تطوير الذات والثقة بالنفس .. طرق تجعل العقل يسلك طريق النجاح


عندما تشير عقارب الساعة للسادسة والنصف صباحا، يرن المنبه بجانبك فتسكته بحركة آلية، متمنيا لو أنه منحك 10 دقائق أخرى من النوم، لكنك تقوم من فراشك عندما تتذكر قائمة المهام المتعلقة باليوم والتي قمت بكتابتها أمس.


عند تناول وجبة الإفطار تلتقط هاتفك الذكي، لتتأكد مما إذا كانت لديك رسالة مهمة في بريدك الإلكتروني، وبعد ذلك تذهب بتفكيرك نحو الاجتماع المهم المقرر ظهر هذا اليوم، الذي عليك خلاله أن تقدم تصورك الكامل للمدير حول المشروع الجديد، وجدوى قبول تنفيذه من قبل شركتكم. ليتوقف ذهنك قليلا هنا، ولا تفكر سوى بعبارة واحدة "يبدو أنه سيكون يوما طويلا".


هل تجد بأن السيناريو السابق مألوف لديك؟ لو وجدت بأنك بالفعل تمر بهذا السيناريو وما شابهه فاعلم بأن التوقعات الذهنية الصباحية المتعلقة بما يجب عليك إنجازه ما هي إلا مضيعة للوقت وإرهاق للعقل، حسبما ذكر موقع "ptb"، كون هذه التوقعات تسمح للعقل بتضخيم الواجبات المطلوب إتمامها وتظهر قدرات المرء على أنها متواضعة أمام هذا الكم من المهام.

فيما يلي عدد من النصائح التي من شأنها مساعدة المرء على تدريب عقله لأن يكون محفزا ومشجعا حتى في أوقات الضغط المختلفة:

- الاقتناع بأن التفكير هو أمر حتمي: اعلم بأن التفكير الزائد ليس المتسبب بأن يتصف العقل بقلة الإنتاجية والابتكار وإنما سماح المرء لأفكاره بأن تشتت ذهنه أو تسيطر عليه هو السبب الفعلي لهذا. عندما يبدأ الذهن بالتفكير بأمور معينة، فإن البعض يحاولون محاربته، الأمر الذي يزيد من تشتتهم الذهني ويجعل عملية التفكير أكثر إرهاقا.
لذا فأولى خطوات الحل تكون عبر تقبل حقيقة أن عملية التفكير هي عملية طبيعية يقوم بها العقل بشكل متكرر. يسهم هذا القبول بمنحك أولى القدرات لإعادة السيطرة على ذهنك بعيدا عن التشتت.

- تمرين العقل من خلال التكرار الهادئ: يعد فقدان التركيز بالنسبة للبعض عادة لا يمكنهم التوقف عنها، لكن مهما كانت نوعية شخصيتك أو حتى درجة استعدادك الوراثي لحمل مثل هذه العادة، فإن إمكانية تدريب عقلك للابتعاد عنها تعد ممكنة عبر تعويد نفسك على تكرار شيء معين يساعدك على استعادة التركيز.
فعلى سبيل المثال؛ لو شعرت بأن ذهنك بدأ يتشتت خلال لقائك بأحد الأشخاص، حاول أن تصمت لبرهة قصيرة من الزمن تقوم خلالها بأخذ نفس عميق وهادئ، وفي الوقت نفسه تقوم بإعادة جذب تركيزك للقاء الذي تقوم به. قيامك باستخدام أسلوب التنفس الهادئ لاستعادة التركيز سيعود عقلك على هذا الأمر وستجده ناجحا مرة بعد أخرى.

- القدرة على التعامل مع القلق: تعمل الأفكار المقلقة التي تغزو عقلك على استنزافه وتضليله بشكل مرهق، وذلك من خلال قيام هذه الأفكار بإبعادك عن الحاضر ومحاولة سحب تفكيرك نحو المستقبل المجهول. لكن عليك أن تعلم بأن قوة المرء بأكملها تتواجد في حاضره، لذا فعند انتقال التفكير نحو المستقبل، فإنك فعليا تقوم بإضاعة الوقت والجهد وتزيد من شعورك بالضعف.
لذا فعندما تجد بأن أفكارك المقلقة بدأت تسحبك للمستقبل اسأل نفسك "هل ما أفكر به يحدث الآن؟" أو "هل ما أفكر به يجب أن أفكر به الآن؟". بما أن ما تفكر به لا يحتاج إلى تدخل فوري منك، فإن إجابتك عن السؤالين السابقين ستكون بالنفي. لذا كرر هذه الأسئلة على نفسك عدة مرات إلى أن تشعر بأن عقلك عاد للحاضر الذي تعيشه.

هذا الأسلوب يعد مفيدا جدا خصوصا للأشخاص الذين يستيقظون منتصف الليل وهم يفكرون بقائمة المهام المطلوبة منهم في الصباح.

- التنفس بعمق بشكل متكرر: التنفس بعمق يسهم باستعادة التركيز، لذا أنصحك بالقيام بهذا التنفس 3 مرات يوميا، ولو لزم الأمر يمكنك استخدام منبه هاتفك لتذكيرك بأخذ فترة قصيرة من الاسترخاء وأخذ نفس عميق وهادئ 3 مرات. لو واظبت على هذا الأسلوب ستشعر بالفرق الواضح بعد فترة قصيرة