التغيير في الحياة الخاصة

إن كنت حقًّا تعانق التغيير فلن تبحث في أبعد من علاقاتك؛ فهي كفيلة بمواصلة إمدادك بالتحدي والفرص. فهذه العلاقات تعلمك الكثير جدًّا عن ذاتك وعن الآخرين من خلال تبني التغيير بمجرد ظهوره، فتكون لديك فرصة أكبر للنجاح.

أصحاب الإنجازات المتلاحقة يجيدون إدارة العلاقات. هذا لا يعني أنها تبقى سلسلة ومباشرة – فليس ثمة علاقة بهذا الوصف – لكن مع إدراكهم الحاجة للتغيير، فإنهم يبقون على وعي. ميزتهم الأساسية في إدارة العلاقات هي قدرتهم على بدء حوار جيد يحدد المشكلة ويفتح النقاش حول سبل التعامل معها نحو إيجابي. هذه الرغبة في الاستكشاف والتكيف تبقى العلاقة على حال من المرونة والتشويق.

إن كنت تظن انك أنك غير بارع في هذا، قم بمراجعة السلوك الثاني والجزء الخاص بالإنصات.
أحيانًا ما يكون الأطفال تحديًا مبهجًا وحيانًا أخرى مزعجًا. فبطبيعتهم، هم يتغيرون في كل يوم ويتوقعون من الآباء والأجداد مواكبة لسرعة تغيرهم. اذكر لأن زميلًا قال لي يومًا: " حين ذهبت لفراشي ليلة أمس كان لدى طفل وديع سهل الانقياد، وحين استيقظت في الصباح وجدته قد استحال شيطانًا"، فهل تجد ذلك مألوفًا؟
بانتظامك في أي علاقة تكون قد وافقت بشكل ضمني على التغير المتواصل، والسبب:
 مولود جديد؛
 اختيار الحبيب أو الصديق لمشاريع وهوايات تشغله؛
 أن يرغب في تغيير المنزل، أو البلد، أو الوظيفة؛
 وصول بعض الأشخاص لمحطة النهاية وموتهم؛
 زواج الأصدقاء وتدنيك خطوة في هرم اهتماماتهم.
والقائمة تتواصل.
إن تجاهل هذه الظروف – بادعاء أنها ستتلاشى – لن يجدي. فالعلاقة كلها تصبح جامدة وأي تغير يكون عائقًا ضخمًا يأخذ على حين غرة. لكنك إن أعرت الآخرين اهتمامك، وحافظت على حوار منفتح منتظم، فستكون أكثر قدرة على التكيف بالسرعة المطلوبة.


وتذكر أن هذا جانب غاية في الأهمية بالنسبة لأصحاب الإنجازات المتلاحقة. فإن من بين أهم الحاجات الأساسية الحاجة إلى الدعم والمساندة وهذه التحالفات القوية تتطلب قدرًا كبيرًا من المرونة لتبقى فعالة وإيجابية.
استكشاف

اختر علاقة مهم في حياتك لتقوم باستكشافها. طالع الجدول التالي واختر الصفات المناسبة لعلاقتكما:


توقف عند أهم ما اخترت – ما الذي تفهمه منه عن مدى مرونة هذه العلاقة؟

 العلاقات غير الرنة لا تتمتع بكثير من القابلية للتكيف أو بذل الاهتمام لأن كلًّا من طرفيها يجعل من حاله بؤرة لتركيزه، فلا يكون على وعي بأية تغييرات يكون الطرف الآخر بحاجة إليها. قد يبدو الحال على ما يرام حتى هذه اللحظة، لكن سريعًا ما تبدأ في الشعور بالانعزال والوحدة. إن كنت قد اخترت أليًّا من سمات ذلك النوع من العلاقات، فعليك أن تبحث فيما عليك فعله حتى تجعل العلاقة أكثر مرونة.
العلاقة المرنة تتمتع بكثير من الدعم والمساندة القوية والإيجابية. فكلا الطرفين يعمل على دوام الاتصال، ويتغير وفق حاجات كل نهما. إن اخترت أيًّا من سمات هذا النوع من العلاقات، فتابع ما تصنع – فهو عمل ناجح.

إن الوعي الدائم بحاجات الطرف الآخر يتطلب منك تمرن وتكييف تصرفك المعتاد. قد يبدو ذلك صعبًا، لكنه تحول يستحق العناء، سواء كان للمعرفة التي تتوفر لك أو للدعم الذي يوفره كل منكما للآخر.