- هل أكثر الناس غير سعداء ..؟؟(are most people unhappy) :





هناك تقليد قديم ينظر للحياة باعتبارها "مأساة" فمن سوفوكليس (Sophocles الذي كتب في "أوديب" في كولون (ألا تولد مطلقا، رغم كل شيء، أفضل" إلى وودى آلن Woody Allen في آني هول Annie hall– والذي يميز بين حياتين: المريعة والبائسة.
ألبير كامو، تينسي ويليامز، آلن درورى، وآخرون كثيرون من كتاب الرواية والمسرح يسجلون رؤاهم غير السعيدة بالإنسانية.
وبالمثل، الباحثون الاجتماعيون "إن آلامنا تفوق كثيراً متعتنا – يبدو أنّه جان جاك روسو Rousseau– وإذا أخذنا كل شيء اجمالا فإنّ الحياة: ليست هبة ثمينة" ويوافقه صمويل جنسون S. Johnson– نحن لم نولد للسعادة.
لكن، مؤخراً، ظهرت بعض الكتب الدافئة في (كيف تكون سعيداً؟) كتبها أناس قضوا أيامهم في معالجة غير السعداء. ففي (هل أنت سعيد؟) لدنيس هولي Dennis Wholey يفيد هاوجتون مفلن (Houghton Mifflin – 1986) أنّ الخبراء الذين التقاهم يعتقدون أن 20% من الأمريكيين سعداء. ويعلق هو قائلاً: كنت أعتقد أنهم أقل من ذلك.
وفي (السعادة عمل داخلي)/ تابور 1986، يقول الأب جون باول John Powell: ثلث الأمريكيين يستيقظنون يومياً مكتئبين، والخبراء يعتقدون أنّه من 10% إلى 15% من الأمريكيين سعداء بالفعل.
وهناك صورة أكثر وردية تشرق من معاينة الناس العاديين، ففي استطلاع قومي قال ثلاثة من كل عشرة أمريكيين إنهم سعداء جدّاً، وشخص واحد فقط من كل عشرة أمريكيين قال إنّه ليس سعيداً جدّاً. والباقون وهم الغالبية قالوا إنهم سعداء فقط. وبالسؤال عن الشعور بالرضى، إنّ الغالبية كانت على نفس الدرجة السابقة من التفاؤل. ففي أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية رأى ثمانية من كل عشرة أشخاص أنهم راضون أو راضون جدّاً عن حياتهم. وبالمثل فإنّ ثلاثة أرباع الناس العينة موضع البحث قالوا إنهم كانوا فخورين ومبتهجين بشكل خاص في وقت ما خلال الأسابيع القليلة الماضية. والثلث فقط كانوا يشعرون بالوحدة والملل أو الكآبة في نفس الفترة.
هذه التقارير الموضوعية شملت أناساً من كل الأجناس والأعمار وأصحاب الدخول الاقتصادية المتفاوتة، وتمسكت بالاستراتيجيات المتنوعة لقياس الشعور بالسعادة في أوقات عشوائية (الاستثناءات في هذه الدراسات كانت محدودة مثل:
مدمني الكحول من نزلاء المصحات، السود من جنوب أفريقيا زمن الأبرتايد، والطلاب الذين يعيشون في ظل احباطات اقتصادية وسياسية).
هذه النتائج الإيجابية تتعارض مع التوقعات السلبية للكثيرين. فدارسو علم النفس كانوا يعتقدون – بشكل خاطئ – أن كبار السن غير سعداء. وثلث هؤلاء الدارسين اعتقدوا أنّ الأفروأمريكان هم بالضرورة ليسوا سعداء. وتسعة من كل عشرة دارسين اعتقدوا أنّ العاطلين عن العمل غير سعداء.
لكن أليست معدلات الإصابة بالاكتئاب في ارتفاع ..؟؟
نعم هي كذلك.
فالباحث الإكلينيكي إيان جوتليب Ian Gottlib يقدر أن هناك 2% من سكان العالم يعانون من اكتئاب نفسي – يتطلب العلاج – سنوياً.
وفي أحد مؤتمرات الطب النفسي التي عقدت مؤخراً، وفي دراسة شملت مراكز طبية من بلدان مختلفة وجد أنّ الإنسان يقضي 9% من عمره مكتئباً. وذلك في أفضل الأحوال.



- مَن هو السعيد ..؟؟(Who is happy?) :





أشاع علماء الاجتماع بعض الأساطير حول من هو سعيد ومن هو غير سعيد، وذلك بتحديد مؤشرات للسعادة والشعور بالرضا.
فكثيرون يعتقدون أن هناك مراحل غير سعيدة في حياة الإنسان، نموذجياً: سنوات المراهقة المليئة بالضغوط، سنوات ما يعرف بـ(أزمة منتصف العمر) والسنوات الأخيرة في حياة العجائز. لكن استطلاعات الرأي لم تبرهن على وجود مرحلة عمرية أكثر سعادة أو أكثر كآبة من غيرها.
لكنهم وجدوا أنّ الاحتياجات العاطفية تتغير مع المراحل المختلفة:
فالرضا داخل العلاقات الاجتماعية والشعور بالعافية يصبحان أكثر اهمية عند كبار السن. والمراهقون – على العكس من الناضجين – تتبدل مشاعرهم بين الغضب والرضا من ساعة إلى أخرى. باختصار، فإن معرفة عمر الشخص لا تعطي أي مؤشر حقيقي عن مدى شعور هذا الشخص بالسعادة والرضا. بل أكثر من ذلك فإن معدلات الاكتئاب والانتحار أو الطلاق لم تشهد أي زيادة حقيقية خلال سنوات "أزمة منتصف العمر" الأسطورية.
هل السعادة تفضل نوعاً على آخر..؟؟
هل الرجال أكثر سعادة بسبب دخولهم الاقتصادية العالية، وقوتهم الاجتماعية..؟؟
أم هل النساء أكثر سعادة بسبب قدرتهنّ الرائعة على المحبة وروابطهنّ الاجتماعية المتينة..؟؟
مثل العمر، لم يعط النوع أي مؤشر حول الشعور بالسعادة.
صحيح أن هناك اختلافاً بين تفاعل كل من الرجل والمرأة مع حالات البؤس. ففي الأزمة يتجه الرجال إلى إدمان الكحول، بينما تنعزل المرأة وتتوتر وتصبح أكثر اكتئاباً، لكن اجمالا فكل من الرجل والمرأة يعلنون بنفس القدر عن كونهم سعداء أو راضين عن حياتهم. هذه النتيجة بنيت على قياسات أجريت حول العالم أجمع.