تأثير الذكاء العاطفي على العمل إذن ما الدور الذي يلعبه الذكاء العاطفي في العمل؟ الذكاء العاطفي هو الحلقة المفقودة في مكان العمل, أو الغراء- إن فضلت وصفه بذلك – الذي يلصق عناصر النجاح ببعضها. والشركات الناجحة توظف أشخاصًا ناجحين. والذكاء العاطفي يقلل من قدر الدورات التدريبية التي يحتاج إليها الموظفون لزيادة الأرباح! فقد أثبتت الأبحاث أن أصحاب المستويات المرتفعة من الذكاء العاطفي يتسمون بأداء أفضل من نظرائهم من أصحاب الذكاء العاطفي المتدني, ولعل أحد أسباب ذلك أن الذكاء العاطفي يعنى الفاعلية على المستوى الشخصي ومستوى الفريق. ومما لاشك فيه أن المشاعر السلبية تؤثر على سلوكياتنا بطرق سلبية. لذا فإن معرفة كيفية التعامل معها- ونسيانها- هي أمر غاية في الأهمية. وكما ناقشنا آنفًا, فإن الخطوة الأولى لتأسيس علاقة جيدة مع نفسك هي تفحص برامج تشغيل عقلك الباطن- وتغييرها عند الضرورة. والخطوة الثانية هي فهم أهمية حب نفسك. وهذا لا يعنى بالطبع النظر إلى المرآة والإعجاب بشكلك, فما أعنيه بهذا هو قبول الذات. وإلى أن تتقبل ذاتك, ستظل دومًا تعانى صراعًا. فهل تهتم بمصلحة أعدائك استعد لتقشير الكمثرى كي ننعم بالسعادة والصحة والثراء ليس لدينا خيار سوى أن نتعلم كيف نتخلص من مشاعرنا السلبية. إن الأشخاص السعداء لا يسمحون لمشاعر الغضب أو الذنب أو الرفض بإهدار وقتهم- وهم بالتأكيد ليس لديهم الوقت لممارسة لعبة "اللوم". في كل وقت تشعر فيه بالتعاسة أو تضبط شعورًا سلبيًّا في جسمك, يمكنك الوثوق بأن كلاً من ذاتك الروحية والعاطفية ليست في حالة انسجام. وعندما تعانى حالة عدم اتزان مثل هذه, تعجز عن أداء وظائفك بوصفك إنسانًا "كاملاً", مما يعنى أنك فقدت كمالك. وفقدان الكمال مساوٍ لفقدان القوة الشخصية. ويمكننا توجيه مشاعرنا السلبية نحو الآخرين- أو توجيهها للداخل نحو أنفسنا. ويؤكد لنا الطب النفسي الشعبي أن الاكتئاب ما هو إلا غضب مكبوت داخل أنفسنا. وبالطبع, علينا جميعًا التعلم من أخطائنا, ولكن لأجل صحتنا- ناهيك عن علاقتنا- علينا النسيان و المضي قدماً. وما دمنا نتشبث بالمشاعر السلبية, سنظل خاضعين لسيطرتها. والأسوأ, هناك نزعة إنسانية للتشبث ب "شيء تافه" مدرك وترديده مرارًا وتكرارًا في عقولنا. وفى حين أن الحدث مرة واحدة- أو ربما أكثر- في الماضي, ففي كل مرة نعيد تشغيله في عقولنا نصير نحن من نرتكب الذنب! وأنا لا أقصد, ولو للحظة, أن مسامحة شخص جرح مشاعرك مسألة سهله. ولكن إلى أن تفعل ذلك, ستظل حياتك واقعة دومًا تحت التأثير الضار لشخص لا يملك أدنى فكرة عن شعورك! إن غضبك لا يؤثر على أي أحد آخر, إنه يؤثر عليك أنت فقط! (ربما تشعر بأنك تعاقب شخصاً ما بأن تظل غاضبًا منه- ولكن عقابك لنفسك أسوأ كثيرًا. حاول الشعور بالغضب والسعادة في نفس الوقت! حاول التقطيب والتبسم في الوقت ذاته. أنت ببساطة لا تستطيع ذلك!). كلما شعرت بأنك لا تريد المسامحة, زادت أهمية قيامك بذلك. وتذكر , أنت تستحق هذا! إليك سؤال عظيم" ما الأهم بالنسبة لك, أن تكون سعيدًا أم محقًّا؟"
المفضلات