الناس يتواصلون بالافكار لينتهي عهد الحديث بالكلام

عرف الناس مفهوم التخاطر، أو التواصل مع الاخرين عن طريق الافكار، بوسائل عدة منها قصص وافلام الخيال العلمي. الا أن بعض العلماء يعتقدون ان الانسان يمتلك القدرة على التخاطر، بخاص عندما تساعده التكنولوجيا في ذلك.
د. روبرت فرايتاس الباحث في معهد Molecular Manufacturing في كاليفورنيا يعتقد ان زرع اعداد كبيرة من الرابوطات المجهرية في دماغ الانسان سيكون الوسيلة المناسبة لتحقيق هذا التخاطر عن طريق مراقبتها لنشاط خلايا الدماغ العصبية، ويقول ان زرع عشرة بلايين من هذه الرابوطات التي يبلغ عرض الواحد منها ميكرونين، يضمن مراقبة كل رابوط لنشاط خلية عصبية واحدة، وان وجود هذه الرابوطات في الدماغ سيزيد من وزنه بنحو 200 غرام فقط. ويزيد من الحرارة المنبعثة من نشاطه بحدود 2 واط، وتمثل هذه الارقام جزءا بسيطا مقارنة بوزن الدماغ البالغ 1400 غرام وكمية الحرارة المنبعثة من نشاطه والبالغة 90 واط.


ويوضح فرايتاس ان الرابوطات المجهرية هذه ستبث بيانات عن نشاط الخلايا العصبية في دماغ الشخص عن طريق الموجات فوق الصوتية من خلال الجمجمة لتصل الى اداة تحولها الى موجات راديوية وتبثها بدورها. ويتم استقبال البيانات من قبل الشخص الآخر، وترجمتها بعكس العملية السابقة. ويفترض أن يتدرب الناس على استخدام هذه التكنولوجيا تماما كما يتدرب المصابون بالشلل على استخدام التكنولوجيا التي تساعدهم على التحكم بالكمبيوتر عن طريق افكارهم.
ويقول فرايتاس، ان الشخص المستقبل سيعيش تجربة سماع صوت في رأسه، نظرا لأن الرابوطات المجهرية تتعامل مع العصب السمعي مباشرة، كما يمكن أن يعيش تجربة رؤية الصور الفيديوية عند وصل هذه الرابوطات مع العصب البصري.
وعن امكانية تحقيق هذه التكنولوجيا يقول فرايتاس انه عند توفر التمويل اللازم فإن ما يطلق عليه التخاطر الصناعي سيكون حقيقة في غضون 40 سنة فقط.
جريدة الرأي
أبواب