على مدى 14‏ عامًا وبمشاركة‏33‏ أستاذا من كليات العلوم والطب والصيدلة والطب البيطري وكلية العلاج الطبيعي والصيدلة والزراعة وهيئة الطاقة الذرية توصل الباحثون المصريون إلى نظرية جديدة هي نظرية الرنين البيومغناطيس ،‏ التي تفسر أسلوب تأثير الموجات الكهرومغناطيسية المنبعثة من خطوط الضغط العالي وأبراج البث الإذاعي والتليفزيوني والمحمول ومن الأجهزة المنزلية وذلك على الإنسان والحيوان والنبات والميكروبات والفطريات . وأثبتت هذه النظرية أن هناك خطورة شديدة على صحة كل الناس بهذه الموجات ولكن يمكن استخدامها في السيطرة على الخلايا سواء الخلايا السرطانية أو الميكروبية أو الفطريات بواسطة الإشارات الكهرومغناطيسية ، وسوف تناقش هذه النتائج المهمة في ندوة بأكاديمية البحث العلمي اليوم ، أشرف على هذه الدراسة الدكتور فاضل محمد علي أستاذ البيوفيزياء الإشعاعية والطبية بعلوم القاهرة‏.‏
وكانت بداية المشروع عام ‏1989‏ ـ وقسم عدة مراحل حيث تم عمل دراسات ميدانية وإحصائية حول توزيع المجالات الكهرومغناطيسية والكهربية حول مناطق بثها مثل أبراج البث الإذاعي والتليفزيوني ـ وعند خطوط القوى الكهربية وأبراج الضغط العالي ـ وكذلك في داخل بعض المنازل وبعض المدارس والمستشفيات القريبة من هذه المصادر وفي بعض المصانع التي تستخدم التيار الكهربي في المنازل ـ وتم عمل دراسة ميدانية عن طريق فريق طبي للمتعرضين عن زيادة شيوع بعض الأمراض مقارنة بالمجموعة الضابطة ـ وقد توصل الفريق البحثي إلى عدة نتائج خطيرة‏.‏
وقد تمت الدراسة في مناطق شارع‏15‏ مايو بمنشية رستم والمنشية الجديدة وشبرا الخيمة ـ وعين شمس والمطرية ـ وقد وجد زيادة الإصابة بين القاطنين في المناطق المعرضة بأمراض الحساسية بنسبة‏200%‏ ـ والتشوهات الخلقية للمواليد بنسبة‏280%‏ وارتفاع ضغط الدم بنسبة‏1,6%‏ والصداع المزمن بنسبة‏2,9%‏ وأمراض الجهاز الهضمي بنسبة‏332%.‏
وقد تم قياس المجالات الكهربية والمغناطيسية من الأجهزة المنزلية مثل الثلاجات والغسالات والخلاطات الكهربية والمكانس الكهربية ووجد أنها مرتفعة جدا عن القيم العالمية ـ حيث أن نظام التوصيل الكهربي بالمنازل بمصر ليس به ارضي ـ وعند توصيل الأجهزة بأرضي جيد وجد انخفاض هذه المجالات بنسب تراوحت ما بين‏65%‏ إلى‏99%.‏
وتم دراسة تأثير الموجات ذات الترددات المتوسطة والمرتفعة والميكروئية وهي التي تنطلق من محطات البث الإذاعي والتليفزيون والمحمول ـ والتليفون اللاسلكي وقد اهتمت هذه المرحلة بالدراسة على الانسان من المتعرضين لمثل هذه الموجات اما بغرض العلاج أو التعرض المهني ـ أو من المتطوعين ـ وكذلك تم اجراء تجارب مماثلة على الفئران والخنزير الغيني‏ ، وكذلك على بعض الميكروبات والفطريات والأورام السرطانية‏.‏
أما الدراسة على الانسان وبالتعاون مع كلية الصيدلة بقناة السويس وطب بنها تم اختيار‏13‏ طالبا ممن لم يسبق لهم استخدام التليفون المحمول ولا يعانون من أي أمراض في الدم ـ وتم سحب عينات دم منهم ثم حملوا التليفون لمدة ساعة وساعتين إلى أربع ساعات وتم سحب عينات دم منهم بعد كل فترة ـ وتبين زيادة نسبة الشوارد الحرة بكرات الدم الحمراء بشكل كبير مع نقص كبير في صائدات الشوارد ـ علما بأن وجود الشوارد الحرة يؤدي إلى قتل الخلايا ـ وتبين من هذه الدراسة أن حمل التليفون المحمول يؤدي إلى الشيخوخة المبكرة بين الشباب‏.‏
وهذا يبين أن التعرض للموجات الكهرومغناطيسية ذات الترددات المتوسطة في حدود ميجاهيرتز والتي قد تصدر من أبراج البث الإذاعي ومن التليفون اللاسلكي تساعد على نشاط سرطان الثدي وانتشاره‏.‏
أما التأثيرات الايجابية لاستخدام الكهرومغناطيسية‏:‏
فقد تم التوصل نتيجة لأبحاث متصلة طوال‏15‏ عاما أن توصلت إلى وضع نظرية جديدة وهي نظرية الرنين البيومغناطيسي الايضي وأعلن عنها في مؤتمر عالمي بموسكو في روسيا عام‏1998 ,‏ وهي تفسر أسلوب تأثير الموجات الكهرومغناطيسية على الأنظمة الحية وخلايا إنسان او حيوان او ميكروب أو فطر ـ وامكانية السيطرة على السلوك الحيوي لهذه الخلايا‏.‏
الدراسة ميدانية وبها نتائج خطيرة وتوصلت إلى أن من التجارب الخاصة بالموجات القصيرة التي يتعرض لها الانسان داخل المنازل او في العمل هناك تطابق بين نتائج الدراسة على الحيوانات والدراسة على المتعرضين‏، وان التعرض لمثل هذه المجالات يؤدي إلى ضرر واضح في جدار الخلايا وخاصة كرات الدم ، كما يؤدي إلى حدوث خلل في انزيمات الدم كما يعكس الضرر الذي أصاب خلايا الغدد المسئولة .
كما أن شدة الضرر تعتمد على كثافة القدرة التي يتعرض لها الانسان ، وهذه الكثافة هي جميعها تقع في المدى المسموح به دوليا وأن هناك ضرورة لتعديل الحدود المسموح بها دوليا ، كما أن التعرض لمثل هذه الموجات‏27mhz‏ يعجل بظهور الأورام السرطانية حتى في الحدود المقررة من قبل الدول ، وقد ثبت من النتائج زيادة نشاط أنزيم التولومريز وكانت الزيادة متناسبة مع كثافة القدرة وهذا يفسر أحد أسباب الزيادة الواضحة في الإصابة بسرطان الثدي بين النساء في هذه الآونة‏.‏
كما أن التعرض للموجات القصيرة والمحمولة‏am‏ بالنسبة للسيدات الحوامل يؤدي إلى إصابة الجنين في بطن الأم بسرطان الدم والغدد الليمفاوية وهذا ما أثبتته التجارب على الأجنة في الفئران حيث ولدت جميع مواليد الفئران مصابة بسرطان الدم والغدد الليمفاوية وماتت جميعها في مدة اقل من أسبوع ، كما أن من الظواهر الملحوظة عدم إرضاع الأم لأطفالها وعدم ورود اللبن لها بعد التعرض لمثل هذه الموجات الأمر الذي اضطر الباحثين إلى عمل رضاعة خارجية للحيوانات أي أن مثل هذه التعرضات قد أدى إلى وقف نشاط بعض الغدد منها غدد اللبن ،
وقد ظهر هذا واضحا في التجارب الجارية بالنسبة لمحطات التليفون المحمول والتي لا تزال الطلبات تجري بشأنها ، فقد تبين أن أمهات الفئران لا ترضعهم بعد التعرض لمسافة‏50‏ مترا من الهوائيات وأن بعض الأمهات أكلت أطفالها ، وهذا يدل على وجود خلل الإصابة بسرطان الدم والغدد الليمفاوية وهذا ما أثبتته نتائج المشروع فقد أصيب أربعة من صغار الفئران من مجموع‏28‏ فأرا خلال أسبوعين من التعريض لمثل هذه المجالات وهذه النتائج التي تم الحصول عليها من خلال المشروع تفسر الزيادة الكبيرة في اعداد الأطفال المصابين بالأورام السرطانية وخاصة الدم والغدد الليمفاوية‏ .‏
كما أثبتت النتائج أن غدة‏thymus‏ وهي المسئولة عن الجهاز المناعي يتناقص حجمها بشدة في صغار الفئران حتى انه في معظم الحالات كان من الصعب رؤيتها وهذا يفسر ضعف المناعة عند الأطفال في هذه الأيام‏ .‏
كما أن التعرض للموجات الصادرة من التليفون المحمول ضارة بصحة الانسان وخاصة الشباب وتساعد على زيادة تركيز الشوارد الحرة بالدم وضعف تركيز صائدات الشوارد الحرة مما يؤدي الى تدمير بالخلايا ونتوقع الإصابة بالشيخوخة المبكرة‏ .‏
وتعرض الميكروبات للموجات الكهرومغناطيسية المحمولة او المتداخلة يؤثر على نشاطها وان التأثير يعتمد على تردد هذه الموجات فقد بينت النتائج أن التأثير يمكن أن يكون ايجابيا أي منشطا للميكروب او سلبيا محبطا لنشاط الميكروب معتمدا في ذلك على تردد الموجات الساقطة‏ .‏ وقد أثبتت النتائج أن الكرموزومات يتغير تركيب حين التأثير على الميكروب سلبيا أما التأثير الايجابي فلا يتغير من تركيب‏DNA‏ وان لكل ميكروب تردد رنيني للموجات الكهرومغناطيسية لعمل أي من التأثيرين حين تعرضه لتردد رنيني عند‏0.5HZ‏ من موجه محمولة وعند ترددا رنينا آخر عند‏0.3HZ‏ من موجة محمولة تم إحباط نشاط الميكروب ونزل نشاطه إلى‏%6.0‏ فقط وتوقف عن إفراز السموم وكذلك تغير التركيب الجزيئي‏DNA‏
ولقد بدأنا بالفعل في التعريض السطحي لحروق ملوثة بميكروب سودومونس في الانسان ولمدة ساعة توقف فيها نشاط السودومونس تماما وبدأت الحروق في الالتئام ـ كما أن تعريض الميكروب خارج الجسم للموجات المحبطة للنشاط أدى إلى وجود جيل ضعيف من هذا الميكروب وعند حقنه بالحيوان لم يكن له تأثير بيولوجي واضح على الحيوان ـ وهذا يفتح مجالا جديد لاستخدامه للحصول على لقاح ضد هذا الميكروب الخطير‏.‏
كما أن التجارب التي أجريت على الأورام هي تجارب فريدة في نوعها على المستوي العالمي تم نشر ثلاثة بحوث فيها في المجلات المتخصصة بأمريكا ـ وهناك بحثان في طريقهما للطباعة والنشر بهذه المجلات المتخصصة‏..‏ وقد أثبتت الدراسات أن نشاط التوليمريز يصل إلى المستوي الطبيعي بعد تعريض الحيوانات المصابة بسرطان الثدي للتردد لرنيني المثبط لنمو السرطان‏.‏
ونحن الآن على أبواب علم جديد بطرق جديدة غير مسبوقة لعلاج سرطان الثدي بدون التدخل الجراحي أو الكيميائي أو الإشعاعي النووي ـ والعمل الذي توصلنا اليه يفتح آفاقا جديدة لعلاج الأورام السرطانية عن طريق التدخل مع الإشارات الصادرة من الخلايا السرطانية دون غيرها وتصحيح سلوكها وإعادتها إلى خلايا طبيعية‏.‏
هناك تجارب عديدة لم تكن ضمن بروتوكول هذا المشروع وهي الدراسة على بعض الفطريات التي تصيب النباتات عن طريق التردد الرنيني ـ وقد نجحنا في وقف نشاط أحد الفطريات التي تصيب البقوليات عن طريق التردد الرنيني ـ حيث تم توقف نشاط الفطر بنسبة‏%92‏ ـ والسمية بنسبة‏%100‏ وكان ذلك بالاشتراك مع كلية الزراعة جامعة المنوفية ووزارة الزراعة ويمكن الآن وقف نشاط هذا الفطر من على بعد ولمساحة تصل الى نصف قطرها‏10‏ كم كل‏12‏ ساعة وكذلك الصوامع‏.‏ كما انه تم اجراء تجربة أخرى بالاشتراك مع قسم النبات بالكلية لوقف نشاط فطر آخر يصيب جذور بنجر السكر ـ وقد تم وقف نشاط هذا الفطر عن طريق التردد الرنيني بنجاح ـ إضافة إلى استطاعتنا بالاشتراك مع كلية زراعة القاهرة في وقف انتاج فطر آخر للأجسام الحجرية التي تعتبر تلوثا للتربة ونواة للفطر لمهاجمة المحاصيل الجديدة‏.‏