هل يفيد التمسك بالمعتقدات ؟

تقول “ جاكلين جولد “ المديرة التنفيذية لسلسلة محال التجزئة الناجحة “ آن سمرز “ و التي تبيع الملابس : “ إن التحدي الحقيقي لشجاعتي يتمثل في وجودي بين صفوف الأقلية في الكثير من الأحيان “ .
و يتكون تأثير الكاريزما الخاص بــ “ جولد “ من رباطة جأش رائعة ممزوجة بشجاعة الثبات على الرأي ، و التعبير عما يدور في ذهنها بشأن ما ترى أنه أمر مهم لها بالفعل . و على الرغم من أنها لا تزال بعيدة عن قمة هرم تأثير الكاريزما ، إلا أن تأثيرها يبقى قوياً و لا يمكن نسيانه .
و ذات مرة ؛ قال “ جروشو ماركس “ ساخراً : “ ألا تعجبك مبادئي ؟ ، إن لديّ الكثير غيرها من المبادئ “ . لكن في الواقع هناك الكثيرون الذين يتبنون نفس الفكرة ، فالكثير من الناس ينهارون إذا ما تعرضوا لانتقاد أو رفض أو تعامل عدواني ، و بدلاً من المخاطرة بالدخول في أي صراع ، يسقطون في صمت يعبر عن الامتعاض ، أو يفعلون ما هو أسوأ و هو التبرؤ مما سبق أن قالوه .

و بالتالي ، يأتي جزء كبير من التأثير الشخصي القوي من القدرة على تمسك الإنسان بآراءه ؛ و هو ما يعني خوضه مخاطرة مواجهة معارضي رأيه . و لكن يجب ألا تدخل في أية مناقشة حامية جراء التمسك برأيك إلا إذا كنت تبحث عن مشاجرة ، و يمكنك بدلاً من ذلك أن تؤكد ، ببساطة ، حقك في تبني وجهة نظر أو قيم معينة ، مع مطالبة الآخرين بالتعامل مع ذلك باحترام .
و من بين الوسائل المفيدة للتمسك بالرأي أن تستجيب بإظهار الاحترام للرأي المعارض لك ، بدلاً من ازدرائه . و يمكن في هذا الصدد أن تقول عبارات مثل :
• “ لقد فهمت ما قلت ، إلا أنني أرى الموضوع بصورة مختلفة “ .
• “ إنني أدرك أنك لا تنفق معي ، لكنني أيضاً أحب أن ينظر إلى رأيي باحترام “ .
• “ أنت متمسك جداً برأيك ، و كذلك أنا “ .
• “ ما يعنيني هو . . . “ .
ربما يبدو التمسك برأيك نوعاً من المخاطرة ، خاصةً إذا لم يكن هناك تقريباً من يساندك في رأيك أثناء النقاش ، إلا أن هذه العزلة ربما تكون مؤقتة ؛ فقد تتمكن من استقطاب مؤيدين إذا ما رآك الناس تتمسك برأيك .
قبول وجهات النظر البديلة :
يوجد شيئ جذاب في الشخاص الذين يتبنون رؤية معينة ، و لكنهم لا يلقونها في وجهك كما لو كانوا يحاولون أن يجبروك على اتباع تلك الرؤية فوراً ، قوٍ من تأثيرك الخاص من خلال إظهار الشجاعة لسماع وجهات النظر البديلة دون أن تتبنى الأسلوب الدفاعي .
و كما ذكرنا مفهوم الطلاقة من قبل ، حاول أن تستخدم تقنية القبول و البناء ؛ عندما يقدم أحد الأشخاص وجهة نظر مختلفة ، حاول أن تبني عليها بدلاً من أن تنتقص من شأنها ، بل من الممكن أن تستطيع ربطها بوجهة نظرك ، الأمر الذي يقدم المزيد من الدعم لموقفك .