هل تتمتع بذاكرة جيدة ؟
الشهادات الزائفة
عن الذاكرة الخاصة بالأحداث ثرية للغاية

إذا ما سألت زوجين يحتفلان بعيد زواجهما الذهبي عن حدث غرامي وقع خلال شبابهما، فسوف تكتشف أن استرجاع وتذكر شخصين لتجربة مشتركة يمكن أن يختلف. وإذا ما سمعت شقيقتين مسنتين تتجادلان حول الشكل الصحيح لحدث ما قد وقع لهما في طفولتهما، فسوف تدرك أن قوة الاعتقاد لا تعنى بالضرورة التذكر الدقيق للحدث، وعلى الرغم من أن علماء لا تعنى بالضرورة التذكر الدقيق للحدث، وعلى الرغم من أن علماء النفس قد اتفقوا منذ وقت طويل على أن الذاكرة ليست تسجيلاً حرفيًّا لأحداث الماضي، فإنه لا يزال من الصعب فهم السبب في أن رواية شهود العيان لنفس الحدث يمكن أن تختلف بشكل كبير. فرغم كل شيء، فالأمر واضح بنفس بساطة ووضوح رؤية الأنف أو الشارب الذي على وجهك!

أحد الأسباب في ذلك هو أن الأشخاص المختلفين سينظرون إلى نفس الحدث أو المشهد بشكل مختلف على الأرجح، فربما يحمل الشخصان توقعين مختلفين لما شاهداه، وبعبارة أخرى، فإننا غالباً نرى ما نتوقعه. انظر إلى كلمات العبارة الإنجليزية في النصف العلوي من المربع، كم عدد أحرف ال “e” التي وردت في العبارة الثانية؟ هل أنت متيقن من ذلك؟ انظر مرة أخرى، سوف يقوم عقلك تلقائيًّا بملء الفراغات أو تبديل التفاصيل من اجل مقابلة توقعاتنا دون وعى منا بذلك.

لماذا توجد العديد من العوامل المشتركة بين الكتب التاريخية المنقحة وبين الذكريات؟
لنأخذ خطوة أخرى للأمام ونتخيل أنه من الممكن لشخصين أن يحملا نفس التوقعات لحدث ما شاهداه معًا، ولكن هل ستكون ذكرياتهما متطابقة بعد مرور أيام، أو أشهر أو سنوات من ذلك الحدث؟
الإجابة هي: لا، نظراً لأن ذكرياتهما لن تتأثر بتوقعاتهما فحسب، وغنما سوف تتأثر كذلك بما يحدث بعد ذلك. إن الذكريات تتغير مع الوقت، فمع المرور بالخبرات والتجارب الجيدة التي بدورها تنسج مع البناء الأصلي.