عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
أهمية الذكاء الانفعالي
أهمية الذكاء الانفعالي
الذكاء الانفعالي للقرن الحادي والعشرين
على الرغم من أن دراسة الذكاء الانفعالي لا تزال في طور المهد، إلا أن هناك دلائل على أن دراسة الانفعالات وكيفية تأثيرها على العالم ستتوسع في العديد من المجالات في غضون الأعوام القلائل التالية.
في الآونة الأخيرة طبقت إدارات الأطفال والجامعات والعائلات في المملكة المتحدة برنامج الجوانب الاجتماعية والانفعالية للتعليم في المدارس العامة. لقد كانت مشكلة شغب الطلبة كبيرة في المملكة المتحدة كما كانت في شمال أمريكا، وقد أصبح واضحًا أن النظام التعليمي لم يكن يعلم التلاميذ أيًّا من المهارات الأساسية التي يحتاجون لتعلمها حتى يصبحوا راشدين جيدي التوافق- أي كيف يتوافقون مع الآخرين، فوضع النظام التعليمي البريطاني فريقًا لتنمية المهارات الاجتماعية والانفعالية والسلوكية لوضع برامج تعلم تلاميذ المدارس المهارات الاجتماعية والانفعالية الضرورية لتوافقهم مع زملائهم ومدرسيهم. وكان الأمل أنه عندما يتعلم الأطفال هذه المهارات سوف يكبرون ليصبحوا راشدين جيدي التوافق. وكانت الأنظمة التعليمية في الدول الأخرى تراقب هذه التجربة، فإذا وجدت نتائجها إيجابية فسوف تطبق برامج مماثلة لها.
ولم يقتصر الاهتمام بقيمة الذكاء الانفعالي على المدارس العامة، حيث أصبحت معاهد التعليم العالي تبحث عن أساليب تستطيع من خلالها إدراج الذكاء الانفعالي في مناهجها التعليمية المتقدمة، ففي عام 2008 استضافت جامعة جورج تاون بمدينة واشنطن منتدى يهدف إلى استكشاف دور الذكاء الانفعالي في التعليم العالي. وفي هذه المناسبة شاركت الجامعة، وطاقم الإداريين بها، والطلبة بما يرونه أفضل الممارسات، وقصص النجاح، والطرق التي يمكن استخدامها حتى يكون للذكاء الانفعالي أثر دائم على نجاح الطلبة وتطورهم، وفي كندا استضافت جامعة "ويلفريد لورير" مؤخرًا منتدى على مدار يوم كامل لمناقشة الأثر الذي يتركه الذكاء الانفعالي على التعليم والتعلم.
ولم تقتصر بحوث ودراسات الذكاء الانفعالي على أمريكا الشمالية فحسب، بل تعدتها لتشمل العالم كله، ففي الآونة الأخيرة أجريت دراسة على قسم التوليد بمستشفى كبير بمدينة بولونيا في إيطاليا، فأوضحت زيادة كبيرة في الأداء ونجاحًا في الحياة بين المهنيين ذوي المستوى المرتفع من الذكاء الانفعالي.
وقد وجد الذكاء الانفعالي طريقه أيضًا إلى عالم الرياضة الاحترافية عالي التنافسية، حيث استخدم المنتخب الأول لكأس ساوذهامبتون لكرة القدم في بريطانيا الذكاء الانفعالي لتطور المواهب لدى اللاعبين الناشئين. واكتشفت دراسة أجريت على جامعة تشانج تشينج القومية في تايوان أن هناك علاقة بين الذكاء الانفعالي والنشاط البدني، واللياقة البدنية التي تحافظ على الصحة. واكتشفت الدراسة أن الطلبة ذوي المستويات المرتفعة من الذكاء الانفعالي أكثر لياقة أيضًا.
وباختصار، فقد أصبح الذكاء الانفعالي يحظى بتقدير كبير عبر العالم، سواء في مجال الأعمال أو الحياة أو قضاء وقت الفراغ. والمهارات يمكنك تطبيقها على كل جوانب حياتك أيًّا كان عملك، أو حالتك العائلية، أو موقعك، أو شخصيتك.
المفضلات