الأخبار التي نشاهدها يوميا على التلفاز ونقرأ عنها في الصحف المقروءة والمرئية لا تجلب علينا إلا الشعور بقلة الحيلة وخيبة الأمل ..










نعم، الحياة صعبة .. وقد أكد الله سبحانه وتعالى على ذلك حين قال في كتابه الكريم :




"وخلقنا الإنسان في كبد"


أي لا بد أن يعاني الشخص منذ ولادته وحتى مماته آلام الحياة وصعابها ويتحمل ما تلقي عليه من أعباء ثقيلة ولحظات حزينة، لكن كيف نستمر على هذا الحال بدون أن يكون هناك بصيص من النور ونسمة هواء صافية بين تلوث الحياة، الحل قد يكون بسيطا في مظهره إنما هو عميق المعنى والفائدة في جوهرة ألا وهو .. التفاؤل.
فالتفاؤل مفيد لك ولصحتك؛ لأنه قادر على تعزيز الصداقات والعلاقات المهنية وتحسين مهارات التواصل مع الآخرين، مع العلم أن التفاؤل لا يجب أن يتعلق أو يتم ربطه بالحالة الاقتصادية أو العوامل الخارجية الأخرى، إنما ينبغي أن ينبع من مواقف داخلية وردود أفعال إيجابية وفلسفية لما نستقبل من أخبار سيئة وتجارب مؤسفة، ومثل أي مهارة يتطلب الأمر بعض الوقت حتى ننميه بداخلنا ويصبح جزءا من شخصيتنا.




وفيما يلي بعض الطرق التي تعلمك كيف تصبح إنسانا متفائلا:-




تجنب منشطات الإحباط:






بالطبع ستتعجب من كلمة منشطات الإحباط، لكن هون عليك إنها كل ما يحيط بنا من وسائل ونوافذ لا تبث علينا إلا ما يحبط ويصيب بحالة من الاكتئاب، ويقول بعض الحكماء "إذا رغبت في تحطيم حالتك المعنوية وأخذ خبرة عن الأشياء المزعجة، عليك بمشاهدة الأخبار".
نعم، الأخبار التي نشاهدها يوميا على التلفاز ونقرأ عنها في الصحف المقروءة والمرئية لا تجلب علينا إلا الشعور بقلة الحيلة وخيبة الأمل، فعند مشاهدتها تهبط روحنا المعنوية للصفر ونشعر أن الدنيا سوداء من كل جانب، كما يسيطر علينا إحساس بالعجز لأننا غير قادرين على تغيير هذا الواقع المؤلم.




لذا إذا رغبت في تغيير حالتك النفسية إلى الأفضل اتبع الآتي:




- ابتعد تماما عن مشاهدة الأخبار المزعجة.
- قلل تعاملك مع الأشخاص المتشائمين.


- حاول اختيار نوع واحد تفضله من وسائل الإعلام وعود نفسك على مشاهدته، ويجب أن يكون من النوع الذي يدعو للتفاؤل مثل الاكتشافات العلمية، العقول العبقرية والأخبار المفرحة بكل أنواعها بدلا من القفز من موقع إلى آخر ومن قصة إلى قصة؛ لأن ذلك يربطك بقوة بالمشكلات الفظيعة التي تعتبر تربة خصبة لنمو التشاؤم والاكتئاب.




اجعل الابتسامة التعبير الغالب على وجهك:






قد ينظر البعض للابتسامة على أنها شيء غير فعال، لكنها في الحقيقة ومن الناحية العلمية من العوامل التي تعزز جانب التفاؤل لدى الإنسان، وهذا ما أثبتته بعض الدراسات والأبحاث العلمية التي تعرضت لبعض الاعتبارات العلمية الخطيرة وأوضحت بأن مجرد رسم الابتسامة على الوجه يؤثر على الحالة الجسمانية والنفسية على حد سواء.




توقع أفضل النتائج الممكنة:






بكل بساطة اعتبر مفهوم نصف الزجاجة الكامل هو السبيل الذي تنظر إلى الأمور من خلاله، ومن هنا يصبح عليك اتباع الخطوات التالية :
- عند وقوع أحداث معينة حاول أن تتوقع أفضل النتائج الممكنة.
- على الأقل ركز على الجوانب التي تمنحك الأمل الأكثر.
- وهذا لن يجعل منك شخصا خياليا لا يعيش الواقع، إنما ستمدك بتوقعات متجددة.
يقول الخبراء:
إن الإنسان المتفائل لا يتعامل مع الخيالات، إنما يخلق حقائق متسلحة بالآراء والتطلعات والانتماءات.
بينما يصبح من المهم مواجهة الحقائق، ومن المهم أيضا الوصول لها والتعامل معها بطرق خلاقة تناسبها.




تعلم الاستجابة البناءة:






بالطبع لكل موضوع جوانبه الإيجابية والسلبية ويكون الفرق واضحا جدا إذا طغى تأثير أحدها على الآخر، ولكي تستجيب لها بطرق بناءة تعلم ما يلي :
- بدلا من الاعتماد الكبير على أسوأ الجوانب، اسعَ إلى الإيجابيات وخاصة عند التحدث مع الأصدقاء عن الموضوعات المهنية والشخصية.
- لا تتوقف عن المحاولة بشكل يائس وغير محسوب واتخذ نحو هدفك خطوات فعالة بدلا من الاستسلام السلبي للعقبات.
- اتبع نفس الخطوات مع الأشخاص المقربين منك، فعندما يفقد أحدهم شيئا قيما أو وظيفة هامة، عليك مواساتهم لكن ذكرهم بما لديهم من سمات إيجابية وما حققوه فيما مضى من انتصارات ونجاحات لتكون دافعا لهم للإلهام المتفائل والتعويض عما فاتهم.
- لا تتحدث بطريقة وردية، ولكن اتبع أسلوب التفكير الإيجابي الواقعي.




اعلم أن الحياة مستمرة لا يمكن إيقافها:






هناك عدة مباديء .. لكي تكون متفائلا، عليك أن تؤمن بها لتكون وجهة لك بالحياة مهما واجهت من مشكلات أو صعاب وهي :
- افهم أن الحياة مستمرة لا يمكن لأحد أن يوقف مسارها.
- غدا سيكون يوم جديد حيث يمكنك تحقيق شيء جديد.
- مهما غربت الشمس في المساء سوف تشرق مرة أخرى.
- من غير المنطقي الاعتقاد بأن سوق المال ستظل في حالة هبوط للأبد.
- مادام هناك نزول لابد أن يوجد صعود، ومثلما يوجد اللون الأسود بالطبع هناك لون أبيض.
- المتفائل يعيد دائما تقييم مؤهلاته وقراراته وكيف يمكن له الاستفادة منها سواء الآن أو على المدى الطويل.
- يتعلم أن الأزمات والكوارث بما تحتوي عليه من خسارة وإحباطات تحمل في طياتها دروسا غالية لا تقدر بثمن ليتعلم منها (أي أن بكل محنة منحة).




حاول التخلص من فكرة أن العالم يقف ضدك، أو أنك ولدت وفوق رأسك سحابة سوداء:






اعلم أن وضع الافتراضات التشاؤمية ليس له أساس علمي ولا منطقي ولا ديني، فهي مجرد تخيلات مريضة داخل عقل الإنسان يلهمه بها شيطانه، أو قد يكتسبها الفرد من والديه وطريقتهم السلبية في النظر للأمور.
لذا عندما تشعر بالتشاؤم، فاعلم أن هذا بسبب مجموعة من الظروف المحيطة بك أنت والتي لا تمثل العالم بأكمله، وبهذا يصبح من السهل تغييرها من خلال تغيير المنظور الخاص بك.




اعلم أن المستقبل لن يكون نسخة من الماضي:






من غير المنطقي أن ما قاسيت من تجارب مؤلمة أو خيبة أمل في ماضيك يضمن أن البداية المحزنة لابد لها من نهاية مثلها، أي لا تسمح بالبداية المؤسفة بالسيطرة عليك وعلى نبوءاتك المستقبلية.




انظر إلى نفسك كسبب وليس كتأثير:






لكن كيف يتم هذا ..؟؟




- أولا لايجب أن تكون نتيجة أو ضحية لظروفك.
- توقف عن التفكير في ما يحدث لك، وفكر فيما سوف تحقق.
- إذا لم تكن سعيدا بحياتك الآن، عليك وضع الأهداف والتحرك للأمام لتحقيقها.
- استخدم خبرات الماضي السلبية لبناء شخصية قادرة على اتخاذ قرارات إيجابية.
- اعلم أن الحياة حتما ستتضمن مخاطر نمر بها يوميا، ومنطقيا لن تنتهي جميعها بالصورة الوردية التي ترضينا.
- ادرك أن بعض الأعمال سوف تؤدي إلى نتائج جيدة، ومن الأفضل أن تتضمن أعمالنا مزيجا من النجاح والفشل بدلا من أن تكون فارغة لا تحتوي على شيء.




استخدم مفاتيح التحفيز:






حاول تدوين بعض الجمل القصيرة التي تذكرك بما تحاول تغييره في طريقتك التي ترى العالم من خلالها، وضعها في أماكن تتردد كثيرا عليها كل يوم مثل مرآة الحمام، داخل دولاب ملابسك، فوق كمبيوترك الخاص أو حتى على حائط غرفة نومك ومن الجمل المحفزة التي يجب أن تبدأ بها ما يلي :
- كل شيء ممكن.
- الظروف لا تصنع الإنسان، إنما الإنسان هو من يصنع الظروف.


- الشيء الوحيد الذي يمكنني التحكم به هو نظرتي وموقفي من الحياة.
- دائما أمامي فرصة الاختيار.
- أنا سأختار جانبي الإيجابي من الحياة.




تذكر أن الحياة قصيرة:






عندما تشعر أن التشاؤم يخيم على حياتك وتبدأ في الشعور المظلم نحو المستقبل، تذكر أن الحياة قصيرة وكل دقيقة تمر عليك تخصم من عمرك ولن تعود مرة ثانية، وأن التشاؤم ما هو إلا التفكير فيما سيأتي وهو شيء غير مضمون ومضيعة للوقت وإعاقة لما قد تحققه بالحياة.