القراءة هي مفتاح فك الامية والقراءة هي الحضارة.
لذلك قالوا: امة تقرأ امة ترقى.
و عندما نزل الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم بدأه بقوله «اقرأ» وهذا الخطاب لم يكن موجها الى الرسول وحده بل الى امته.
لكن امته وان نشطت للقراءة حينا فإن فتورا اصابها بعد ذلك، مما نبه الغرب للقراءة والكتابة حتى صارت رائدة العالم وصارت تنظر الى الشرق بأنها بؤرة التخلف والامية والجهل.

يقول الكاتب الكبير عبدالتواب يوسف الذي منح الطفولة كثيرا من انتاجه الادبي: دخلت على احفادي في القاهرة بهدية ملفوفة فاستقبلوني كلهم بالترحاب والتصفيق، ثم قاموا بكشف النقاب عن الملفوفة، فاذا بها كعكة كبيرة من الحلوى المزينة واذا بكل واحد منهم حريص على ان يحصل على نصيبه منها إلا واحدا منهم كان قد نشأ في كندا، وجاء مع امه ليقضي اجازة الصيف في القاهرة جلس وانزوى وعندما عرض عليه جده قطعة من الحلوى رفض وقال لا اريد الحلوى واريد كتابا.
ان هذه القصة تحمل مغزى كبيرا، وهو ان المسألة ليست مسألة عرب وغير عرب قدر ما هي مسألة بيئة ومناخ وتربية، فالاطفال كلهم كانوا عربا كما لاحظناهم لكن وجدنا ان الذين نشأوا في القاهرة تلهفوا على الحلوى التي تغذي معدتهم والذي نشأ في كندا راح يطلب الكتاب الذي يغذي فكره وعقله.
نحن العرب في حاجة الى القراءة لان الذي لا يقرأ لا يستطيع ان يفهم الحياة من حوله.
ثم ان القراءة في زماننا غير القراءة في زمان الآباء والاجداد قبل قرون، اننا الآن في عصر السرعة وعصر التفجر المعرفي بمعنى اننا امام كم من المعلومات وكم من الاجهزة والآلات والوسائل.
هذه المعلومات يجب ان نستوعبها في اقل فترة من الزمن، ولكي نحقق ذلك يجب ان نستفيد من الوسائل العصرية التي وفرها لنا العلم الحديث.

- يقول الخبراء ان من يقرأ 200 كلمة الى 250 أو 300 كلمة في الدقيقة يفكر بسرعة 5000 كلمة في الدقيقة وهذا هو مقدور القاريء المتوسط.
مثل هذا القاريء لاشك انه يصاب بالملل،اللهم إلا اذا تحسن بحيث ترتفع نسبة قراءته الى 1000 كلمة في الدقيقة مثلا، ويمكن ذلك من خلال تدريب نفسه على القراءة السريعة

والقراءة يقسمها الخبراء الى اقسام هي:1- القراءة الدو صوتية، ومن اسسها: ـ رؤية الصفحة بوضوح ـ الجو الهاديء والمريح ـ نشر الكتاب امامك ـ اجادة تقلب الصفحات ـ تحريك اليد التحسطرية ـ عدم النكوص في اثناء القراءة.
2 ـ القراءة الفوصوتية التي يرادفها استيعاب مقدار اكبر من الكلمات بنظرة واحدة ومن اسسها: ـ النظر الى الكلمات من خلال ترتيبها الطبيعي ـ اعادة التأكد البصري في اثناء القراءة ـ القراءة شاقوليا ـ فهم شكل ما تقرؤه ـ التعرف الى الخطوات الخمس «النظرة العامة، النظرة التمهيدية، القراءة، النظرة اللاحقة، المراجعة»

نرى بعض الناس عندما يقرأ يضع يده او اصبعه تحت الاسطر، وهذا ليس خطأ بل اسلوبا من اساليب القراءة الصحيحة.
وبالمناسبة فإن الخبراء يقسمون حركات اليد في اثناء القراءة الى انواع: أ ـ تحريك اليد تحت السطر افقيا، ويسمى الخط التحسطري.
ب ـ تحريك اليد على شكل حرف S ج ـ تحريك على شكل ؟ و ـ تحريك اليد على شكل X منكفئا هـ ـ تحريك على شكل لولبي ز ـ تحريك اليد على شكل ل منكفئا ز ـ تحريك اليد على شكل U ح ـ تحريك اليد على شكل الفرشاة ط ـ تحريك اليد على شكل الهلال هذه الاساليب كلها نلاحظها لدى الناس عندما يقرأون ولكل منها موقع ومجال خاص به.
فالتحسطري للقراءة البطيئة وعلى شكل S للنظرة التمهيدية وعلى شكل؟ للنظرة العامة وعلى شكل X لقراءة الصحف والمجلات حيث تطبع على شكل اعمدة وعلى الشكل اللولبي لقراءة الاعمدة ايضا، وعلى شكل ل للطباعة العمدانية ايضا وعلى شكل U هو طريقة القمم في القراءة وعلى شكل الفرشاة لقراءة اسئلة الامتحان او في حال وجود ضوضاء وعلى طريقة الهلال للقراءة من اجل الدراسة.
اذن فإن لكل طريقته في القراءة كما ان القراء انواع ألا ترى ان قاريء المجلة غير قاريء الكتاب المدرسي وقاريء الكتاب الحر غير قاريء اسئلة الامتحان.

منقول