عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
فكرة كن مرحاً بعض الشيء
مشروعنا اليوم عن عدم الجدّية لدرجة لا تجعلك حتى ان تبتسم نعم فما الذي يمنع رجلا مَن بذل جهداً مضنياً في تسلق جبلاً عظيماً حتى بلغ قمته أن يستمتع بالمناظر الخلابة التي يمرعليها ؟
وما الذي يمنع الصياد الذي خرج لكسب رزقه من أن يذكر الله – تعالى – ويبتهج كلما نظر إلى أمواج البحر الهادئة ؟
وما الذي يمنع الدعاة الذين كرّسوا أنفسهم لخدمة هذا الدين أن يُنفقوا من أوقاتهم بعض الشيء للمرح والسرور مع الأهل والأحباب ؟
أجل إن شيئاً من الضحك وشيئاً من عبث الأطفال ومن الاستراحة ..... يجعل للحياة طعماً لذيذاً في الفم ,ويخفف عن الروح بعضاً من أعبائها , وطاقة غير محدودة حينما يَهم الإنسان للعودة مرة أخرى لبذل الجهد فيما كان يقوم به , فقد كان نبينا محمد صلوات ربى وسلامه عليه يمازح زوجاته ويأنس بهم , ويبش في وجه أصحابه ويضحك مما يضحكون منه , وهو من هو في وقاره وعظمته وخشيته لله وعلو همته , وهو الذي قال عنه عبد لله بن الحارث " رضي الله عنه " "ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله " صلى الله عليه وسلم " رواه مسلم . ولذلك
فمن الأهمية بمكان أن نرفه عن أنفسنا بعض الشيء من خلال اللعب والمزاح والرياضة , وأن نقاوم الرتابة والسآمة , فإنهما عدوان لدودان للسعادة , وليكن كل ذلك في إطار آداب الشريعة الإسلامية ’ كما أنه يجب أن يكون في إطار التوسط والاعتدال , وكما أن السيارة تحتاج إلى طاقة كي تتحرك وتسير دون مشاكل , كذلك الإنسان يحتاج إلى وقود روحي يحركه نحو المعالي , ويدفعه دفعاً لسبل الخير, والتفاؤل والبشر والأمل والمزاح والألعاب الذكية والطريفة , تشكل شيئاً مهماً في ذلك الوقود .
فعلينا أن نتخذ من المرح صمام أمان من الاكتئاب والتوتر , ونجعل منه وسيلة للحفاظ على سلامة العقل والنفس, نعم فالطرُفة المهذبة تشكل أداة لإثارة أعماق الروح , وإن المرء حينما يضحك من طرُفة سمعها تلمع عيناه بالامتنان لمن ساقها , فقد شبه أحدهم الإنسان من غير مرح بالسيارة التي تسير من غير مساعدات - فإنها ترتج وتنتفض بطريقة سيئة مع كل حصاة في الطريق , فلنحرص على مواجهة صعوبات الحياة وألآمها من خلال الاستبشار بمعونة الله تعالى ومثوبته ومن خلال رؤية الوجه الجميل للأشياء
المفضلات