عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
قاعدتان تحددان اللياقة العقلية
قاعدتان تحددان اللياقة العقلية
إن هناك قاعدتين توجهان تطور اللياقة العقلية، والنجاح، أيا كان تعريفك له، يمكن تحقيقه إذا فهمت كيفية الاستفادة من هاتين القاعدتين. القاعدة الأولى تتعلق بتقييم نفسك، وعندما يصعب عليك القيام بذلك، فإن الكثير من جوانب حياتك تعاني من جراء ذلك، على سبيل المثال، قد يصبح من الصعب إدارة حياتك ومعالجة مشاكلك، وتبدو علاقاتك أقل إرضاء وإشباعاً لك، وقد تشعر بالقلق أو الإحباط أو تعاني من اضطراب النوم أو الأكل بشراهة، أوقد تجد صعوبة في التركيز واتخاذ القرارات، وهذا المقال يوفر لك الكثير من الاستراتيجيات من أجل تعلم كيفية تقدير نفسك بشكل أفضل.
القاعدة الثانية تتعلق بإدراك أنك يمكن أن تتغير، والواقع أن عملية التغير تعد عملية حتمية لا يمكن إيقافها تماماً مثل الزمن، والأفكار التي يحتويها هذا المقال مصممة لكي تساعدك على توجيه الطريقة التي تتغير بها أو التحكم فيها، ولكي تتعلم كيفية الاستجابة بشكل مختلف للتغييرات التي لا قدرة لك على التحكم فيها، والطرق المتعددة التي يستجيب من خلالها كل شخص منا للتغيرات لها مميزاتها وعيوبها، وتعلم طرق جديدة يوسع مداركنا ويعطينا المزيد من الخيارات، وكذلك يساعدنا عندما نواجه عقبات تعوقنا عن الاستمرار في الاتجاه الذي اخترناه، وهاتان القاعدتان تشكلان معاً اللياقة الذهنية.
تقدير الذات
في حقبة الخمسينيات التي فاضت بالثقة، وضع "ريتشارد هاملتون " عنواناً لإحدى لوحاته: " ما الذي يجعل منازل اليوم أكثر اختلافاً وجاذبية ؟ "، أحياناً ننظر حولنا ونجد أن الآخرين يبدون وكأنهم يشعون إحساساً بالنجاح الذي يعكسه عنوان لوحة " هاملتون "، ونحن فقط من يطاردنا الإحساس بأننا غير أكفاء؛ إحساس بأننا لا نساوي سوى القليل. لكننا مخطئون في ذلك، فكثير من الناس ممن يبدون شديدي الثقة من الخارج يمتلئون بالشكوك في داخلهم، تماماً كما يشعر معظمنا. عندما يتقدم بنا العمر. بأننا مازلنا أصغر بكثير مما تعكسه ملامح وجوهنا.
لماذا يعتقد الكثير منا أننا قليلو القيمة. ذلك الاعتقاد الذي يسبب بؤساً أكثر مما تسببه كل الاعتقادات الأخرى مجتمعة ؟
حكاية الطاهي
كان " مارك " يعمل طاهياً، وكان يدير مطعماً ناجحاً ولكن كان لديه طموح واحد: وهو أن يرد ذكره هو ومطعمه في مجلة " جود فوت " المتخصصة في تقييم المطاعم، وكان " مارك " يعتقد أن مستواه لا يؤهله حتى لذكر عبارة عابرة عنه في أحد المقالات، ومثل كثير من الناس، كان " مارك " يمتلئ بالشك في نفسه، وفي يوم من الأيام، حدثت المعجزة ونال هذا الشرف العظيم، وتم ذكر مميزات مطعمة والإشادة بمستواه في مقال رائع بالمجلة، لكنه لم يشعر بالسعادة، لقد سعى إلى ذلك الشرف وعمل من أجله عليلة حياته، وعندما حصل عليه شعر بالتعاسة والبؤس، لماذا ؟؛ لأنه بدلاً من أن يقدر نفسه بشكل أفضل نتيجة لهذا الإنجاز، حط من قدر رأى المجلة المتخصصة، كان تفكيره في الأمر يسير على هذه الشاكلة: لا قيمة للحديث عنى في مجلة " جود فوت " ما داموا يكتبون مقالات عن أمثالي.
إذا لم تقدر نفسك بشكل مستقل عن إنجازاتك، فلن تقدر إنجازاتك التي تحققها.
إننا نظل عرضة لفقد إحساسنا بقيمة أنفسنا لأننا نميل إلى تقييم أنفسنا طبقاً لإنجازاتنا، والدرس الذي يجب أن نتعلمه من قصة الطاهي درس مهم للغاية فالعثور بداخلك على إحساس بقيمة ذاتك لا يعتمد على إنجازاتك، سوف يجعلك أكثر مقاومة للإحساس بعدم الثقة الذي يعيق تقدمك في الحياة.
المفضلات