المسئولية الشخصية و تقدير الذات
حجر البناء: المسئولية الشخصية
عندما كنت أماً شابة، لم أكن أتولى مسئولية أي شيء خارج نطاق المنزل. اعتقدت أن اتخاذ القرارات ودفع الفواتير أمور يتحمل زوجي مسئوليتها. لكن فيما يخص الآخرين في حياتي، كنت أتولى المسئولية كاملة، بما في ذلك أطفالي وعائلتي بأكملها. تغير ذلك حينما بدأت أفهم أهمية وضع الحدود. وعبر السنين، قللت من جهدي بالتدريج. وأنا الآن أتحمل مسئولية نفسي فقط. أفكر لنفسي وأتخذ القرارات التي تخصني. حتى إنني أدفع فواتيري الخاصة. ما قدر المسئولية التي تتحملينها في حياتك؟ هل أنت مشاركة نشطة أم مجرد متفرجة؟ لقد اكتشفت أن تحمل المسئولية يولد تقدير الذات. هذا العالم بحاجة إلى مزيد من المشاركين، وليس السلبيين. الأشخاص المسئولون النشطون ينجزون المهام، ولا يعتمدون على المجتمع ليعتني بهم، ولا ينتظرون يد المساعدة. إليك سؤالاً مهماً. فكري فيه بعناية وكوني صادقة: هل تتحملين مسئولية شخصية لصنع الحياة التي ترغبينها حقاً، أم تكتفين فقط بالأمل في حدوث التحول؟
ربما كنت بانتظار من يأتي ليقود سفينتك إلى مرساها. وربها فشلت- مثل كثير من النساء- في الإبحار من الأصل بهذه السفينة.
تقول مافيز: " عندما أدركت أخيراً أنني أصبحت أشبه ما أكون بالضحية، احتقرت نفسي. هاأنذا في الخامسة والأربعين من عمري. مطلقة ومفلسة. لقد لمت زوجي بالطبع على كل شيء. كنت أنفق ما يفوق دخلي الشهري، وهجرتني صديقاتي ولا ألومهن علي ذلك. كنت أشتكي طوال الوقت. ولا أحد يريد أن يقف إلى جانبي. وفي النهابة استيقظت وقررت تحمل مسئولية الوضع الذي أنا فيه. كان الأمر كضغطة زر حولتني من ضحية إلى مسئولة. لم أصدق ما حل بي من تغيير. شعرت أني أقوى وأكثر طاقة وثقة. وكأني عدت إلى الحياة من جديد. والآن أعرف أنني المتحكمة في أزرار حياتي".
فمن تريد البقاء على هذه الحال من تقدير الذات المنخفض، عليها البقاء في دور الضحية، تلوم الآخرين وتشكو، وتبقي على سلبيتها. فمن تجعل غيرها يفكر لها ويقوم بالعمل نيابة عنها تجعل الأمر أسوأ. إذا كنت كأغلب النساء، فلديك في حياتك مناطق تستطيعين تحمل مسئوليتها وأخرى بحاجة سمين بعض الأمور فيها. قد تكونين مسئولة في عملك، وعلى العكس من ذلك فيما يخص مالياتك أو صحتك.
إننا نميل إلى الإعجاب بأنفسنا في الواقف التي نتحمل فيها المسئولية. والعكس كذلك صحيح. فعندما نتجنب تحمل المسئولية، سواء كانت مسئولية مالية أو صحية أو في مجالات أخرى بالحياة، يقل إعجابنا بأنفسنا ورضانا عنها. إذا أردت الرضا عن نفسك، فابدئي في تحمل مسئوليات أكبر في حياتك. وإليك تدريباً يساعدك على التركيز على بناء تقديرك لذاتك من خلال تحمل مسئوليات أكبر. فيما يلي ستجدين بعض العبارات التي ستساعدك على اكتشاف فوائد زيادة مسئولياتك. من فضلك، خصصي بعض الوقت للانتهاء من هذه العبارات؛ فهي قد تقدم لك تقدماً كبيراً قيماً.
مثال:
إذا تحملت المزيد من المسئولية عن جسدي، فسوف أمارس التدريبات الرياضية ثلاث مرات كل أسبوع، وأشرب ستة أكواب من الماء يومياً، وأكثر من تناول الخضر والفاكهة. ٠


  • إذا تحملت المزيد من المسئولية عن حياتي، فسوف......
  • إذا تحملت المزيد من المسئولية عن مالياتي، فسوف......
  • إذا تحملت المزيد من المسئولية عن سعادتي، فسوف......
  • إذا تحملت المزيد من المسئولية عن عملي، فسوف......


والآن فكري في مجال معين لا تتحملين فيه المسئولية. سيساعدك التدريب التالي:
١. حددي الموقف.
مثال: إنني لا أتحمل مسئولية صحتي.
2. اذكري فوائد عدم قيامك بأي تغييرات.
مثال: يمكنني الاستمرار في تناول ما يحلو لي من طعام.
لن أحتاج إلى تخصيص وقم للتمارين الرياضية.
3. اذكري تكاليف عدم قيامك بأي تغييرات.
مثال: سيستمر وزني في الزيادة.
ستنخفض طاقتي
4. ما الذي تحاولين التظاهر بعدم معرفته؟
مثال: أنا معتلة الصحة جداً؛ قد أكون في خطر الإصابة بمرض السكر.

5. ما الذي يمكنك عمله لتكوني أكثر مسئولية في هذا الموقف؟
مثال: قومي بعمل ما؛ ولتكن البداية بالتمرين يومياً.
6. متى ستبدئين؟
إليك تأملاتي في الموضوع. إذا ما تحملت المزيد من المسئولية عن حياتي، فسوف أتوقف عن الانشغال وأسترخي لفترات أطول. سوف أستمتع أكثر وأضحك من قلبي. وسأصبح أكثر رأفة ورحمة بنفسي. وسأبذل الجهد لمزيد من الاستقامة وبناء احترامي لذاتي. كنت سأوفر الكثير من النفقات وأدخر. كنت سأعيش اليوم وأكون أكثر سعادة