كتاب علمني العيال... للكاتب/ شريف أبوفرحة العيال...


خيالك هو أفكارك..

فماذا تتخيل؟





هل تتخيل نفسك ناجحًا مرموقًا في هذه الحياة لدرجة أنك ترى نفسك حقًا وأنت تحقق هذا النجاح؟

هل تتخيل نفسك وأنت تضحك وتقفز فرحًا لأنك حققت ما أردته في حياتك؟

أم تتخيل عكس ذلك؟

سألني أحد الشباب يومًا، فقال لي:

أنا أتخيل نفسي دائمًا شخصًا ناجحًا، وأرسم في عقلي عشرات الصور لنجاحي، لكنني لا أستطيع تحقيق هذا النجاح، فماذا أفعل؟

فقلت له: وهل تتخيل كفاحك؟ أم تتخيل نجاحك فقط؟

عليك أن تتخيل نفسك وأنت تذاكر وتتمتع بالمذاكرة، تخيل نفسك وأنت تجلس إلى مكتبك ساهرًا تحصل كل ما تستطيع تحصيله من العلوم، تخيل نفسك تواجه الصعوبات وتنتصر عليها، فهكذا يكون الخيال

الإيجابي..

للأسف فإن الشخص العادي تعبر ذهنه قرابة عشرة آلاف فكرة في شكل صور يوميًا، ونصف هذه الصور على الأقل ذات طابع سلبي!!

ولا فرق بين الصورة الحقيقية والصورة المتخيلة في التأثير عليك..

فأنت قد تتخيل شيئًا سيئًا فتتألم كما لو كنت تعرضت له بالفعل..

ألم تسمع من قبل عن منع الأطفال من مشاهدة أفلام العنف؟!!

لأنهم سيتأثرون كما لو تعرضوا لهذا العنف بصورة مباشرة..

وقد ثبت أن المخ يتفاعل مع الصورة المتخيلة بنفس الطريقة التي يتفاعل بها مع الصورة الحقيقية..

أي لا يفرق بين الصورة الخيالية التي يبدعها خيال الإنسان دون أن تراها عينه وبين الصورة الواقعية.

ولا أعتبر نفسي متجاوزًاإن قلت إن الخيال السيئ قد يقتل صاحبه، وكم عرفت من أناس ماتوا لأنهم تخيلوا أنهم مرضى، وعاشوا في هذا الخيال، حتى ماتوا بالفعل، ليس من مرض حقيقي كما تخيلوا، لكن

من خيالهم هذا..

تقول الدكتورة "باربارا روزي" مديرة مركز استشارات الطب البديل بسانتافي- نيومكسيكو، ومؤلفة كتاب "استخدام التصور للصحة واللياقة":

"إذا أمكن للشخص أن يستبدل بالصور السلبية التي تضعه في حالة تأهب غير ضروري وغير مفيد صورة أخرى إيجابية كما في لحظة استرخاء على شاطئ البحر أو صورة له وهو يلعب مع أطفاله فإن هذه

الصورة الإيجابية بدلا من أن تطلق الأدرينالين في الجسم تطلق المهدئات الطبيعية التي تجعل التنفس يهدأ والقلب يتمهل والتوتر ينخفض والجهاز المناعي يقوى وينشط". !!
أ
كنت تتخيل لحظة ما أن الخيال له هذه القوة في حياتك؟