً أمام القناعة في الحياة , لأنه لا يمكن أن يكون الإنجاز كافياً ,والإخفاق مدمر بوجه خاص والمنافسون غير العاديين يقيمون نجاحهم بدرجات أقل مما يقيم بعض الناس إخفاقهم .