الضغط العصبي و تأثيره على الذاكرة
دور الضغط العصبي في الضعف العقلي المرتبط بالشيخوخة
لقد تمت دراسة التأثيرات المتعاقبة لهرمونات "الجلوكوكورتيسويد" كعامل مساهم في ضعف الإدراك الناتج عن الشيخوخة وأمراض الزهايمر. ويعتقد الباحثون الذين ساهموا في نظرية هرمونات الجلوكوكورتيسويد وعلاقتها بتقدم السن أن التقدم في العمر يجعل المخ البشرى عرضة لعدم القدرة على السيطرة جريت مؤخر على هرمونات الكورتيسول والتي قد تؤدى زيادتها إلى الإصابة بالعته أو الجنون. وقد أظهرت الأبحاث التي أجريت مؤخرًا أن مخ الفأر الصغير يتمتع بالقدرة على إعادة هرمونات "الجلوكوكورتيسويد" إلى معدلاتها الطبيعية سريعًا بعد مواجهة تجربة عنيفة، أما الفئران المتقدمة في العمر فلديها معدلات عالية من هرمونات "الجلوكوكورتيسويد" ومعرضة لإفراز المزيد في مواجهة أي مثيرات عصبية، وبالتالي يصبح من الصعب إعادتها لمعدلها الطبيعي.

رسالة لكل طالب
إن الضغط العصبي، قد يُصيب بالإعياء والتعب، وإن التعرض للضغط العصبي ولو لفترة قصيرة كاستجابة لموقف بعينه قد يحفز عمل جهاز الاستجابة للضغوط العصبية والذي يخلف بدوره تأثيرات تستمر حتى بعد انتهاء الموقف الذي أدى للشعور بالضغط، ولقد أظهرت الدراسات الألمانية التي أجريت على طلاب الجامعة أنه يحدث انخفاض في نسبة إفراز الساليفا (اللعاب) الأجسام الجلوبين المناعي (أ) المضادة أثناء فترة الامتحانات التي يتعرض خلالها الطلاب للضغوط، وأجسام الجلوبين المناعي المضادة هي خط الدفاع الأول للجسم ضد الفيروسات والكائنات الدقيقة. وتق نسبة إفراز اللعاب لأجسام الجلوبين المناعي (أ) لمدة أسبوعين أو ثلاثة بعد خوض الامتحانات لدرجة يظل معها الطالب يشعر بالتوتر والضغوط.
وتتحكم هرمونات الكورتيسول بشكل جزئي في أجسام الجلوبين المناعي (أ) المضادة، لذا فمن المنطقي أن نقول إن مستويات الكورتيسول أيضًا تظل مرتفعة لفترة من الوقت بعد المرور بتجربة أدت إلى الشعور بالضغوط. وإذا كانت معدلات الكورتيسول المرتفعة تتلف خلايا المخ، فإن تلك المحفزات التي تسبب الشعور بالضغط كامتحانات الجامعة قد يكون لها أيضًا تأثير سيئ على خلايا المخ.

(ملحوظة: لا ينصح أي كاتب بالإشارة إلى تلك الفكرة حتى لا يحاول الطالب الهرب من امتحانات منتصف الفصل الدراسي).

بإمكان الفرد الإقلال من حدة الضغوط العصبية
إن التخصص الطبي الذي يقوم بدراسة التفاعلات بين الحالات العقلية (مثل الضغوط النفسية) وبين أجهزة الجسم المختلفة (مثل الجهاز المناعي) هو تخصص جديد نسبيًّا وكانت نتائج بعض الأبحاث التي أجريت عن هذه العلاقة والتفاعلات لمختلفة قد أشارت إلى أن هناك بعض الأساليب التي تساعد على تخفيف حدة الضغوط النفسية: وهى التحكم في عملية التنفس، والتخيل، وأساليب التغذية المرتدة الحيوية، أو الاسترخاء، والتأمل وممارسة تدريبات اليوجا بصورة منتظمة. ولقد أشارت بعض الدراسات إلى أن المواظبة على ممارسة التمرينات الرياضية قد تساعد على خفض مستويات هرمون الضغط العصبي، كما تغير من استجابة الجسم للمحفزات العصبية. كما أظهرت بعض الدراسات الأخرى أن تدريبات الأيروبكس (التمارين الهوائية) قد ترفع من نسبة تدفق الأوكسجين والجلوكوز إلى المخ، وهذا بدوره يؤدى إلى زيادة معدلات هرمونات النمو( التي تعمل على الحفاظ على خلايا المخ وحمايتها) كما أنها تؤدى أيضًا إلى مضاعفة معدل "النسيج العصبي" (أي إنتاج ونمو خلايا عصبية جديدة)، وذلك في جزء "قرن آمون" من خلال لتجارب التي أجريت على الفئران.