بات من الشائع أن نسمع عبارة "أشعر بالاستنزاف"، فالمرء يشعر دوما أنه متعب ليس فقط بسبب جدول أعماله التي قد لا تنتهي، بل من مجمل ما يمر به خلال يومه.


وتقول اختصاصية العلاج النفسي ميرا كريشنبام "إن عبارات؛ مثل أنا متعب وأنا منهك، أصبحت مرافقة لحياة العديد من الأشخاص، وقد يصف الطبيب الحالة بأنها اكتئاب متوسط الدرجة، ولكن هل هو كذلك حقا؟ أم أن ما يشعر به المرء هو استنزاف لطاقة الجسد؟".
وتجيب كريشنبام أن غالبية الأشخاص يعانون حقيقة من استنزاف في طاقة الجسد، وهو ما يجعلهم يشعرون بالتعب والإرهاق، فلا يكفي أن يحصل المرء على النوم الجيد والتغذية الصحية ليشعر بطاقته الجسدية. فأغلب مصادر الاستنزاف تكون عاطفية، وتضع كريشنبام بعض المصادر التي قد تستنزف طاقة المرء وكيف يمكن التخلص منها.

وتقول كريشنبام إن أول مصادر استنزاف الطاقة؛ توقعات الناس "هل تعيش حلم شخص آخر وليس حلمك؟ أنت بذلك تضيع طاقتك الشخصية"، مضيفة "أنت تتضور جوعا عاطفيا. بينما الشخص الآخر يحصل على كل الارتياح".

وتبين أنه وللتخلص من هذا الأمر، عليك أن تعلن استقلالك وأن تخلص نفسك بدون مواجهة، فقط بأن يقول المرء لنفسه "أنا لا أتوقع هذا من نفسي"، أسوأ سيناريو سيحدث من ذلك أن شخصا ما سيصاب بخيبة أمل، بينما أنت ستشعر بشعور رائع.

المصدر الآخر الذي يستنزف الطاقة، كما توضح كريشنبام، هو فقدان الذات؛ "فالقوانين التي نضعها لأنفسنا تحبسنا وتضيع طاقتنا"، وللتخلص من هذا تقول إن علينا أن نسأل أنفسنا؛ "إذا كنت أملك زمام الأمور ماذا كنت لفعلت؟"، سواء كان هذا الأمر متعلقا بعملنا أو حياتنا اليومية، المهم أن يجد المرء ما يشعره بحرية ويتصرف بها.

ومن المصادر التي تستنزف الطاقة الشعور بالحرمان "الواجبات والمهمات التي نثقل بها يومنا تحرمنا من الكثير، الأمر الذي يجعل المرء يتصرف بطريقة غير صحيحة لإشباع رغباته التي حرم منها كتناول المزيد من الطعام لإشباع حاجاته العاطفية"، لذا لا بد للمرء أن يضيف تجارب ممتعة مسلية ومرضية في حياته مهما صغرت أو كبرت، فالمرء هو وحده القادر على إغناء حياته، وكل ما يجب فعله هو الاستماع إلى حاجاته الخاصة، ومحاولة تحقيق ولو جزء منها.

الحسد أيضا من المصادر التي تستنزف الطاقة، ونحن لا نشعر بالحسد بشكل مباشر، فقط نشعر بالإحباط حيال سعادة شخص ما، وللتخلص من هذا على المرء أن يحصي النعم التي يملكها.

وتقول كريشنبام "المقارنة لعبة خاسرة، انظر إلى ما تملكه واشعر بامتنان، فالشخص الذي تحسده يملك الكثير من المشاكل التي لا تدركها فلا تضيع طاقتك بلا مبرر".

وتضيف كريشنبام "القلق أيضا يستنزف طاقة المرء، فهو عندما يقلق يفكر في الأمور بدون أن يفكر في حلها، لذا بدلا من القلق حيال أمر ما، تصرف وقم بخطوات فعلية لتبديد هذا القلق ولو قليلا".

ومن المصادر الأخرى التي تهدر الطاقة "تأجيل الأعمال والقرارات والمشاريع، كلها تستنزف المرء، لذا يجب على المرء الجلوس مع ذاته، ووضع خطط لتنفيذ وإنهاء ما لديه كل بحسب أولويته".

وتبين كريشنبام أن الالتزام المفرط يستنزف الطاقة أيضا، وتقول "هنالك أشخاص لا يستطيعون سوى قول نعم وتلبية متطلبات الآخرين سواء في العمل أو المنزل، لذا لا بد من تعلم قول نعم للنفس، فلا بأس من رفض طلب ما بين الحين والآخر، وهذا أمر يشحن المرء بالطاقة لمواصلة خدمة المهمين في حياته".

أما المصدر الأخير الذي يستنزف طاقة المرء فهو التمسك بالخسارة وعدم النسيان، وما يمكن المرء فعله هو البكاء الشديد للتخلص من أحزانه، وبعد ذلك عليه الاستيقاظ لمواصلة الحياة بشكل أفضل.