الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله ،  تسليماً كثيراً .
أما بعد :
فهذه قواعد عمليَّة في النجاح( ) ، تُعين الراغب وتدلّه على الكفاح ، مَن كان لها مطبِّقاً : كان لهدفه بإذن الله محقِّقاً ، تكون عوناً للمرء على مواصلة السير دون انقطاع ، والمداومة على الأعمال دون ترك وانصراف .
ولْيَعْلَم المرء أن النجاح لا يتحقق إلا بمجاهدة وجدّ واجتهاد ، وإن كان طريقه فيه مشقة وعَنَتْ إلا أن عواقبه حميدة ، وثمراته طيبة ، وهذا لا يدركه إلاّ العقلاء .
قال ابن الجوزي يرحمه الله : "إنما فضل العقل بتأمل العواقب ، فأما القليل العقل فإنه يرى الحال الحاضرة ، ولا ينظر إلى عاقبتها . فإنّ اللص يرى أخذ المال وينسى قطع اليد ، والبطّال يرى لذة الراحة وينسى ما تجني من فوات العلم وكسب المال …وكذلك الزنا فإن الإنسان يرى قضاء الشهوة،ونسي ما يجني منه من فضيحة الدنيا والحدّ . وربما كان للمرأة زوج ، فألحقت الحمل مِن هذا به ، وتسلسل الأمر.
فَقِسْ على هذا وانتبه للعواقب ، ولا تُؤْثِر لذة تفوِّت خيراً كثيراً ، وصابر المشقَّة تحصِّل ربحاً وافراً" .
ودفعاً لما يَقَع عند البعض من شبهات ، وحلاً لكثيرٍ من المشكلات : كان تقييد هذه الورقات ، سائلاً المولى جل وعلا التوفيق والسداد ، والله المستعان ، وعليه التكلان