من كام يوم كنت ف فرح اسطوري ، عريس قاعد على كوشته معاه نضارته وبدلته وساعته وقميصه وكرافتته ، عرفته من فترة صغيرة وعزمني في فرحه وروحت وكان يوم جميل لحد ما المعازيم مشيت وف لحظة لاقيت نفسي قاعد بمثل ركن ف مثلث كل ضلع فيه قاعد 4 اشخاص تقريبا من اهل العريس ، وخبطتين تسقيف والاقي صواني خارجة بالحنجل والمنجل وكل ما يتلذذه المرء من المشروبات ، صحيح انا مدرب تنويم ضمني وفنون اقناع وتأثير نفسي بس صدقني انا حتى مكنتش اعرف هو ايه الي ف الكوبيات ديه ! قولت اكيد بيبس وعديت الموضوع ، شوية والاقي حد مطلع رقبته من وسط الشباك وبيقولنا مديحة بتقولكم يومكم جميل ، يومك جميل ياعريس وبصلي اوي . انا للحظات تخيلت ان مديحة تعرفني او عملتلها جلسة قبل كده ، بس شوية ولاقيت واحد جايلي مخصوص وموطي عليا وبيديني حاجة مولعة، فابتسمت (ساعتها عرفت ان الي ف الكوبيات مكنتش بيبس) ، وقولتله بصوت يملوءه البراءة والتهكم “هو ايه ده حضرتك ؟ ” .. بصلي ورفعلي حاجبه اليمين مع نص تبريقة وقالي بصوت مليان فخامة ووقار وقالي “حضرتك .. مش بتاع تنويم ؟ ” … تخيلت ان مديحة قالتله … قولتله “أه .. والتنويم هو حالة من ال..” .. قالي “عارفه عارفه .. ديه بقى .. مخدرااااااات .. يعني تنوييييم دراااات” ..
مكنتش لازم اكون جايب معايا “الكلاتوج” بتاعي علشان اعرف ان الراجل ده ف حالة نفسيه عالية ومش طبيعية ..
وبصوت يملوءه السرسعة والحنية رفعت حواجبي الاتنين وبصتله وقولتله “مخدرات حضرتك ؟” قالي “آآآه .. ” وف لحظة لاقيت اخويا رنلي وهو متعود اني اكنسل واتصل .. ساعتها بالذات فتحت عليه وقولتله “ايوة يا جميل .. ” ، “انت بتفتح عليا لييييه” .. “حاضر لا انا مش هتاخر يعني خلاص انا ماشي اهو” .. “هات معاك ماكريل للقطة” .. “اه الحمد لله كويس” .. “كويس ايه بقولك ماكريل للقطة وكارت شحن” .. “لا لا خلاص الفرح خلص واه حمادة كويس وبيسلم عليك” .. “انت تيييت بقى” .. “ماشي حاضر تسلم سلام بقى دلوقتي”
خرجت من الغرزة الي كنت فيها ف القليوبية ومديت لحد مالاقيت بشر وروحت بيتنا ، طول الطريق كنت مستغرب من الاسلوب الي الشخص فيه ممكن يلتزم بعادة ما . لو سالته عنها هيقولك حرام ونفسه يبطلها ، ممكن تبقى حرام او حتى غلط بالنسبة له ، ممكن تكون اي حاجة بداية من “المخدرات” لحد “اكل الضوافر” ، كلها عادات الشخص بيتحط ف مشكلة كل مرة يفكر يسيبها او يعدلها .. ودايما بيلاقي مشكلة .. بس عايزك تقرى للاخر لاني هقولك يعني ايه عادة وازاي بتتكون ونظرية معينة عن العقل البشري وازاي تقدر تستخدمها لصالحلك علشان تبطل اي عادة مهما كانت .
مبدئيا العادة هو تصرف لاواعي لا ارادي بتقوم بيه بتبقى شايف كل حاجة انت بتعملها بس ف نفس الوقت مش بيبقى عندك القدرة انك توقف نفسك عنها ، الي بيحصل عادة انك بتعملها مرة واحدة وفجأة تلاقي نفسك بتعملها مرة تانية من نفسك ، ومرة تالتة من نفسك لحد ماتلاقي نفسك بتعمل العادة من غير مانت تقرر ، فبدأت تتعود انك تشرب سجاير ، انك تاكل كتير ، انك تاكل ف ضوافرك ، انك تشتم ، اين كانت . لان كل مرة بتعملها قالوا علماء الاعصاب ان فيه رابط بيتكون ف عقلك ، بيقوى اكتر واكتر كل مرة بتقوم بيها بنفس العادة ديه ، لحد مايبقى قوى لدرجة انك متقدرش تكسره .
فرويد او اين كان مين قالك ان اي عادة بتتكون ف 21 يوم ، وناس تانيين قالوا مش محتاج 21 يوم ، بس ديه فكرة العادة الي بتعملها بشكل عام .
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خير الاعمال ادومها وان قلت ، فالعادة ممكن تبقى ايجابية كمان ، زي انك تدي محتاج هدومك حتى لو كل سنة مرة بس مجرد ان ديه عادة عندك فده من خير الاعمال .
ده بالنسبة لتكوين العادة ..
بالنسبة لنظرية العقل ..
فيه نظرية عقلية كلنا غالبا سمعناها بتقول ان العقل البشري بيقرب من المتعة وبيبعد عن الالم .
الالم مش معناها انك تعور نفسك الى اخره ، الالم هو اي نوع من انواع الاجهاد العقلي او الجسدي ، وخد بالك ، ساعات الاجهاد العقلي او الجسدي بيتحول لعادة بتسببلك سعادة فبتخليك منتشي كل مرة تقطع فيها طرف من اطراف صوابعك “الماشوسية” .
والحمد لله قليل اوي الي ممكن يتحول لماشوسي ويحب يعذب نفسه من اجل المتعة ، بس ساعات المتعة ف الالم احسن من المتعة ف غيره ، وده نماذجه كتير زي الشخص الي راضي انه يدخل ف حالات اكتئاب مؤلمة لمجرد انه بيلاقي الناس بتهتم بيه اكتر ، فده نوع من انواع المتعة الي بيحصل عليها من خلال الالم الي بيكون فيه ، فبيغمس نفسه ف الالم في سبيل الحصول على متعة اكبر .
وده في حالات معينة بقولك عليها علشان تكون فاهم فكرة المتعة ف الالم والالم ف المتعة والمتعة ف المتعة والالم ف الالم .
ازاي تقدر تستخدم نظرية الالم والمتعة للتخلص من العادات .
من الطرق العجيبة الي حابب اتكلم عنها النهاردة ، هيا طريقة البلالالم او ” البلا ألم ” اي انك تقدر تبطل اي عادي بطريقة سهلة جدا بس بتستخدم فيها الاجهاد الذهني والعضلي علشان العقل يبعدك عنها اين كانت هيا ايه .
وده بيحصل كالاتي :
من ضمن الناس الي جات علشان تتعالج من التدخين ، حالة جميلة جدا لواحد ف اواخر التلاتينات ، كان يائس حرفيا انه يتعالج ، ويائس ديه حالة عادية جدا للناس الي بتجيلك لانك راجل بتاع تنويم ايحائي فحرفيا اخر حاجة ممكن اي حد يفكر فيها . قعدت معاه مرة واتنين وعرفت منه انه حاسس بتقدم بعد الجلسات ، عبرتله عن سعادتي وقولتله طريقة سحرية بيها قالي انها كانت الاسلوب الانجح انه يبطل تدخين for good
“الى الابد”
قولتله كل مرة هتحس انك عايز تشرب سجاير متحاولش انك تعافر مع نفسك ، لو العقل طلب ده ، اوكي ، لو مطلبش ماشي ، اما لو طلب ، طلع العلبة ، خرج السيجارة ، وابدا بقلم الوان اكتب عليها من 1 ل 30 ، وبعد كده قللناها ل 25 بشرط انه كل رقم فردي يحط تحتيه خط، وبين كل حرف وحرف حط نقطة واشربها.. الراجل كان مريحني جدا وعمل بالظبط زي ماقولتله ، بعدها باسبوعين اتصل بيا وقالي “انا عملت الموضوع ده تلات مرات بالظبط ، وبعد كده لاقيت الفكرة مبقتش تيجي ف دماغي وفعلا موضوع التدخين اتقفل بالنسبة لي . عندك حاجة للتخسيس؟”
الي حصل انه عمل اجهاد عقلي بموضوع الكتابة والارقام والخطوطة والنقط ، فكل ما كان عقله بيطلب منه انه يشرب سجارة ، هو كان بيوافق بس كان بيضغط على عقله بالي انا قولتله يعمله ، لحد ماوصل لدرجة ان عقله بدأ يبعد عن التفكير ف السجاير “تجنبا” للاجهاد العقلي الي ممكن يحصله .
نفس الموضوع تقدر تطبقه على اي عادة انت عايز تبطلها ، كل الي انت محتاج تعمله انك تعملها بمراسم خاصة ، واجهاد ، وده ممكن تطبقه على قضم الاظافر ، العادة السرية ، السجاير ، الاكل الكتير ، وتطبيقات تانية متعددة .
جرب بنفسك ولاحظ بين كل مرة والتانية هتكتشف انك بقيت تاخد وقت اطول وكل ماتصعب الموضوع كل ماتلاقي عقلك غير متطلب للعادة ديه .