عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
مضاد الذهان
مضاد الذهان(بالإنجليزية: neuroleptic) هو نوع من أنواع أدوية العلاج النفسي المهدئة للأعصاب والذي يُستخدم في الأساس للتحكم في مرض الذهان (ويشمل ذلك الأوهام أو الهلاوس، بالإضافة إلى اضطراب التفكير)، خاصةً عند المصابين بمرض الشيزوفرينيا (الفصام) واضطراب المزاج ثنائي القطب. وقد تم ابتكار أول جيل من مضادات الذهان، والتي عرفت باسم "مضادات الذهان التقليدية"، في الخمسينيات من القرن العشرين. أما عن غالبية مضادات الذهان من الجيل الثاني، المعروفة باسم "مضادات الذهان غير التقليدية"، فقد تم تطويرها حديثًا، وذلك مع أن أول مضاد غير تقليدي للذهان "الكلوزابين"، قد تم اكتشافه في الخمسينيات وطرحه على المستوى الإكلينيكي في السبعينيات من القرن العشرين. ويهدف كلا الجيلين من مضادات الذهان إلى تثبيط المستقبلات في مسارات الدوبامين في المخ، ولكن الأدوية المضادة للذهان تستهدف في العموم نطاقًا واسعًا من المستقبلات.
تمت ملاحظة عدد من الآثار الضارة غير المرغوب فيها (العكسية) لمضادات الذهان، منها انخفاض متوسط العمر المتوقع وزيادة الوزن وتضخم حجم الثدي وإفراز لبن من الثدي بشكل غير طبيعي عند كلٍ من الرجال والنساء (بسبب ارتفاع نسبة هرمون البرولاكتين) وانخفاض عدد كرات الدم البيضاء (وهو ما يُعرف باسم ندرة المحببات) وحركات الجسم المتكررة اللا إرادية (خلل الحركة المتأخر) ومرض السكري وفقدان القدرة على الجلوس في حالة ثبات أو دون حركة (التململ الحركي المتأخر)، والضعف الجنسي وعودة الإصابة بمرض الذهان مرة أخرى على نحو يتطلب زيادة الجرعة المعطاة من مضادات الذهان نظرًا لأن الخلايا تفرز مزيدًا من المواد الكيميائية العصبية في الجسم للتعويض عن ضرورة إعطاء الأدوية (الذهان المتأخر)، واحتمالية الاعتماد على المواد الكيميائية بصفة دائمة، مما يؤدي إلى تدهور حالة الذهان عما كانت عليه قبل بدء العلاج في حالة ما إذا تم تقليل جرعة الدواء أو إيقافها (عسر الذهن المتأخر).
أثناء فترة تقليل جرعة مضادات الذهان، ربما تظهر أعراض انسحاب مؤقتة على المريض مثل الأرق والهياج والذهان واضطرابات حركية، ومن المحتمل أن يتم تفسيرها بشكل خاطئ على أنها عودة للحالة المرضية الأًصلية.[1][2]
ويعد ابتكار مضادات ذهان جديدة بآثار عكسية أقل وأفضل نسبيًا مقارنةً بمضادات الذهان الحالية من حيث التأثير (الفاعلية) واحدًا من المجالات البحثية التي يجري التطوير فيها على قدم وساق بشكل مستمر. وتجدر الإشارة هنا إلى أن تحديد الدواء الأكثر ملاءمةً لمريض بعينه لهو أمر يتطلب توخي الحذر الشديد.
تاريخ مضادات الذهان
لقد اعتمد اكتشاف باكورة الأدوية المضادة للذهان بدرجة كبيرة على المصادفة، بعدها خضعت لاختبارات للتحقق من مدى فاعليتها. وقد تم تطوير أول دواء منها، وهو "الكلوربرومازين"، ليكون بمثابة مخدر جراحي. هذا، وقد تم استخدام هذا الدواء لأول مرة في علاج المرضى النفسيين نظرًا لتأثيره المهدئ القوي؛ وفي ذلك الوقت كان ينظر إليه على أنه "مادة كيميائية مستخدمة في جراحات فصوص المخ". في ذلك الوقت، كان يتم اللجوء إلى جراحات فصوص المخ لعلاج العديد من الاضطرابات السلوكية، ومن بينها الذهان، مع أن تأثيرها كان ممثلاً في إضعاف الوظائف السلوكية والعقلية من جميع الأنواع. وعلى الرغم من ذلك، فإن الكلوربرومازين قد أثبت تأثيره الفعال في تقليل آثار الذهان بأسلوب أكثر فاعليةً وتحديدًا من تأثيره المسكن الأشبه بتأثير جراحات فصوص المخ والذي طالما اشتهر به. ومنذ ذلك الحين، بدأت دراسة الكيمياء العصبية المتعلقة بمرض الذهان بشكل مفصل، بالإضافة إلى أنه قد تم اكتشاف مجموعة أدوية جديدة مضادة للذهان من خلال أسلوب يعتمد على تضمين هذا النوع من المعلومات.
عرفت مضادات الذهان منذ أمد طويل بأنها أدوية مهدئة للأعصاب (neuroleptic drugs)، وهو المصطلح الشائع المستخدم للإشارة إليها.[3] وقد اشتق لفظ neuroleptic من الكلمة الإنجليزية اليونانية: "νεῦρον" (neuron، التي تعني في الأصل "وتر عضلي"، غير أنها أصبحت تستخدم في وقتنا الحاضر للإشارة إلى الأعصاب) والكلمة اليونانية "λαμβάνω" (أو lambanō، التي تعني "الإمساك بـ"). ومن ثم، فإن الكلمة تعني "تمالك الفرد أعصابه". وربما يشير هذا إلى آثار جانبية شائعة مثل تهدئة النشاط والخمول وضعف القدرة على التحكم في الحركة. وعلى الرغم من أن مثل هذه الآثار تبدو غير مستحبة، بل وضارة في بعض الحالات، فإنه كان ينظر إليها في وقت ما على أنها علامة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك على فاعلية الدواء.
وهناك اتجاه في الوقت الحالي إلى البعد عن استخدام مصطلح "مهدئ عصبي" (neuroleptic) والاستعاضة عنه بمصطلح "مضاد الذهان" (antipsychotic)، الذي يشير إلى الآثار المرغوب فيها للدواء. كذلك، فإنه قد اعتيد الإشارة إلى مضادات الذهان التقليدية باسم المهدئات الكبرى،[4] وذلك نظرًا لأن الهدف من استخدامها هو تهدئة الأعصاب وتسكين الآلام. وشأنه شأن مصطلح "المهدئات العصبية" (neuroleptics)، فإن مصطلح "المهدئات الكبرى" (major tranquilizers) لم يعد دارج الاستخدام بصفة عامة في الوسط العلمي. ويشير مصطلح "مهدئات" الآن بشكل عام إلى الأدوية التي تهدف في الأساس إلى تسكين الآلام - وأهمها الباربيتورات والبنزوديازيبينات، والتي كان يشار إليها في السابق باسم "المهدئات الصغرى".
تنقسم مضادات الذهان إلى مجموعتين، مضادات الذهان التقليدية أو الجيل الأول من مضادات الذهان ومضادات الذهان غير التقليدية أو الجيل الثاني من مضادات الذهان. وتصنف مضادات الذهان التقليدية وفقًا لتركيبها الكيميائي، في حين تصنف مضادات الذهان غير التقليدية وفقًا لخصائصها الدوائية. هناك عدة أنواع من مضادات الذهان منها مضادات السيروتونين-الدوبامين (انظر مضاد الدوبامين ومضاد السيروتونين)، ومضادات الذهان متعددة المفعول التي تستهدف عدة مستقبلات (المعروفة بالاختصار MARTA)، والتي تستهدف نظمًا عدةً، إلى جانب منشطات الدوبامين الجزئية، التي عادةً ما يتم تصنيفها باعتبارها مضادات ذهان غير تقليدية.[5]
وفيما يتعلق بهذا الموضوع، جاء في صحيفة الجارديان البريطانية ما يلي: "لقد إنصبّ وجه الاعتراض الأساسي على الطب النفسي على مر العصور حول اعتماده على استخدام الأدوية، خاصةً مضادات الذهان، في علاج المشكلات النفسية. فثمة سؤال يطرح نفسه هنا ألا وهو: هل الهدف من تلك الأدوية بالفعل هو علاج "حالة نفسية" ما؟ أم أنها وسيلة لضبط كيمياء الجسم - تهدف على نحو مفيد على المستوى الاجتماعي إلى انتشال شخص غريب الأطوار يعاني من البارانويا والأوهام والألم النفسي من هذه الحالة التي يتجرع مرارتها، بحيث يتحول إلى مجرد فرد يعيش في حالة شبيهة بفقدان الوعي في المجتمع؟"[6]
استخدامات مضادات الذهان
من أمثلة الحالات المرضية الشائعة التي يمكن أن تستخدم معها مضادات الذهان هي الشيزوفرينيا واضطراب المزاج ثنائي القطب والاضطراب التوهمي. علاوة على ذلك، فإن مضادات الذهان يمكن أيضًا استخدامها في علاج الذهان المرتبط بالإصابة بعدد كبير من الحالات المرضية الأخرى، مثل الاكتئاب الذهاني.
كذلك، فإن هناك اتجاهًا شائعًا نحو استخدام "مضادات الذهان" في علاج أنواع من الاضطرابات غير الذهانية. على سبيل المثال، تُستخدم مضادات الذهان في بعض الأحيان خارج نطاق النشرة الداخلية لعلاج أعراض متلازمة توريت أو اضطرابات طيف التوحد. ولمضادات الذهان عدة استخدامات خارج نطاق النشرة الداخلية كعامل مساعد (أي جنبًا إلى جنب مع نوع آخر من العلاج)، على سبيل المثال في حالات الاكتئاب المستعصي أو "المقاوم للعلاج"[7] أو اضطراب الوسواس القهري المعروف بالاختصار OCD أيضًا.[8] وبصرف النظر عن الاسم، من ضمن استخدامات مضادات الذهان خارج نطاق النشرة الداخلية استخدامها كأدوية مضادة للاكتئاب ومضادة للقلق والتوتر وكأدوية لعلاج التقلبات المزاجية ولتحسين القدرة على الإدراك وباعتبارها شكلاً من أشكال العلاج المضاد للسلوك العدواني والعلاج المضاد للسلوك الاندفاعي المتهور والعلاج المضاد للسلوك الانتحاري بالإضافة إلى استخدامها كأدوية منومة.[9]
بالإضافة إلى ذلك، فقد بدأ يزداد استخدام مضادات الذهان خارج نطاق النشرة الداخلية في علاج حالات الخرف عند كبار السن، وأيضًا في علاج أشكال الاضطرابات والصعوبات المختلفة عند الأطفال والمراهقين. وقد كشف مسح للأطفال المصابين بمرض اضطراب النمو الشامل غير المحدد عن أن 16.5% منهم كانوا يتناولون أحد الأدوية المضادة للذهان، وذلك في الأغلب من أجل التخفيف من حدة الاضطرابات المزاجية والسلوكية التي يعانون منها، والتي يميزها بشكل واضح حدة الطبع والسلوك العدواني والاهتياج. ومؤخرًا، قامت إدارة الغذاء والدواء (FDA) في الولايات المتحدة الأمريكية بالتصديق على استخدام الريسبريدون لعلاج الاهتياج عند الأطفال والمراهقين المصابين بالتوحد.[10]
وتستخدم مضادات الذهان في بعض الأحيان كجزء من العلاج الإلزامي، إما من خلال تحويل المريض إلى الأقسام الداخلية بالمستشفيات أو تحويل المريض إلى العيادات الخارجية. ومن المحتمل أن ينطوي هذا على أساليب عدة لإقناع المريض بالخضوع للعلاج، أو اللجوء إلى استخدام القوة فعليًا لإجباره على الخضوع للعلاج إذا لزم الأمر. وربما يتم استخدام شكل قابل للحقن من الدواء بدلاً من استخدام الأقراص. وقد يتم الحقن بنوع دواء طويل المفعول، والذي يعرف باسم الحقن المدخري (depot injection)، وفيه يتم الحقن أعلى منطقة الأرداف.
تدخل مضادات الذهان ضمن فئة الأدوية الأكثر مبيعًا والأعلى ربحًا بين جميع فئات الأدوية، حيث بلغ إجمالي قيمة المبيعات العالمية منها 22 مليار دولار في عام 2008.[11] وبحلول عام 2003 في الولايات المتحدة الأمريكية، بلغ عدد المرضى الذين كانوا يستخدمون مضادات الذهان 3.21 مليون مريض، الأمر الذي نتج عنه جني أرباح بلغت قيمتها 2.82 مليار دولار. وكان ما يزيد عن 2/3 من الوصفات العلاجية يرشح مضادات الذهان غير التقليدية الأحدث والأعلى تكلفةً؛ إذ يقدر متوسط تكلفة الدواء الواحد منها بنحو 164 دولار مقارنةً بالأنواع الأقدم، والتي يقدر متوسط تكلفة الدواء الواحد منها بنحو 40 دولارًا.[12] وبحلول عام 2008، وصلت قيمة مبيعات مضادات الذهان في الولايات المتحدة الأمريكية إلى 14.6 مليار دولار، لتصبح بذلك أعلى الأدوية من الفئة العلاجية مبيعًا في الولايات المتحدة الأمريكية.[13] هذا، وقد تضاعف عدد الوصفات العلاجية التي ترشح مضادات الذهان للأطفال والمراهقين ليصل إلى 4.4 مليون وصفة في الفترة ما بين عامي 2003 و2006، ويرجع ذلك بدرجة ما إلى زيادة عدد الحالات المرضية التي يتم تشخيصها بأنها مصابة باضطراب المزاج ثنائي القطب.[14]
الآثار الجانبية
يرتبط استخدام مضادات الذهان بالعديد من الآثار الجانبية. فمن المعروف أن كثيرًا من المرضى قد أقلعوا عن تناولها (نحو ثلثي عدد المرضى، حتى في تجارب الأدوية الخاضعة للمقارنة مع غيرها) ويرجع ذلك بدرجة ما إلى آثارها العكسية.[15] وتشمل الآثار الجانبية خارج الهرمية خلل التوتر العضلي الحاد والتململ الحركي ومرض الشلل الرعاش (تصلب العضلات والارتعاش) وخلل الحركة المتأخر أو الشيخوخي وتسارع ضربات القلب وهبوط ضغط الدم والعجز الجنسي والخمول ونوبات التشنج والأحلام المزعجة أو الكوابيس وارتفاع نسبة هرمون البرولاكتين.[16] ولا يظهر بعض هذه الآثار الجانبية إلا بعد استخدام الدواء لفترة طويلة.
يتمثل أخطر الآثار العكسية الضارة المرتبطة باستخدام مضادات الذهان على المدى الطويل في خفض متوسط العمر المتوقع. وقد بدا هذا الأمر مثيرًا للجدل إلى حدٍ بعيد فيما يتعلق باستخدام مضادات الذهان لعلاج الخرف عند كبار السن، وهو الأمر الذي زاده سوءً الزعم بأنها تستخدم للسيطرة على المرض وتسكين الألم وليس بالضرورة لعلاجه. كذلك، فقد كشفت مراجعة منهجية في عام 2009 للدراسات التي أجريت حول مرض الشيزوفرينيا عن ارتباط انخفاض متوسط العمر المتوقع للأفراد بتناول مضادات الذهان، كما أشارت إلى الحاجة الماسة لإجراء مزيد من الدراسات في هذا الصدد،[17] وهي الدعوة التي كانت قد وجهت بالفعل في الوقت الذي عثر فيه على نتائج مماثلة في عام 2006.[18]
في حالة الأفراد "الأصحاء" الذين لا يعانون من مرض الذهان، يمكن أن تسبب جرعات مضادات الذهان ما يعرف باسم "الأعراض السلبية" (مثل المشكلات النفسية والدافعية) المرتبطة بمرض الشيزوفرينيا.[19]
من منظور ذاتي، تؤثر مضادات الذهان بقوة على إدراك الفرد للمشاعر الإيجابية، مما يؤدي إلى التقليل بشدة من مشاعر الرغبة والتحفيز والاستغراق في التفكير المتأمل، هذا بالإضافة إلى الشعور بالرهبة. غير أن تلك المشاعر لا تتزامن مع مشاعر اللا مبالاة وانعدام الحافز التي تنتاب من يعانون من الأعراض السلبية لمرض الشيزوفرينيا. بالإضافة إلى ذلك، من الممكن أيضًا ملاحظة بعض الآثار الضارة لمضادات الذهان على الذاكرة على المدى القصير إذا تم تناول جرعات كبيرة منها، حيث أنها تؤثر على الطريقة التي يقوم من خلالها الفرد بالعد وإجراء العمليات الحسابية (على الرغم من أن ذلك قد يكون من منظور ذاتي بحت أيضًا). وتعتبر هذه جميعها هي الأسباب وراء القول إن مضادات الذهان تؤثر على "القدرة الإبداعية". علاوةً على ذلك، فإنه بالنسبة لبعض الأفراد الذين يعانون من الشيزوفرينيا، قد يسبب الضغط النفسي الزائد حدوث "انتكاسة" لدى المريض.
وفيما يلي تفاصيل بشأن بعض الآثار الجانبية لمضادات الذهان:
يبدو أن مضادات الذهان، وخاصةً غير التقليدية، تسبب الإصابة بمرض السكري وارتفاع الحموضة الكيتونية السكري المميت، ولا سيما لدى الأمريكان الأفارقة (وفقًا لما ورد في الدراسات الأمريكية).[20][21]
ربما يسبب استخدام مضادات الذهان التهاب البنكرياس.[22]
يبدو أن مضادات الذهان غير التقليدية (وعلى وجه الخصوص الأولانزابين) عادةً ما تسبب زيادة الوزن بصورة أكثر شيوعًا من مضادات الذهان التقليدية. وتضم الآثار الجانبية الأيضية الشائعة المرتبطة بزيادة الوزن الإصابة بمرض السكري، الذي يمكن أن يودي بحياة المريض.[23]
تزيد مضادات الذهان من احتمالية التعرض لأزمة قلبية حادة، مع زيادة خطر الوفاة في حالة أخذ جرعة كبيرة من مضادات الذهان ولفترة طويلة.[24]
ينطوي الكلوزابين أيضًا على خطر التسبب في ندرة المحببات، أي حدوث انخفاض خطير في عدد كرات الدم البيضاء في الجسم. وبسبب احتمالية حدوث ذلك، ربما يكون المرضى الذين يوصف لهم دواء الكلوزابين بحاجة إلى إجراء فحوصات دم منتظمة وذلك لاكتشاف الحالة مبكرًا في حالة حدوثها فعليًا، كي لا يتم تعريض حياة المريض للخطر.[25]
يتمثل أحد أكثر هذه الآثار الجانبية خطورةً في خلل الحركة المتأخر، وفيه يقوم المريض بحركات متكررة لا إرادية بلا هدف معين للشفتين أو الوجه أو الساقين أو الجذع عادةً. ويُعتقد أنه يزداد احتمال التعرض لخطر الإصابة بخلل الحركة المتأخر في حالة استخدام مضادات الذهان التقليدية القديمة، مع أن مضادات الذهان الأحدث أصبحت مشهورة أيضًا في وقتنا الحاضر بأنها قد تسبب حدوث هذا الخلل.
ومن الآثار الجانبية الخطيرة المحتمل أن يسببها استخدام العديد من مضادات الذهان هو خفض عتبة النوبات (المستوى الذي تبدأ عنده النوبة بالظهور) عند الفرد. ويزداد مع استخدام دوائي الكلوربرومازين والكلوزابين، على وجه التحديد، احتمال التعرض لنوبات التشنج بدرجة كبيرة نسبيًا. أما أدوية الفلوفينازين والهالوبيريدول والبيموزيد والريسبيريدون، فيقل معها احتمال التعرض لهذا الخطر نسبيًا. وتجدر الإشارة هنا إلى أنه يجب توخي الحذر مع الأفراد الذين لديهم تاريخ من الحالات المرضية الناشئة عن نوبات تشنج، مثل نوبات الصرع أو تلف الدماغ.
المتلازمة الخبيثة للأدوية المضادة للذهان، والتي يبدو فيها أن مضادات الذهان تتسبب في حدوث خلل في الأداء الوظيفي لمراكز تنظيم الحرارة في الجسم، مما يستلزم التدخل الطبي بشكل عاجل، نظرًا لأن درجة حرارة المريض ترتفع فجأةً لتصل إلى مستويات خطيرة.
الشعور بعدم الارتياح والقلق (Dysphoria)
الضعف الجنسي
خلل التوتر العضلي - وهو اضطراب حركي عصبي والذي تتسبب فيه الانقباضات المستمرة للعضلات في حركات التوائية ومتكررة أو في اتخاذ أوضاع جسمانية غير طبيعية.
ارتفاع نسبة هرمون البرولاكتين - قد يكبر حجم الثديين ويفرزان لبنًا، وذلك عند كلٍ من الرجال والنساء على حدٍ سواء، نتيجة ارتفاع مستويات البرولاكتين (هرمون اللبن) في الدم عن المستويات الطبيعية. وعادةً ما يثبط الدوبامين إفراز البرولاكتين من الغدة النخامية. وربما تتسبب الأدوية التي تثبط تأثيرات الدوبامين بالغدة النخامية أو تستنفد مخزون الدوبامين في المخ في إفراز الغدة النخامية لهرمون البرولاكتين.
هناك أدلة تشير إلى أن تناول مضادات الذهان قد يسبب إصابة حيوانات التجارب بواحد من الأمراض المزيلة للميالين.[26]
وفي أعقاب الجدل المثار بشأن زيادة احتمال الوفاة (الموت) نتيجة استخدام مضادات الذهان لدى الأفراد المصابين بمرض الخرف، تم تضمين تحذيرات من الآثار الجانبية المحتملة بعبوة الدواء.[27]
يعاني بعض الأفراد من القليل من الآثار الجانبية الواضحة نتيجة تناولهم مضادات الذهان، في حين أنه ربما يعاني آخرون من آثار عكسية أشد خطورةً. وقد لا تتم ملاحظة بعض الآثار الجانبية، مثل المشكلات البسيطة المرتبطة بالعمليات المعرفية.
وهناك إمكانية متاحة للحد من خطر الإصابة بمرض خلل الحركة المتأخر باعتباره من الآثار الجانبية لمضادات الذهان، وذلك بالجمع بين مضادات الذهان وبين الدايفينهايدرامين أو البنزاتروبين، غير أن هذا الاقتراح لا يزال في انتظار تصديق من قبل السلطات المعنية. كذلك، يرتبط تلف الجهاز العصبي المركزي بالإصابة بمرض التململ الحركي المتأخر اللاعكوس و/أو عسر الذهن المتأخر.
المفضلات