مشرف
- معدل تقييم المستوى
- 34
القيادة المكافحة...
بقلم Gregory P. Smit
تذكر الرسائل التي انطوت على أفكار قوية تحرك المشاعر والعقول في الفيلم الذي لاقى إعجاب كثير من الناس والذي كان بعنوان المقاتل . وتذكر "مكسماس " تلك الشخصية الروسية التي جمعت الرجال من حولها وقادتهم في النهاية إلى النصر بعد أن كانت الهزيمة تلوح في الأفق، وتذكر هنا رؤية "مكسماس" للأهداف والأساليب التي أبعدت عنه رعب المعركة . والآن عليك أن تنظر إلى القيادة في شركتك ، أنظر إلى كل مكافح كل في موقعه ، هل أنت مكافح ؟
الوقت مناسب للولوج إلى أسلوب بطولي في القيادة ، والأيام الحالكة أبرزتهم لكي يكونوا مكافحين . وبدلا من النظر إلى الاقتصاد هذه الأيام من وجهة نظر سلبية ، يتوجب على مدراء التنفيذ النظر إليه من خلال الفرص الخفية ، وبهذا يجب أن تستغل تلك الفرص لتضع مؤسستك في وضع نشاط وحيوية مستمران . وتالياً ثمان فضائل/مزايا للقيادة المكافحة:
1- المكافحون لديهم مهمة ينظرون إليها كرغبة حقيقية:
ولكن سمها ما شئت مثل الغرض أو الهاجس أو الدافع ، اختر من المصطلحات ما تشاء ، إلا أن القادة الجيدون لديهم مهمة محددة في حياتهم . والمهمة هنا- عدا السمات الأخرى- تميز المدراء عن القادة . ففي فلم المكافح ، نجد " مكسماس " قد أفنى حياته لتحقيق مهمة واحدة هي قتل مغتصب العرش الشرير " كومووس" واسترداد روما وبالتالي يكون قد أعاد لها هيبتها .
2 – المكافحون يصنعون الرؤية .
إن وجود صور مستقبلية واضحة والتواصل معها سوف يقود المكافح إلي تحقيقها . تجرأ وفكر بها الآن . لقد ساعد " مكسماس " تابعيه عندما أوصل إليهم فكرة أن بإمكانهم إلحاق هزيمة نكراء بأعدائهم ويمكنهم كذلك تحمل معاناة الرعب الناجم عن المعركة التي أجبروا على خوضها . أما على صعيد العمل ، فإن القائد يمكنه اختلاق عدو وقد يكون الوضع الاقتصادي ، أو المنافسة أو عدم الكفاية بقصد تحدي طاقات وقدرات الأفراد ومن ثم يمنحهم شيئاً ما يقاتلون من أجله .
3 – المكافحون يقودون المعركة على الجبهة الأمامية:
ولا يعطون الأوامر من الخلف : في الفيلم السابق ، عندما كان " مكسماس "ضابطاً رفيعاً " جنرال " وجندياً كان يقاتل في الأمام حيث كانت المعركة حامية الوطيس . وهكذا يكون قائد العمل . إن العمل في الخنادق يدل على أنك لست قلقاً من أن تتسخ يداك ، لكن ذلك يساعدك على فهم المشكلات التي يواجهها جندك ، وباستطاعتك أن تزرع بذور الولاء خلال تواجدك بينهم.
4 – المكافحون يعرفون أن هناك نقاط قوة في فرقهم :
أين كان من المفروض أن يتواجد "مكسماس" لو لم يثق برجاله للقتال معه وحماية ظهره . وبخصوص عملك ، أين سيكون موقعك دون مستخدميك ؟ لقد كان القائد المكافح يتمتع بمهارات لجمع رجاله مع بعضهم ، إلا أنه لم يأخذ نصيبه ليقف في دائرة الضوء . لقد أولى اهتمامه برجاله وكان حانياً عليهم ، وأحب أن يتم الاعتراف بفضل كل واحد منهم طبقاً للجهد الذي يبذله . هذا على وجه الخصوص، ينطوي على أهمية في الوقت الذي كان الأسلوب القديم " التحكم والسيطرة " يضعف شيئاً فشيئاً . العاملون الشبان ( الجيل س والجيل ص ) يميلون إلي الولاء لزملائهم في العمل وليس إلى التنظيم التقليدي .
5 – المكافحون يشجعون على الإقدام على المغامرة :
في الإمبراطورية الرومانية كان يتوقع من الجند المقاتلين أن يموتوا بشرف ، ويرفضون الانبطاح وبالتالي يقوم أحد الجند من الجيش نفسه بالفوز بالهبات المالية ( وعليه لم يتم قتل الإمبراطور الحاكم ) . وإذا لم يكن بمقدور الشركة معاينة طريقة أدائها للعمل ، ولم تقم بتوسيع حدودها وإذا لم ترتكب أخطاء ، فإن الشركة سوف تلاقي حتفها على قارعة الطريق .
6 – المكافحون ينخرطون في خضم الأزمات :
كان على " مكسماس " أن يفكر بطريقته الخاصة، ويرفض الرضوخ للخوف والهلع . لقد واجه أشرس عدو بروية وبمزيد من التركيز، وهذا ما يتوجب على قيادات العمل القيام به. يجب عليهم أن يتخذوا مواقف ويدافعوا عنها عندما تتفاقم الأمور . لكننا نقول أن الرفق والشجاع في المواقف هي أضمن الوسائل لبناء المصداقية التي تعد ضرورة ماسة للقيادة المتزنة . والمكافحون من القادة لا ينسحبون بسبب البطء الاقتصادي ، لكنهم يبحثون عن فرص تكاد تكون في متناول أيديهم .
7 – المكافحون يستعدون لمعركة مدتها أربع وعشرين ساعة يومياً :
بالضرورة ، نجد أن المقاتل الروماني كان يعد بمثابة آلة مقاتلة ، ومن أجل أن يستمر في حياته عليه أن يثبت مستعداً للمعركة المنتظرة . ورجال الأعمال مثلهم مثل المقاتلين ـ فيتوجب عليهم أن يكونوا مسكونين بهاجس التدريب والتطوير الخاص بالمستخدمين في أوقات الشدة والرخاء. والناس من ناحيتهم ميالون إلى شحذ مهاراتهم الفردية " ويشحذوا سيوفهم " إضافة لذلك فالقادة الناجحون يجب أن يثقفوا أنفسهم باستمرار عن الأمور الضرورية التي تبقيهم على قيد الحياة وأن يتركوا كل ما هو قديم من مبادئ لسبب بسيط وهو أن الأسلوب الإداري ذي الفاعلية لعقد ماض من الزمن لا يعني أنه قد يقبل التطبيق في الاقتصاديات المعاصرة ، وهذا يقودنا إلى أن القادة يتطورون بمرور الأيام .
8 – القادة هم معلمون ومشرفون :
لقد علم " مكسماس " رجاله دروساً مفادها أنهم بأمس الحاجة إلى الاستمرار في الحياة كجند لكن بأدوار جديدة . أما في بيئة اليوم سريعة التغير ، فيتوجب على القادة تثقيف وتدريب الأفراد الذين سوف يحلون مكانهم . لكننا في هذه المواقف لا نقصد بالضرورة التدريب والتثقيف من خلال دروس تدريب صفية رسمية، نحن بأمس الحاجة إلى قادة يتحدثون مع الأفراد في الأروقة والمطاعم … وفي كل مكان ، وعلى كل واحد منهم أن يشرف على شخص ما .
( المصدر : نشرة النخبة الإدارية العدد رقم : 60)
التعديل الأخير تم بواسطة نادية أمال شرقي ; 05-Sep-2009 الساعة 04:26 AM
Accept the pain and get ready for success
المفضلات