عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 33
الذكاء العاطفي الاجتماعي (عرض)
مركز تطوير الأداء والتنمية للنشر والتوزيع
مجموعة كتب الذكاءات
الذكاء العاطفي (الاجتماعي)
EmotionalIntelligence
يقدِّم مفهوم الذكاء العاطفي (الاجتماعي) أسلوبًا جديدًا للبحث عن الأمراض المتعلِّقة بالتفكير والأداء التي تُصيب المجتمعات المختلفة؛ سواء في الأسرة أو العمل، أو الأفراد أنفسهم.
وهو نهجٌ جديد يعمل على الرَّبْط بين ثقافة ومشاعر العقْل والقلب، يجيب على أولئك الذين يدعون إلى تحكيم لغة العقْل فقط، وإهمال لغة العاطفة.
والذكاء العاطفي علمٌ حديث يغوص في مشاعر الإنسان؛ ليعيد النظرَ في مفاهيم ومعاني الذكاء المتداولة، وليحدِّدَ مدى ارتباط الذكاء بالمشاعر والعواطف، ومدى تأثير ذلك على تَعَاسة وسعادة الإنسان.
ويجيب هذا العلمُ الحديث على الكثير من الأسئلة التي طالَما ظلَّتْ مُحَيِّرة للكثيرين من علماء النفس والاجتماع، وأهمها:• هل يُمكن أن يكونَ هناك انسجام وتناسُقٌ بين العقل والعاطفة؟• هل يمكن التحكُّم في مشاعر وعواطف الإنسان في حالات الْحُزن والفرح؟• هل يُمكن أن يكون الذكاءُ العاطفي بديلاً عن الذكاء العلمي أو كما يُطلقون عليه الذكاء الأكاديمي؟• هل يؤدِّي النقْص في الذكاء العاطفي إلى بعض المشكلات في حياة الفرد؟• هل هناك مكان للمشاعر والعواطف الإنسانيَّة في عقْل الإنسان؟• هل ما وَرِثه الإنسان من سلوك اجتماعي سوف يَظلُّ قَدرًا مُحترمًا؟• هل يمكن أن يقدِّم الذكاء العاطفي علاجًا لهذا التطرُّف في المشاعر الغاضبة بصفة خاصة، والذي نتَجَ عنه العنفُ المميت؟
ويذْكُر الكاتب في مقدِّمة كتابه بعض ما يُدلل به على أهميَّة الذكاء العاطفي: "مِن عادتي أن أشعرَ بقلقٍ شديد عند ذهابي إلى طبيب الأسنان، ولكنِ استطاعَ طبيبُ الأسنان الذي ذهبتُ إليه لأول مرة في عيادته الخاصة - التي تقع بجوار منزلنا - أن يشعرَني براحة كبيرة؛ حيث إنه بمجرَّد أنْ جلستُ على المقعد الخاص بالعلاج بدأ يحكي بالتفصيل عمَّا يراه داخل فمي، وما يقوم بعمله، ويوضِّح في كلِّ خُطوة الألَمَ المتوقَّع أنْ أشعرَ به، وكان يوضِّح بصورة مستمرة الوقتَ المتوقَّع أن يستغرقَه العملُ والعلاج، والوقت المتبقِّي حتى نهاية مُهمَّته، وكان الطبيب يستخدم أثناء حديثه بعضَ الآيات القرآنيَّة الكريمة، والأحاديث النبوية الشريفة، وبعض الأقوال المأثورة.
لقد انتابني شعورٌ جديد لم أتعوَّده عند أطباء الأسنان من قبل؛ حيث زال القَلق الذي كان دائمًا يصاحبُني في مثل هذه الحالات، واستسلمتُ لِمَا يفعله الطبيبُ، ولم أشعرْ بشدَّة الألَمِ كما كان يحدثُ من قَبلُ، بل لم أشعرْ بثِقَل مرور الوقت.
حاولتُ بعد أنْ تركتُ عيادة طبيب الأسنان أن أفسِّر حالة الراحة النفسيَّة والجسديَّة التي انتابتني أثناء علاج أسناني، ولم أجدْ تفسيرًا مناسبًا إلا الأسلوب الذكي الذي اتَّبعَه الطبيب معي أثناء العلاج؛ مما جعلني أركِّز وأتابع ما يقول، ولا أعيش مع الألَم الحادث بسبب علاج أسناني.
لقد دفَعَني هذا الموقف لأن أبحثَ عن تفسير علمي لِمَا حدَثَ، وهل يمكن أن نستفيدَ بهذه الحالة في حالات أخرى مُشابِهة؟
واكتشفتُ أنَّ الأبحاث العلمية الحديثة في مجال العواطف الإنسانيَّة - وبفضْل التكنولوجيا الحديثة - استطاعتْ تصويرَ واكتشاف بعض أسرار العقل البشري، وكيف تعمل هذه الخلايا المتناهية الصغر به أثناء تأثُّر عواطفنا، وأثناء إثارة المشاعر؛ سواء كانتْ الحزن أو الفرح، أو القلق .. إلخ.
لقد استطاعتِ الوسائل التكنولوجيَّة الحديثة - من خلال ما تمدُّنا به من بيانات تتعلَّق ببيولوجيا الأعصاب - أنْ توضِّح لنا كيف تستطيع مراكز المخ البشري الخاصة بالعاطفة أن تديرَ مشاعرنا المختلفة؛ سواء كنَّا نشعر بالرضا أو السعادة، أو الغضب أو الفرح أو الألَم.
لقد تطوَّرتْ جهودُ التعامُل مع النفس البشرية والتصدي لمشكلاتها؛ من العشوائيَّة والتخمينات والاجتهادات إلى الأُسس العلميَّة، لقد عملتْ هذه الجهود العشوائية ولمدة زمنيَّة
المفضلات