هي شكل رائع من أشكال العلاج, القصير المدة والسريع, فبهذة التقنية يمكن إعطائنا وسيلة سريعة لتغيير سلسلة الأحداث التي تؤدي الى سلوكيات أو حالات شعورية غير مرغوب فيها, وأية خبرات أخرى شبيهة. وبالتخلص من المشاعر السلبية السابقة والقرارات المقيده, يصبح المستفيد في حالة إيجابية ولن يبقى في تاريخة إلا المشاعر الإيجابية وقرارات تشعره بالتمكين.
ولكن ما هو خط الزمن؟ أو كيف ندرك الزمن؟
لا شك أننا ندرك الزمن عن طريق إدراكنا للماضي والحاضر والمستقبل... ويبقى السؤال:
كيف نرى الماضي والحاضر والمستقبل؟
هل تذكر عندما إستيقظت من النوم يوم أمس؟ هل تذكر عندما إستيقظت من النوم قبل إسبوع؟ مالفرق بين الحادثتين؟ هل أن واحدة منهما أقرب إليك من الأخرى؟ ... لاحظ أن الأقرب هو مفهوم مكاني.
فهل يعني هذا أن الزمن مرتبط إرتباطاً وثيقاً بالمكان في ذهنك؟ وماذا عن المستقبل, غذاً وبعد إسبوع وبعد شهر وبعد سنة وبعد عشر سنوات؟
ماذا تشكل هذه النقاط؟ خطاً مثلاً؟ هل من اليمين الى اليسار, أم من اليسار الى اليمين؟ من الخلف الى الأمام, أم من الأمام الى الخلف؟ من الأعلى الى الأسفل, أم من الأسفل الى الأعلى؟
هل هو خط مستقيم أم منحني, وما مقدار إنحنائه؟
تخيل أي حادثة مرت بك, وليكن حادثة إستيقاظك من النوم, تذكر قبل يوم, قبل إسبوع, قبل شهر, قبل سنة, قبل خمس سنوات, قبل عشر سنوات...
وتخيل إستيقاظك من النوم في المستقبل للفترات نفسها, ما الذي تشكل لديك؟
إن الخط الذي يصل بين هذه الصور في الماضي والحاضر والمستقبل... هو ما ندعوه خط الزمن.
إن لكل إنسان في هذه الدنيا خطاً زمنياً خاصاً به, فهناك من الناس من ينظر دائماً الى الماضي, ولا يعبأ بالحاضر والمستقبل إلا قليلاً.
وهناك من ينظر الى المستقبل دائماً ولا يلتفت الى الحاضر والماضي, وهناك من يهتم بالحاضر فقط ولا يلتفت الى الماضي, ولا الى المستقبل, أو علينا بالحاضر فلا يسعنا إضاعة الوقت في أشياء مضت, ولا في أشياء لم تقع بعد.
كذلك هناك من يتذكر الماضى والحاضر والمستقبل في ذهنه في آن واحد.
ما هو الفرق بين المواعيد الشرقية والمواعيد الغربية؟... نقول في المشرق: سوف آتي بعد الظهر.
بعد الظهر يمتد من الظهر حتى المغرب, أي أربع ساعات تقريباً. وفي أوروبا يكون الموعد بالدقائق, لماذا هذا الفرق في التعامل مع الزمن؟
الفرق هو أن غالبية الشرقيين يفكرون «في الزمن» ... In Time، وغالبية الغربيين يفكرون «خلال الزمن»... Through Time.
ويبقى الآن... هل بإمكاننا تغيير خط الزمن الخاص بنا؟
أثبتت التجارب بما لا يدع للشك مجالاً, أنه وبواسطة الخبير بهذه التقنية, يمكنه وبكل سهولة أن يغير خط الزمن للشخص أو المستفيد, كأن يغير في طولة, أو زاويته, أو إتجاهه.
كذلك يمكن إضائة أي جزء من خط الزمن, أو إضافة الألوان الزاهية إليه, فالجزء الذي يمثل المستقبل يمكن إغناءه بالصور والأضواء الجميلة.
بإستخدام خط الزمن يمكن تغيير الماضي والحاضر والمستقبل, فينعكس إيجاباً على حياة المستفيد, فإذا كان الشخص يفتقر الى حب الحياة والتفائل وعدم التخطيط, وليس له أهداف واضحة, ولا يعرف الى أين يتجه, فلا يجد في نفسه الحوافز للعمل بصورة أفضل فالأفضل لهذا الشخص أن يغير مستقبلة على خط زمنه، وأما الشخص الذي يرتبط إرتباطاً كبيراً بالماضي, ويكرر دائماً أخطاء الماضي, فمن الأفضل له أن يغير ماضيه على خط زمنه فبوسع كل إنسان وبواسطة الخبراء في تقنية العلاج بخط الزمن, أن يغير خط زمنه, بأن يزيد أو ينقص منه ما يشاء, بكلمة أخرى ... يسع كل واحد منا أن يصمم خط الزمن الذي يريده
المفضلات