ٳن أكثر مرحلة يكون فيها التأثير والتأثر هى مرحلة المراهقة وخصوصا فى بدايتها فى المرحلة الاعدادية .فى هذ ه المرحلة يكون المراهق أكثر ميلا للتقليد وخصوصا للأفكار والأشياء الجديدةوالغريبة وغالبا ما يتأثر بالمظهر أكثر من الجوهر وهذ ا ليس عيبا فيه لأنه فى بداية تعامله الجاد مع الحياة وليس خبيرا بها . كما يحاول دائماٳثبات شخصيته والتمرد على الكبار ومخالفة أوامرهم وتعليماتهم دون أن ينظر ٳذا ما كانت هذه التعليمات فى صالحه أم لاولذ لك فان هذه المرحلة لا يجدى فيها النصح المباشر بطريقة افعل ولا تفعل أو هذ ا خطأ وهذ ا صواب ٳلا مع من يستجيب لهذ ا الأسلوب بل يجب توجيه النصح له بأساليب أخرى بشكل غير مباشر مثلا عن طريق رؤيةالنماذ ج الصالحة أمامه ومحاكاتها أو أن نحكى له القصص الواقعية عن بعض الأشخاص سواء أكانوا سيئين أو مرتكبى أخطاء ونحكى نهايتهم الأليمة أو الأشخاص الجادين ذوىالأخلاق الحميدة حتى يقتدوا بهم .وتكون هذه القصص مصدرا خصباوعونا لهم فى اختيار طريقهم الصحيح ولكن بشرط ألا تكون هذ ه القصص مكررة بشكل دورى أو بشكل مكثف أو ملحوظ لأن المراهقين الذ ين نتعامل معهم ذ كائهم أكبر بكثير مما نتصور حتى لو لم نلاحظ ذ لك فى حياتهم العلمية ولكن الذ كاء يظهر فى مواقف مختلفة .
فاذ ا ما لاحظوا أن هذ ه القصص مفتعلة أو مكررة بشكل أكثر من اللازم فغالبا ما سينفرون منها وينصرفون عنها وعما تحويه ولانحقق نحن الهدف منها وبالتالى يتجهون الاتجاه المعاكس
ليس فقط علينا أن نحكى لهم القصص بل أيضا نستمع اليهم ليس الاستماع فقط بل الانصات والاصغاء لهم كلما أتيح لنا ذ لك بل نوفر الوقت الكافى قدر الامكان لهم .
ولكن لماذ انستمع اليهم ؟
أولا :لكى يشعروا أننا نحبهم ونهتم بهم ويدركوا أن هناك حضنا دافئا وسندا يلجأون اليه كلما احتاجوا لذ لك فلا يلجأون للغرباء وأصدقاء السوء .
ثانيا :لكى نعرف ما يدور بداخلهم من أفكار وآمال ومشكلات ....
واذ ا عرفنا ذ لك سنعرف بالتالى كيف نتعامل معهم وكيف نوجههم وماذ ا نحكى لهم وما يجب ومالايجب .
ثالثا :عندمانمارس دور المنصت والمستمع نشعر بهم وبالطرف الآخر حينما نأمره ونريد أن يستمع لناوينفذ أوامرنا كما أن هذ ا يعطينا فرصة للتفكير والاستراحة من الكلام .
رابعا :هذا يعطى نوعا من الشعور بالألفة والترابط مع أولادنا .
خامسا :حينما نستمع اليهم نعطيهم القدوة كى يكونوا مستمعين جيدين لناوللآخرين ويتعلمواآداب الحواروالاستماع .
بالاضافة الى ذ لك اذ اأمرناهم أووجهناهم نحو خلق معين فلابد أن نكون أول من يتخلق بهذ ا الخلق وأن نجعلهم يتعاملوادائما مع أكثر الناس التى تتحلى بالأخلاق الحميدة سواء داخل العائلة أوخارجها وننتقى الأفلام والمسلسلات والكتب التى تعرض عليهم بقدر الامكان نشاركهم فى الأنشطة واختيار الملابس مثلا وفى كل شىء يتعلق بهم قدر المستطاع .
ان التعامل مع هذ ه المرحلة ومثل هذ ه المشاكل وتعديل السلوكيات الخاطئة ليس بالأمر السهل بل يحتاج الى صبر ومرونة مرارا وتكرارا وقبل كل ذ لك حب ومشاركة وجدانية فى كل خطوة حتى تؤتى ثمارها بأمر الله تعالى .