هناك أشياء مشتركة بين الناس الإيجابيين في مختلف أنحاء العالم ...
و الإيجابية لا تعني أن تكون لدينا أفكار إيجابية فقط .... بل تتحقق إذا شرعنا في تغيير حياتنا و اكتساب عادات و أخلاق و سلوكيات جديدة بناء على هذه الأفكار ، وذالك من خلال منهج الاسلام

السمة الأولى : المشكلة هي مشكلة إرادة :
من الأفكار الجوهرية : الاعتقاد بأن المشكلة مشكلة إرادة و ليست مشكلة قدرة
معظم الناس و خاصة السلبيين لا يقول أحدهم : إن إرادتي ضعيفة بل يقول : إمكاناتي محدودة فإذا رأى تاجراً ناجحاً يقول :
( فلان نجح في تجارته لأن والده ساعده ، أعطاه مالاً ليبدأ به تجارته ، أما أنا فليس عندي شيء ، ووالدي ترك لي ديوناً فقدرتي غير قدرته ! )
نحن دائما مصرون على الإعلان : أنا لا أقدر
و الصحيح أن نقول : أنا لا أريد
الله تعالى يقول : ( و لو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ) _ التوبة 46 _
كيف نعرف أن الإرادة موجودة ؟
الإرادة عندما توجد فهذا يعني أننا نأخذ بالأسباب ، لذلك عندما نرى إنساناً يقول : أنا أحب النجاح و أريده فعلينا أن نسأله : ماذا أعددت للنجاح ؟
فإذا وجدنا أنه لم يعد شيئاً فهو حينئذ لا يريد النجاح
إن الإرادة تكشف الإمكانية ، إن هناك إمكانية لعمل شيء ما دائماً ... و إذا لم تتوافر هذه الإرادة بصدق فإن هذه الإمكانية لن تظهر

السمة الثانية : القصور الذاتي هو أساس المشكلة :
عندما يقع شخص في حزمة من المشكلات و المصائب .... عليه أن يعتقد أن الأساس في هذه المشكلات ليس فلاناً ، و لا البيئة و الظروف الصعبة .... هناك أشخاص يعيشون في ذات البيئة الصعبة و استطاعوا أن يجتازوا كل العقبات
فعندما أعتقد أن الأساس هو قصوري الذاتي ..... و أنني لم أهيئ نفسي .. و لم أستعد أو أتعلم .. أو أصبر ... أو أستقم ... أكون قد وضعت رجلي على الطريق الصحيح
هناك مشكلات ولا شك يصنعها لنا الآخرون ..... لكن صلب هذه المشكلات و أساسها إنما يأتي غالباً من الأشخاص أنفسهم إذا دققوا النظر و لم ينظروا نظرة سطحية
فالمبدأ إذاً : إن أساس المشكلات هو قصور الشخص و عدم فاعليته ، و إن كانت بعض العوامل غير منحصرة في الذات

السمة الثالثة : التفوق على الذات :
إن المعركة الحاسمة التي سيخوضها الإنسان في حياته هي مع أهوائه و شهواته ، و الانتصار فيها هو التفوق على الذات
و معظم الهزائم التي نراها في الحياة لو عدنا إليها لوجدنا أنها في الأساس عبارة عن هزيمة أما الشهوة ، أمام وساوس الشيطان .... هذه الهزيمة شكلت فيما بعد هزائم تجارية أو اجتماعية

السمة الرابعة : المال لا يشكل عائقاً :
( الرجال يأتون بالمال ، لكن المال لا يأتي بالرجال )
هناك أشخاص كثيرون نشؤوا في بيئة مثالية من الخير و الرخاء و في النهاية خرجوا من الحياة فاشلين
هناك أشخاص كثيرون عصاميون نشؤوا في ظروف صعبة و بعد سنوات إذ هم في القمة في كل شيء
لأنهم يعلمون أن رأس المال الأساسي ليس ما حولهم ...
رأس المال الأساسي هو أنت ، ما تملكه من فكر و من مشاعر ، و من عزيمة ، و من تصميم و أهداف و تنظيم و شخصية ، هذه هي القوة الأساسية و أما العوائق المادية و الظروف الصعبة فهي تقهر و تغلب بمعونة الله تعالي ....

السمة الخامسة : الوعي الذاتي :
التعرف على نقاط القوة في الذات و نقاط الضعف
إن على الواحد منا أن يقوم بعملية نقد ذاتي ، و مراجعة للصورة التي كونها عن نفسه أو كونها له الآخرون
و نحن للأسف غالباً ما ننقد ... و لكن أشعة النقد موجهة إلى الخارج .... ننقد كل شيء إلا أنفسنا
و لعل الصعوبة تأتي من أن الإنسان حينما ينقد ذاته يمارس دور النحات و فهو ينحت ذاته و يعريها ... و هذا فيه صعوبة فلا أحد يحب أن يعترف أن في نفسه عيباً أو نقصاً
لكن الإنسان الإيجابي يتعرف على نقاط ضعفه و قوته .... و ينقد ذاته ليطورها

السمة السادسة : الحرص على مباشرة الممكن :
هناك في الحياة أشياء ممكنة و سهلة و هناك أشياء مستحيلة و لا شك ... و هناك أمور صعبة ...
في كثير من الأحيان نضيع الممكن بسبب طلبنا للمستحيل .... لكن ...
مباشرة الممكن تقربنا من الصعب .. و تقربنا من المستحيل .... فالشيء قد يكون مستحيلاً ولكن بعد فترة ... و نيجة الاقتراب منه يصبح ممكناً ...
كالكتابة مثلاً ... الطفل يجد في البداية كتابة اسمه مستحيلا .... فنبدأ له بالممكن .. حرفٌ فحرف ... ثم شبك هذه الأحرف ببعضها ...و إذا بالمستحيل صار ممكناً
إن مشكلة المسلمين الأساسية ليست مع المستحيل و ليست مع الشيء الذي لا نستطيعه ، مشكلتنا مع الممكن ، مع الشيء الذي نستطيعه و لا نفعله ، مشكلتنا ليست مع الصعب و لا مع البعيد ... بل مع السهل و القريب فنحن لا نؤديه لنقترب من البعيد