علاقتك مع الأهل :

من الطبيعي أن يحاول الولد أو البنت الاستقلال بشخصيته في مرحلة المراهقة.. ويحاول أن يكون له عالمه الخاص به.. فيحاول أن يبتعد عن سيطرة الوالدين.. وعن أوامرهم أو الاستماع إلى نصائحهم.


في نفس الوقت .. فإن الآباء والأمهات يكونوا في قلق دائم على سلامة ومستقبل أبنائهم في هذه السن.. يحدث هذا القلق عند شعورهم بالتغير الذي يحدث لأبنائهم .. وتمرد الأبناء على نصائحهم ..

يقلق الآباء والأمهات لأن المراهق قد يتعرض إلى الكثير من المخاطر التي قد تهدد صحته ومستقبله.. فقد يقوم المراهق في هذه السن بتصرفات تضره.. مثل التدخين أو تعاطي الخمور أو التهور في قيادة السيارات أو الإقدام على علاقات جنسية غير مشروعة.

وفى الحقيقة فإن الآباء والأمهات هم أحرص الناس على سلامة أبنائهم .. ولا يوجد أحد غيرهم أشد حرصا على ذلك.. وهم قد مروا بمرحلة المراهقة من قبل.. ويعلمون تماما كل ما يحدث بها من متغيرات.

والشباب في هذه المرحلة يحتاج إلى من يصارحه عن كل ما يدور بذهنه من تساؤلات وأفكار.. ويحتاج إلى من يمده بالمعلومات .. وهو يعلم في قراره نفسه أن الوالدين هما أقدر وأصدق وأحرص الناس على ذلك.. حتى ولو لم تكن لديهم كل الإجابات عن هذه التساؤلات .

إذن.. فالحوار مع الآباء والأمهات في غاية الأهمية خلال هذه المرحلة الحرجة من عمر الإنسان.. ولكن .. أحيانا قد يتحرج الآباء والأمهات من بدء الحوار.. وقد لا يعلمون كيف يقومون بذلك.. فلتبدأ أنت بفتح الحوار .. وحاول ذلك مرة أخرى لو فشلت محاولتك الأولى.. أشعرهم بأنك في حاجة لسماع نصحهم .. أبدأ بأي سؤال تريد معرفة الإجابة عليه .. ولتكن البداية أن تعطيهم هذا الكتاب.. أو أن تقرأه عليهم إذا كانوا لا يستطيعون القراءة.. وتناقش معهم ما به من معلومات .. وستجد أن حاجز الخجل بينك وبينهم قد تلاشى.. وستكسب صديقا جديدا .. هو أعز صديق لق في هذه الدنيا.

علاقتك مع الأصدقاء :

إذا وقفت في أحد الميادين .. ستجد أمامك عدة طرق تستطيع أن تمشى في أي منها .. وعليك أن تختار أي طريق تسلكه.. فأي طريق سوف تختار ؟ .. بالطبع سوف تختار الطريق الذي يوصلك إلى المكان الذي ترغب الذهاب إليه.. صح ؟.. الجواب طبعا .. نعم .. فالمنطق والعقل يقول ذلك .. أسلك الطريق الذي يوصلك إلى المكان الذي ترغب في الوصول إليه.

هذا الموقف.. هو تماما ما تمر به خلال مرحلة المراهقة.. فأنت خلال هذه المرحلة تقف في مفترق الطرق .. وهناك طرق كثيرة أمامك .. وعليك أن تختار أي طريق تمشى فيه.

إذن هناك قرار يجب أن يؤخذ.. وأنت الوحيد صاحب هذا القرار .. ومن أجل أن تأخذ القرار يجب أن يكون لق هدف.. ويجب عليك وحدك تحديد هذا الهدف ..

أنت إذن المسئول .. عليك أن تحدد أهدافك في هذه الحياة .. وعليك أن تختار الطريق الذي يوصلك إلى هذه الأهداف.. وتتخذ القرار .. وتسير إلى هدفك ..

وقد يكون معك وأنت واقف في الميدان أحد أصدقائك.. هذا الصديق يريد أن يذهب إلى مكان آخر غير الذي تريد الوصول إليه.. هذا الصديق سيقترح عليك أن تسير في الطريق الذي يوصله هو إلى هدفه.. ماذا ستفعل ؟ .. هل تسير معه في الطريق الذي يختاره هو ويوصله هو إلى هدفه.. أم تقول له .. آسف.. أنا ذاهب إلى مكان آخر .. أذهب أنت في طريقك وأنا ذاهب في طريقي..

كان الله في عونك .. فستجد نفسك كثيرا أمام هذا الموقف.. ولكن مادمت قد حددت لنفسك هدفا في الحياة.. وحددت لنفسك طريقا تمشى فيه .. واتخذت قرارك ..تقول:ع الآن أن تقول: لا.. وألف لا .. لما تراه مخالفا لأهدافك وما تراه مخالفا للطريق الذي يوصلك إليها .

في هذه السن التي تمر بتا ستجد من أصدقائك من يعرف طريقه.. ومن لا يعرف طريقه .. ستجد من يسلك الطريق الذي يصل إلى السلامة .. ومن يسلك الطريق الذي يصل إلى الهلاك .. وكل واحد منهم سيحاول أن يشدك معه.. وعليك أنت أن تختار.. وعليك أنت أن تقول لا لمن يسلك طريق الهلاك الذي ليس له رجعه.. دون أن تخشى من أن تفقد صداقته .

علاقتك مع الجنس الآخر :

خلال فترة المراهقة يبدأ الاهتمام بالجنس الآخر .. هذا شيء طبيعي ويحدث نتيجة لوجود الهرمونات .. سواء الإستروجين عند البنات أو التستستيرون عند الأولاد .

ويجب أن نعلم أن المجتمع يقوم على وجود الذكر والأنثى.. كل جنس له دوره وله صفاته.. ويتساوى الولد والبنت في مكانتهم داخل المجتمع.. ويجب علينا أن نحترم الجنس الآخر مهما كان مختلفا عنا.. يجب أن نحترم أفكاره ونحترم مشاعره.



وهناك الكثير من المواقع والمناسبات التي يلتقي فيها الأولاد مع البنات .. في المدرسة وفى ألجامعه وفى النادي وفى الحقل وفى العمل وداخل الأسرة.. ومن خلال هذه المناسبات يتعرف كل جنس على فكر وطبيعة الجنس الآخر.. وعلينا أن نحرص على أن تكون علاقاتنا مع الجنس الآخر علاقة زمالة وعلاقة إخاء.

ومجتمعنا الشرقي.. مازال والحمد لله .. يتقيد بالقيم الاجتماعية وبالتعاليم السماوية ويجب أن نحترم هذه القيم وهذه التعاليم. وأن نبنى علاقاتنا مع الجنس الآخر في الإطار السليم الذي يقودنا إلى بر السلامة. ومن صفات مجتمعنا الفاضلة أن العلاقة الجنسية بين الذكر والأنثى يجب أن تكون في إطار الزواج الشرعي الذي سنته لنا الأديان.

ومن الضروري .. على أي شاب وشابه .. أن يبتعد عن طريق الانحراف والذي قد يصعب أن نرجع عنه إذا اقتربنا منه.. والذي قد يؤدى بنا إلى مخاطر جسيمة .. فنحن نعلم أن هناك أمراض فتاكة قد يصاب بتا الإنسان تنتقل عن طريق العلاقات غير المشروعة.. وقد يحدث الحمل حتى ولو كانت الملامسة الجنسية خارجية.

ولكن .. نحن نعلم أن هناك الكثير من العوامل التي تعمل على الإثارة الجنسية لدى الشباب.. فبعض وسائل الإعلام الفضائية والإنترنت والمجلات وأصدقاء السوء.. تحاول أن توجه الشباب إلى الانحراف .. علينا أن نقاوم هذه الإثارة.. وأن نبتعد عن هذا الطريق الذي ليس له نهاية غير الندم والأسى.. وكما قلنا فإن ذلك من السهل جدا .. علينا أن نتذكر أن نعمل لتحقيق أهدافنا التي نضعها لأنفسنا.. وعلينا أن نهتم بصحتنا .. ونداوم على ممارسة الرياضة والقراءة المفيدة.. ونتعرف على مواهبنا وننميها .. ونتميز بها ..

وقد يشعر بعض الشباب بالميل العاطفي تجاه شخص من الجنس الآخر.. هذا شيء طبيعي .. ولكن هذا الشعور يتغير بعد فترة.. فالعواطف والأحاسيس في فترة المراهقة غالبا ما تتغير .. فلنصبر .. حتى يحين الوقت الذي تنضج فيه العواطف.. وتستقر فيه الأحاسيس ويجيء الوقت المناسب للارتباط القوى مع شريك الحياة والذي يحقق السعادة الدائمة.



كلام يهم الأمهات والآباء


أولادكم فى حاجة لكم :

لا شك أنكم أحرص الناس على صالح أولادكم وبناتكم.. ولكن الحرص وحده لا ينفع .. والأماني وحدها لا تكفى .. ويجب أن تعلموا أنكم أنتم وحدكم الذين تستطيعوا أن تأخذوا بيد أولادكم حتى يجتازوا هذه المرحلة الحرجة من حياتهم.. مرحلة البلوغ والمراهقة.

من الطبيعي أن يبدأ الابن والبنت خلال هذه المرحلة في التمرد.. ويبدأ في الابتعاد عن جو الأسرة .. ويحاول أن يكون عالمه الخاص به.. ولا يعجبه الكثير من تصرفاتكم وأقوالكم .. وينتقدها ويرفضها صراحة .. ويكون حاد الطباع .. وسريع الانفعال.. كل هذه أمور طبيعية تحدث لكل الأولاد والبنات في هذه السن.. علينا أن نتعامل مع الواقع وأن نتقبل هذه التصرفات ونتعامل معهم برفق ولين.. وعلينا أن نجد الوسيلة المناسبه لتكوين صداقة معهم.

عليك أيضا أن تعرف أن نفس هذا الولد أو نفس هذه البنت.. في شدة الاحتياج إلى مساعدتك .. والى أن تكون بجانبه .. وهو يعلم تماما أنك أحرص الناس على مصلحته.

ماذا يمكن أن نقدمه لهم ؟

ماذا يمكن .. بل ماذا يجب .. أن نقدمه لهم ؟

أولا .. يجب أن نخصص خلال هذه الفترة مزيدا من الوقت لرعايتهم والاهتمام بهم.. ويجب أن نوضح لهم حرصنا على ذلك.. وأننا دائما موجودون عندما يحتاجون ألينا..

علينا أن نوفر الجو الأسرى الذي يسوده الحب والتفاهم بين كافة الأطراف.. وأن ننمى انتماء الأولاد لهذه الأسرة .. في كافة المناسبات وكافة الأوقات ..

يجب أن نتفهم.. ونتقبل .. كل ما يمرون به من تغيرات..

ومن المهم جدا .. أن يكون هناك حوار متصل وصداقة دائمة.. وأن نؤصل في نفوسهم مبدأ أن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.

ماذا يريد منا الأولاد ؟

ييحتاج الأبناء منا خلال هذه الفترة إلى تواصل الحوار لمعرفة الكثير من المعلومات عما يحدث لهم من تغيرات.. ويكون لديهم الكثير من الأسئلة والمخاوف .. وأكثر ما يشغل بالهم هو: هل هم طبيعيون ؟ ولماذا هم مختلفون عن أصدقائهم ؟

ومن واجب الآباء والأمهات أن يقوموا بتقديم هذه المعلومات لأبنائهم.. وأن يقوموا بالرد على تساؤلاتهم .. حتى لا يلجئوا إلى مصادر أخرى للحصول على هذه المعلومات .. وقد تكون هذه المصادر غير سليمة وقد تكون ضارة.

يحتاج الأولاد خلال هذه الفترة إلى من يستمع إليهم .. وقد يترددوا كثيرا في الحديث معنا.. إما خجلا.. وإما خوفا .. فلنبدأ نحن الحوار .. ربما نكون نحن أكثر خجلا وأكثر ترددا منهم.. ولكن علينا أن نبدأ الحوار.

كيف يكون الحوار ؟

لأن موضوع الحوار له حساسية خاصة.. يجب أن نختار الوقت والظرف المناسبان



جب أن يكون لدينا متسع من الوقت لاستمرار الحوار..

يجب البعد عن التوتر العصبي وأن نتسم بالحلم وسعة الصدر أثناء الحوار.. فهذا ينعكس أيضا على الأبناء ولا يعطى لهم الفرصة لكي يسترسلوا في أسئلتهم أو في النقاش..

يجب أيضا الابتعاد عن الوعظ أو إلقاء المحاضرات.. علينا أن نمنحهم الفرصة لكي يعبروا عما بداخلهم .. ونستمع إليهم .. ونشجعهم على الاسترسال في الحديث..

ليس من الضروري أن نكون على دراية تامة بكل الإجابات العلمية عما يتساءلون عنه.. ولكن يجب أن نكون في غاية الدقة وفى غاية الوضوح في إعطاء أي معلومة أو عند الرد عن أي استفسار.. وأن نشاركهم في محاولة الوصول إلى إجابات عن الأسئلة التي قد لا نعلم الإجابة عليها ولا نخجل من الاعتراف بعدم معرفتنا لهذه الإجابة.

متى نبدأ ؟

من المستحب أن نبدأ نحن الحوار قبل أن يبدأ الأبناء في البحث عمن يجيب على تساؤلاتهم.. حتى نضمن دقة ما يصلهم من معلومات.

بالنسبة للأولاد من الأفضل أن يتم الحوار معهم قبل أن يبدأ الاحتلام الليلي والذي يحدث غالبا ما بين 13 إلى 14 سنة.

كيف نبدأ ؟

لم يعد هناك حرج في الحديث عن أمور البلوغ أو الاحتلام كما كان من قبل.. فغالبا ما يكون الولد قد سمع عن هذه الأمور من إخوته أو أصدقائه.. وغالبا أيضا ما تكون لديه الرغبة والاستعداد لمعرفة الكثير عن هذه المواضيع.

مما قد يسهل مهمة بدء الكلام.. أن نتحدث عن تجربتنا الشخصية عندما حدثت لنا هذه التغيرات.. وقد نبدأ بان نسأل هل سمعت شيئا من أصدقائك عن الاحتلام ؟ .. وماذا سمعت ؟

ومتى بدأنا .. لم تعد هناك أي مشكلة .. فسوف يتصل الحوار .. وعلينا أن نبين له أننا دائما على استعداد للمشاركة في أي مشكلة تقابله.. ولأي استفسار لديه