قصتين تقرأهم لن تنساهم فى حياتك . تعلم

للدكتـور / إبراهيم الفقى ( رحمه الله )




القصــة الأولى
(( الصيـــاد واللــؤلؤة ))

كان هناك صياد للسمك ..

في عمله حريص وجاد ..

كان يصيد في اليوم سمكة فتبقى في بيته ما شاء الله أن تبقى حتى إذا انتهت ..
ذهب إلى الشاطئ .. ليصطاد سمكة أخرى ..
ذات يوم ..

وبينما زوجة ذلك الصياد تقطع السمكة التي اصطادها زوجها إذ بها ترى أمراً عجباً ..

رأت في بطنها لؤلؤة .. تعجبت ..

لؤلؤة .. في بطن سمكة .. ؟؟

سبحان الله ..
* زوجي .. زوجي .. انظر ماذا وجدت .. !؟
* ماذا .. !؟
* إنها لؤلؤة ..
* لؤلؤة في بطن السمكة .. !! يا لك من زوجة رائعة ..

أحضريها علنا نقتات بها يومنا هذا ونأكل شيئاً غير السمك ..
أخذ الصياد اللؤلؤة ..

وذهب بها إلى بائع اللؤلؤ الذي يسكن في المنزل المجاور ..
* السلام عليكم ..
* وعليكم السلام ..
* القصة كذا وكذا .. وهذه هي اللؤلؤة ..
* أعطني أنظر إليها .. يااااااااه ..

إنها لا تقدر بثمن ولو بعت دكاني وبيت جاري وجار جاري ما أحضرت لك ثمنها ..

لكن .. إذهب إلى شيخ الباعة في المدينة المجاورة عله يستطيع أن يشتريها منك .. !!! وفقك الله ..
أخذ لؤلؤته .. وذهب بها إلى البائع الكبير ..
في المدينة المجاورة ..
* وهذه هي القصة يا أخي ..
* دعني أنظر إليها .. الله .. والله يا أخي ..

إن ما تملكه لا يقدر بثمن لكني وجدت لك حلاً ..
إذهب إلى والي المدينة ..

فهو القادر على شراء مثل هذه اللؤلؤة ..
* أشكرك على مساعدتك ..
وعند باب قصر الوالي .. وقف الصياد .. ومعه كنزه الثمين ..

ينتظر الإذن له بالدخول عند الوالي ..
* سيدي .. هذا ما وجدته في بطنها ..
* الله .. إن مثل هذه اللآلئ هو ما أبحث عنه ..
لا أعرف كيف أقدر لك ثمنها .. لكن سأسمح لك بدخول خزنتي الخاصة ..
ستبقى فيها لمدة ست ساعات .. خذ منها ما تشاء .. وهذا هو ثمن هذه اللؤلؤة ..



* سيدي .. علك تجعلها ساعتان .. فست ساعات كثير على صياد مثلي ..
* فلتكن ست ساعات .. خذ من الخزنة ما تشاء ..
دخل الصياد خزنة الوالي .. وإذا به يرى منظراً مهولاً ..



غرفة كبيرة جداً مقسمة إلى ثلاث أقسام ..

قسم مليء بالجواهر والذهب واللآلئ ..

وقسم به فراش وثير .. لو نظر إليه نظرة نام من الراحة ..

وقسم به جميع ما يشتهي من الأكل والشرب ..



الصياد محدثاً نفسه : ست ساعات .. ؟؟

إنها كثيرة فعلاً على صياد بسيط الحال مثلي أنا .. !!

ماذا سأفعل في ست ساعات .. ؟!

حسناً .. سأبدأ بالطعام الموجود في القسم الثالث ..

سآكل حتى أملأ بطني حتى أستزيد بالطاقة التي تمكنني من جمع أكبر قدر من الذهب ..
ذهب إلى القسم الثالث .. وقضى ساعتان من المكافأة .. يأكل ويأكل ..

حتى إذا انتهى ..
ذهب إلى القسم الأول .. وفي طريقه إلى ذلك القسم رأى ذلك الفراش الوثير ..

فحدث نفسه : الآن .. أكلت حتى شبعت ..
فمالي لا أستزيد بالنوم الذي يمنحني الطاقة التي تمكنني من جمع أكبر قدر ممكن .. هي فرصة لن تتكرر .. فأي غباء يجعلني أضيعها ..
ذهب الصياد إلى الفراش .. استلقى وغط في نوم عميق ..
وبعد برهة من الزمن ..
* قم .. قم أيها الصياد الأحمق .. لقد انتهت المهلة ..
* هاه .. ماذا .. ؟؟
* نعم .. هيا إلى الخارج ..
* أرجوكم .. ما أخذت الفرصة الكافية ..



* هاه .. هاه .. ست ساعات وأنت في هذه الخزنة والآن أفقت من غفلتك تريد الإستزادة من الجواهر .. أما كان لك أن تشتغل بجمع كل هذه الجواهر حتى تخرج إلى الخارج فتشتري لك أفضل الطعام وأجوده وتصنع لك أروع الفرش وأنعمها .. لكنك أحمق غافل لا تفكر إلا في المحيط الذي أنت فيه .. خذوه إلى الخارج ..



* لا ... لا .. أرجوكم .. أرجوكم ... لاااااااااااااااااااااااا ااااا اااااااااااااا .... !!!
انتهت القصة .. لكن العبرة لم تنتهي ..







فتلك اللؤلؤة هي روحك أيها المخلوق الضعيف ..

إنها كنز لا يقدر بثمن ..

لكنك لا تعرف قدر ذلك الكنز ..
أما تلك الخزنة فهي الدنيا ..
أنظر إلى عظمتها وأنظر إلى استغلالك لها ..
أما عن الجواهر فهي الأعمال الصالحة ..
وأما عن الفراش الوثير فهو الغفلة ..
وأما عن الطعام والشراب فهي الشهوات ..
والآن .. أيها الصياد ..

أما آن لك أن تستيقظ من نومك ..

وتترك الفراش الوثير ..

وتجمع الجواهر الموجودة بين يديك ..

قبل أن تنتهي المهلة ..

فتتحسر والجنود يخرجونك من هذه النعمة التي تنعم بها .. ؟؟!!!









القصــة الثانية

(( جـامعة ستـانفورد الأميركية ))

توقف القطار في إحدى المحطات في مدينة بوسطن الأمريكية

وخرج منه زوجان يرتديان ملابس بسيطة.
كانت الزوجة تتشح بثوب من القطن ،
بينما يرتدي الزوج بزة متواضعة صنعها بيديه.
وبخطوات خجلة ووئيدة توجه الزوجان مباشرة إلى مكتب رئيس " جامعة هارفارد " ولم يكونا قد حصلا على موعد مسبق.
قالت مديرة مكتب رئيس الجامعة للزوجين القرويين : " الرئيس مشغول جدا " ولن يستطيع مقابلتكما قريبا...
ولكن سرعان ما جاءها رد السيدة الريفية حيث قالت بثقة : " سوف ننتظره ". وظل الزوجان ينتظران لساعات طويلة أهملتهما خلالها السكرتيرة تماما على أمل أن يفقدا الأمل والحماس البادي على وجهيهما وينصرفا.
ولكن هيهات ، فقد حضر الزوجان - فيما يبدو - لأمر هام جدا. ولكن مع انقضاء الوقت ، وإصرار الزوجين ،
بدأ غضب السكرتيرة يتصاعد ، فقررت مقاطعة رئيسها ،
ورجته أن يقابلهما لبضع دقائق لعلهما يرحلان.

هزالرئيس رأسه غاضبا" وبدت عليه علامات الاستياء ، فمن هم في مركزه لا يجدون وقتالملاقاة ومقابلة إلا علية القوم ، فضلا عن أنه يكره الثياب القطنية الرثة وكل من هم في هيئة الفلاحين. لكنه وافق على رؤيتهما لبضع دقائق لكي يضطرا للرحيل.

عندما دخل الزوجان مكتب الرئيس ، قالت له السيدة أنه كان لهما ولد درس في " هارفارد " لمدة عام لكنه توفى في حادث ، وبما أنه كان سعيدا" خلال الفترة التي قضاها في هذه الجامعة العريقة ، فقد قررا تقديم تبرع للجامعة لتخليد اسم ابنهما.

لم يتأثر الرئيس كثيرا لما قالته السيدة ، بل رد بخشونة : " سيدتي ، لا يمكننا أن نقيم مبنى ونخلد ذكرى كل من درس في " هارفارد " ثم توفى ، وإلا تحولت الجامعة إلى غابة من المباني والنصب التذكارية ".

وهنا ردت السيدة : نحن لا نرغب في وضع تمثال ، بل نريد أن نهب مبنى يحمل اسمه لجامعة " هارفارد ". لكن هذا الكلام لم يلق أي صدى لدى السيد الرئيس ، فرمق بعينين غاضبتين ذلك الثوب القطني والبذلة المتهالكة ورد بسخرية : " هل لديكما فكرة كم يكلف بناء مثل هذا المبنى ؟! لقد كلفتنا مباني الجامعة ما يربو على سبعة ونصف مليون دولار!"

ساد الصمت لبرهة ، ظن خلالها الرئيس أن بإمكانه الآن أن يتخلص من الزوجين ، وهنا استدارت السيدة وقالت لزوجها : " سيد ستانفورد : ما دامت هذه هي تكلفة إنشاء جامعة كاملة فلماذا لا ننشئ جامعة جديدة تحمل اسم ابننا؟" فهز الزوج رأسه موافقا.

غادر الزوجان " ليلند ستانفورد وجين ستانفورد "

وسط ذهول وخيبة الرئيس ، وسافرا إلى كاليفورنيا حيث أسسا جامعة ستنافورد العريقة والتي ما زالت تحمل اسم عائلتهما وتخلد ذكرى ابنهما الذي لم يكن يساوي شيئا لرئيس جامعة " هارفارد " ، وقد حدث هذا عام 1884م.



حقا : من المهم دائما أن نسمع ، وإذا سمعنا أن نفهم ونصغي ، وسواء سمعنا أم لا ، فمن المهم أن لا نحكم على الناس من مظهرهم وملابسهم ولكنتهم وطريقة كلامهم، ومن المهم أن " لا نقرأ كتابا أبدا من عنوانه " حتى لو كان ثمنه عام 1884 سبعة ملايين دولار.

قصة حقيقية رواها " مالكوم فوربز " ومازالت أسماء عائلة " ستانفورد " منقوشة في ساحات ومباني الجامعة