البحث عن الانسجام
•تذكر أن " الجمع بين العناصر" هو مضاد " التحليل" . إنك تستطيع التحول من التحليل إلى الجمع والتأليف وفي نفس الوقت تتحول من العنف إلى الانسجام العقلي. ويعني الجمع أن تضم الكل معاً لترى كيف ينسجم معاً. إنك تستطيع أن ترى سلوكك وسلوك كل فرد آخر وذلك في كيفية ارتباطه بعالمك الكلي، وتستطيع كذلك البحث عن وسائل تضع بها نفسك داخل الكل الأكثر تركيزاً، وبالتالي تجعل نفسك في انسجام مع كل ما يكون الكيان البشري. إن ثقافتنا الغربية هي التي علمتنا أن نقوم بالتحليل، أن نفكر فقط في أنفسنا وننسى كل ما يتعلق بالآخرين، وحتى تجزئة أنفسنا إلى أجزاء كثيرة- شخصيتنا، مشاعرنا، أفكارنا، أجسامنا، المواظبة على ممارسة الرياضة، التراث، الثقافة. إننا عندما نتجاوز هذا العنف العقلي- والذي يمنعنا من رؤية الكل المتزامن بطريقة متقنة- سنتمكن من التحول إلى عملية الجمع والتأليف ورؤية أنفسنا في ارتباط مع الكل. يجب أن نستطيع التوقف عن التفكير في كيفية تأثير كل شيء على أنفسنا فقط حتى نتمكن من تحويل المنظور إلى خدمة الآخرين.


أنا أبحث عن كيفية الانسجام بيننا في كل شيء أقرأه أو أراه أو أفعله، كما أنني أرفض أن أرى نفسي كعدو لأي إنسان بغض النظر عما قد يقوله عدد كبير من رجال السياسة الحاليين. أفكر بصورة كلية في كافة اهتماماتي العقلية. أعرف أن العالم الذي ينفق 25 مليون دولار في الدقيقة الواحدة على الأسلحة ويسمح بأن يموت 40 طفل في الدقيقة جوعاً هو عالم ينفق الكثير من الطاقة العقلية، وينحت كثيراً في كوكب الأرض، ويركز كثيراً على مواطن الاختلاف فيما بيننا. أعرف أن لدي القدرة على مقاومة الرغبة في الاعتقاد بأن أي شخص في أي مكان على الأرض هو منفصل ومختلف عني. وفي كل مرة أرى فيها أناساً آخرين مهما اختلفت ألوانهم ومذاهبهم وبغض النظر عن الأماكن التي جاءوا منها أعرف أنني أشترك معهم في شيء ما؛ أشترك معهم في تجربتي اليومية الإنسانية. وهم يعرفون ماذا يعني أن تكون إنساناً، أن تجوع، أن تحب الأطفال، أن تهضم الطعام، أن تشعر باضطرابات المعدة، أن تفكر. إننا جميعاً نشترك في مثل هذه الأحاسيس. وكلما فكرنا بطرق تؤدي إلى الجمع والتأليف بدلاً من تلك الطرق التحليلية، كلما أصبح من الممكن أن نجمع الكل معاً وكلما كان من الممكن أن نتوقف عن التأكيد والتركيز الدائم على كل ما يفصلنا عن بعضنا البعض.


تذكر كل يوم وأنت تنظر إلى عالمك وترى ملايين الملايين من الزهور تتفتح أن الله تعالى قد خلق كل ذلك دون استخدام القوة وإنما بقدرته القائمة على الجمع والتأليف والتي تمتاز بالكمال.