ليس في مقدور أحد أن يوجد الغضب أو التوتر بداخلك، فإنك وحدك المسؤول عن
ذلك من خلال الطريقة التي تسوس بها عالمك" واين داير.
...
أسباب التوتر في أيدينا نحن!!
"إن كل ما حققته ليس سوى نتيجة لكل ما كنت تفكر فيه" بوذا
إننا نعمل بجدية طيلة حياتنا من أجل أن نشعر بالتوتر! .. هل يبدو ذلك لك
عجيباً؟
دعني أكن أكثر وضوحاً، فبعض الناس يقولون: "لو كنت أعمل فى وظيفة
أفضل
لكنت سعيداً"..
أو "إذا كان لدي سيارة أكبر سأكون سعيداً".. أو "لو كنت أملك
مالاً أكثر لكنت سعيداً".. وبعد ذلك عندما يتحقق لهم ما يريدون، فإنهم
يعودون إلى نقطة البداية، ويطلبون المزيد.
ففي بداية حياتي العملية.. كنت دائماً أريد أن أكون مديراً عاماً، وعندما
وصلت إلى هذا المنصب.. سألت نفسي: هل هذا كل شيء؟ أليس هناك شيء آخر أستطيع أن
أحققه أو أفعله؟.. وكانت الإجابة: أن هناك المزيد والمزيد مما أريد أن أحققه..
فهذه هي طبيعة البشر، التي من السهل جداً أن تدفع الناس إلى الشعور بالتوتر، .
....
ولكن في بعض الأحيان من الممكن أن يكون التوتر ذا فائدة إلى حد معين، حيث أنه يصير
كالوقود الذى يدفع الإنسان إلى تحقيق ما يريد، إلا إذا زاد التوتر عن حدود
معينة فإنه يصبح مميتاً. ومن الأمثلة على التوتر المفيد.. مايلي:
§ يعمل أحد المدراء باجتهاد دون كلل حتى ينتهي من مشروعه فى الوقت المحدد.
بالطبع سيصاب بالتوتر، وتتراكم عليه ضغوط العمل، لكن هذا النوع من التوتر،
يساعده على مواصلة العمل حتى ينجز مشروعه فى الوقت المطلوب.
§ يجتهد طالب فى استذكار دروسه حتى يجتاز الامتحان بنجاح، ولذا فهو يسهر
ليلاً،
ويصحواً مبكراً ليذاكر، مما ينشئ داخله نوعاً من التوتر الذي يدفعه إلى
تحمل
الصعاب حتى يحقق النجاح، ويحصل على الشهادة التي يسعى إليها.
وهناك العديد من الأمثلة التي تؤكد أن التوتر لا يقتل السعادة فى حياتنا،
بل
على العكس أن التوتر يساعد فى تحقيقها. وهنا نصل إلى حقيقة أن التوتر
يمكن أن
يؤثر على الناس باختلاف طبيعتهم، وهوايتهم، ووظيفتهم، وبيئتهم. إن كل فرد
منا
وقع ضحية للتوتر في مرحلة من مراحل حياته، لكن عندما يبلغ هذا التوتر مداه
السلبي، فإنه يؤدي إلى الشعور بالإحباط والغضب والقلق وارتفاع ضغط الدم
وآلام
الرأس وأزمات قلبية وأمراض أخرى مميتة.
ففي عام 1977 قامت مؤسسة "العلوم الدولية" بالولايات المتحدة بدراسة توصلت
إلى
أن التوتر هو أحد المشاكل الرئيسية التي تؤثر على حياتنا اليومية، وأنه
يمكن أن
يؤدي إلى القصور النفسي، والجسمي، والاجتماعي، كما أنه يتسبب فى خسارة 10
مليون
دولار سنوياً تنفق على العلاج بالمستشفيات، وقضاء أيام بدون عمل، والحصول
على
الإعانات الاجتماعية والتعويضات، وحالات وفاة مبكرة.
أيهما أفضل: القليل جداً أم الكثير جداً؟
هل التوتر مفيد أم ضار لنا؟.. يرى د. بيتر هانسون فى كتابه متعة التوتر:
"أن القليل جداً والكثير جداً، كلاهما يضرنا".. فمثلاً أحد المدراء يعمل إلى
وقت متأخر كل يوم مهملاً صحته، وأسرته، وحياته الشخصية.. فالطبع سوف يصاب
بالتوتر
مثله كمثل المدير الذي يعمل، ورئيسه لا يحفزه ويثقله بالكثير من العمل.
إذن التوتر الزائد عن الحد يقلل من إنتاجية الفرد، ويجعله يفقد التركيز
والثقة
في نفسه، مما يؤثر على مشاعره، وحالته الذهنية، وإنتاجه فى العمل،
وبالتالي قد
يتسبب فى الإصابة ببعض الأمراض المميتة. أما التوتر القليل جداً: فإن
الشخص
الذى اعتاد أن يعمل بجد طوال حياته، ثم يتقاعد بدون عمل، فإنه يشعر بفقد
الثقة
فى نفسه، وينخفض تقديره الذاتي مما قد يتسبب فى أمراض نفسية وعضوية قاتلة،
إذا
لم يستطع هذا الشخص أن يعمل بأي نشاط يعيد إليه بعض التوتر المطلوب
والمفيد له.
فإذا كان التوتر على هذه الدرجة من الخطورة بوصفه حقيقة واقعة فى حياتنا،
لماذا إذن يحاول الناس ألا يضعوه في الاعتبار؟.. ولماذا ينكر الناس أنهم
لا يمرون به؟.. ولماذا يعتقدون أنه شيء يصيب الآخرين، ولا يصيبهم؟!
إنه ليس فى مقدورنا أن نزيل التوتر، لكن يمكننا التحكم فيه وتعلم سبل
القضاء على آثاره السيئة. وهذا هو الهدف الذي نسعى إليه من خلال صنع استراتيجيات
الدفاع عن النفس، وكل ذلك يبدأ أولاً بالتعرف على التوتر، والاعتراف بأننا
نقع في بعض الأحيان تحت طائلته. لذا فإننا بحاجة لأن يكون عقلنا الواعي
مدركاً للأمر، حتى يستطيع عقلنا اللاواعى أن يدافع عنا ضد التوتر، وسوف يتم ذلك
بطريقة آلية. وبهذه الطريقة سوف نستطيع أن ننعم بحياة سعيدة لأننا سوف نقلل من
المخاطر السلبية للتوتر، وسنوظفه لتحقيق أهدافنا، والوصول إلى النجاح
..
منقول
المفضلات