ســلســلة تنميـة الـذات/ح (5) كُـن صــــاحب قــرار قاطـــع ( بقلم ازهر اللويزي )

هم اشخاص امتلأت نفوسهم ثقة بقدراتهم ولديهم رغبات مشتعلة لتحقيق اهدافهم العظيمة والنبيلة في الحياة , دفعتهم هذه الامتيازات الى سلوك قرارات قاطعة لا رجعة فيها ولا تردد مها كانت الظروف والتحديات والمؤثرات الداخلية والخارجية .

وقالوا عن القرار بأنه ( مسار فعل يختاره المقرر باعتباره أنسب وسيلة متاحة أمامه لانجاز الهدف أو الأهداف التي يبتغيها أي لحل المشكلة التي تشغله ) .

موقف : شاورَ النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه يوم أُحد في المقام والخروج فرأوا له الخروجَ، فلما لبس لأمته وعَزَم قالوا: أقم، فلم يَمل إليهم بعد العزم، وقال صلى الله عليه وسلم: " لا ينبغي لنبيّ يلبس لأمته فيضعها، حتى يحكم الله " رواه البخاري .

تلاحظ قوة الشخصية والقدرة على اتخاذ القرار القاطع النهائي وعدم التردد بعد العزيمة و الاستعاد للمواجهة وهذا يعطي الثقة لدى الاتباع بكفاءة القيادة .

ولو بحثت في حياة الناجحين والمؤثرين لوجدت أنهم اتخذوا قرارات صحيحة قاطعة ذللت لهم المصاعب وهونت وعثاء السفر ودفعتهم الى القمة , كالامام البخاري الذي قرر أن يؤلف كتاباً يجمع ما صح عن رسول الله فسافر وجاب البلاد فسمع الحديث عن الف وثمانية من الشيوخ المحدثين واستغرقت جمع الاحاديث وكتابتها ستة عشر عاماً ليخرج لنا بعد جهاد طويل ( الجامع الصيح ) .

وكذلك الفتاة الصغيرة هلين كلير التي كانت عمياء وخرساء وصماء فأصبحت من اشهر الناجحين والمؤثرين في العالم لأنها اتخذت قارارت قاطعة بالتعلم والتغلب على الامراض والعاهات وكانت ذات طموح وايمان وعزيمة فحصدت الشهرة والنجاح .

هل انت صاحب قرار قاطع ؟ هل اتخذت قرارات قاطعة ففعلتها ؟ هل اتخذت قراراً فتراجعت عنه ؟ هل قراراتك اتخذتها بحكمة وتأني ؟ هل قراراتك طائشة عاجلة لا تستند الى علم وخبرة ؟ .

وقد ذم الله تعالى المنافقين الذين لا قرار لهم ولا رأي , قال تعالى : " مذبذبين بين ذلك لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلاً " فقد وصفهم الله تعالى بضعف القرار وهشاشة الرأي وينخرهم القلق والتردد من الداخل فلا يجرؤوا أن يجهروا بايمانهم ولا يصرحوا بكفرهم فهم ضعاف النفوس .

وفي صحيح مسلم من حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين تعير الى هذه مرة والى هذه اخرى " .

اُمور لا بد من مراعتها قبل اتخاذ القرار :

1) العلم والخبرة قبل الشروع في الفعل او في الحل للمشكلة .

2) الاستشارة فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اكثر الناس استشارة .

3) الابتعاد عن القلق والتردد واخذ الامور بجدية وحزم .

4) انت المسؤول الاول والاخير عن قرارك في حالتي النجاح او الفشل ولا تلقي اللوم على غيرك .

5) دراسة الاخطار والمصاعب التي ستواجهك واوجد لكل مشكلة حلولاً وبدائل .

6) دافع عن قرارك كما تدافع عن ولدك .

قرر من الآن ان تكون صاحب قرار قاطع ولا تدع الشك والقلق يستحوذ عليك وكن كما قال الشاعر :

اذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة ... فأن فساد الرأي أن تترددا
ولا تمهل الاعداء يوماً بغدرة ... وبادرهم أن يملكوا مثلها غدا