كيف ترى نفسك ؟
العمل على قبول الذات
أولاً عليك أن تدمر تلك الأسطورة التي تدعي بأن هناك تصوراً واحداً للذات. وأن هذا التصور إما إيجابي دائماً وإما سلبي دائماً. والصحيح أن لديك العديد من التصورات عن ذاتك وهي تتنوع من لحظة لأخرى. فإن سُئلت "هل تحب ذاتك وهي تتنوع من لحظة لأخرى. فإن سُئلت "هل تحب ذاتك", فربما تميل لأن تستجمع – من غير تمييز – كل ما لديك من أفكار سلبية عن الذات وتقول: "لا". إن قيامك بتحليل تلك الكراهية إلى أبعادها النوعية سيضع نصب عينيك أهدافاً محددة تسعى لتحقيقها.

نظرتك إلى ذاتك و شعورك بالسعادة !

إن نظرتك إلى ذاتك وشعورك نحوها يتصل بالجوانب الجسمية والعقلية والاجتماعية والعاطفية المميزة لها. فلك رأي في ذاتك فيما يتعلق بمستوى قدراتك الموسيقية والرياضية والفنية والميكانيكية والكتابية... إلخ. وبعدد الأنشطة الهائلة التي تقوم بممارستها, لديك تصورات ورؤى عن ذاتك. وفي خضم كل هذه السلوكيات ستجد "ذاتك" التي إما أن تتقبلها وإما أن ترفضها. إن الإحساس بقيمة الذات هو بمثابة الظل الحاني الملازم لك دائماً والذي يحقق لك السعادة الشخصية والسيطرة على الذات, غير أن ذلك ينبغي ألا يخضع لظنونك وتخميناتك الشخصية. أنت موجود. أنت بشر. وهذا كل ما أنت في حاجة إليه. أنت الذي تحدد قيمة نفسك ولست في حاجة لأن تعرض الأمر على الآخرين. إن قيمة الذات لا علاقة لها بسلوكك ومشاعرك. فمثلاً قد لا ترضى عن سلوكٍ سلكته في موقف من الموقف, ولكن ليس لهذا علاقة بقيمتك الذاتية. إن بمقدورك أن تختار الاعتداد بذاتك دائماً ثم تقوم بتغيير تصوراتك عن ذاتك أو التأثير فيها.

! أحبب جسمك
أول ما سنتعرض له هو جسمك. هل أنت راض عن جسمك؟ إذا كانت إجابتك بالنفي فحاول أن تقوم بتخليل هذه الصورة من الاستياء إلى مكونتها. قم بإعداد قائمة بالجوانب الجسيمة التي تستاء منها. ولتبدأ من أعلى الجسم: شعرك, جبهتك, عينيك, خديك, وجفنيك. هل أنت راضٍ عن فمك وانفك وأسنانك وعنقك؟ وما رأيك في الذراعين والأصابع والثديين والبطن؟ قم بإعداد قائمة تفصيلية لذلك. أدرج في القائمة الأعضاء والأحشاء الداخلية كالكليتين والطحال والشرايين وعظام الفخذين. لا تنسَ تلك الأجزاء غير الظاهرة والتي لها دور في تكامل وتناسق بنيتك الجسدية. ماذا عن شقي المخ (المساحة الرولاندية) وقوقعة الأذن والغدد الكظرية واللهاة؟ يجب أن تتناول القائمة التفصيلية التي تقوم بوضعها تفاصيل جسمك جميعها. أتقول إنك مستاء من جسمك؟ ولكن هذا الجسد هو أنت. إنك لم ترضَ عن جسمك, فكأنك لا تقبل نفسك كإنسان.


خصائصك الجسمية !

ربما يكون لديك بعض الخصائص الجسمية التي تستاء منها. إن كانت هذه الخصائص قابلة للتغيير فاجعل تغييرها وتعديلها هدفاً من بين أهدافك. فإن وجدت مثلاً أن لديك ضخامة في حجم البطن أو أن لون الشعر لا يعجبك، فعليك أن تتخذ قرارات فورية بخصوص ذلك الآن. أما الأجزاء التي أنت مستاء منها والتي ليست قابلة للتعديل أو التغيير (كالطول الفارع للساقين والضيق الشديد للعينين وضآلة أو ضخامة الثديين), فيمكنك أن تنظر إليها من منظور جديد. لا تدع الآخرين يفرضون عليك آراءهم. بل عليك أن تنبذ آراءهم. إن بمقدورك أن تقرر ما هو جميل ومبهج بالنسبة لك, ولا تقبل أبداً أن تجعل من نفسك تحفة من الماضي.

أنت بشر.
أنت بشر. والبشر لهم روائح مميزة ، ويصدرون أصواتاً معينة، وينمو لديهم الشعر بكيفية معينة. ولكن المجتمع والصناعة يفرضان علينا رسائلهما ويصدران أحكامها فيما يتعلق بالنواحي البدنية للإنسان وكأنهم يأمرونك بأن تخجل من هذه الخصائص الجسمانية الطبيعية، ويحرضونك على أن تكتسب سلوكاً مخادعاً". وذلك بهدف تسويق منتج يعمل على إخفاء بعض عيوبك الجسمية. وكأني بهم يصيحون " لا تتقبل ذاتك وحاول إخفاءها ".
ولا تمر بك ساعة وأنت تشاهد التلفزيون دون أن تتلقى هذه الرسالة. إن الإعلانات التي تنهال عليك في كل يوم، تحرضك على أن تستاء من الرائحة التي تنبعث من فمك وإبطيك وقدميك وجلدك وحتى أعضائك التناسلية. وكأنهم يصيحون: "قم بشراء منتجنا وأعد لنفسك الشعور بأنك طبيعي" وكأن ما أنت عليه ليس أمراً طبيعياً، وكأنه ليس هناك سبيل سوى أن تقوم باستعمال روائح ومستحضرات التجميل حتى ترضى عن نفسك وتحبها أكثر، فتقوم بالتخلص من الروائح الكريهة التي تنطلق من كل فتحة لتحل محلها رائحة طيبة. إنك تقوم بهذا لأنك لا تقبل أمراً طبيعياً يحدث لأجسام جميع البشر.