أشخاص يتمتعون بالاستقلالية
هناك الكثير من الأمثلة الشهيرة عن أناس ثابروا على الرغم من الانتكاسات التي واجهتهم قبل تحقيق أهدافهم،
- فلم يصبح "أبراهام لينكولن" رئيسًا للولايات المتحدة بين عشية وضحاها، بل حاول وفشل عدة مرات أثناء محاولاته الاشتغال بالعمل العام قبل أن يصل إلى قمة نجاحه.


- وفشل "توماس إديسون" آلاف المرات في محاولاته اختراع المصباح الكهربائي. حيث كانت جرائد زمانه تنشر مقالات تتندر فيها على محاولاته وتصفها بالحمق وتنصحه بأن يستسلم ويعترف بالهزيمة. وقد سأله ذات مرة صحفي شاب عن سبب إصراره على هذه الحماقة على الرغم من وضوح أنه لن ينجح، فقال للصحفي: إنه لا يعرف الفشل. وليس الفشل هو ما يظنه معظم الناس، بل هو الثمن الذي لابد من دفعه للنجاح. واستمر "إديسون" يقول: إنه في كل مرة يفشل فيها يستبعد طريقة من الطرق التي وضعها لتحقيق اختراعه مما يقربه من الطريق الذي يريد السير فيه.


ومن الواضح أن "لينكولن"، و "إديسون" كان لديهما قدر هائل من التحفيز الداخلي، ودرجة عالية من تقدير الذات لتحملهما كل تلك الأحكام الصادرة عليهما والضغوط الواقعة عليهما.


وتتطلب الاستقلالية أيضًا درجة معينة من توكيد الذات، فالمستقلون من الناس لا يخشون من طلب ما يريدونه ولا يستسلمون إن لم يحصلوا عليه بسرعة. ولا يخاف المستقلون عادة من تجربة أشياء جديدة وإتباع مجموعة متنوعة من الاهتمامات. ويحتاج المستقلون حتى يشعروا بالسعادة والرضا إلى أن يجدوا شركاء وأماكن عمل تتوافق مع احتياجاتهم وتدعمها. ويعمل الكثيرون من المستقلين لصالح أنفسهم أو يعملون أعمالاً تتيح لهم درجة كبيرة من المرونة في ممارسة أعمالهم، ويعلمون أنهم إن لم يستطيعوا إيجاد بيئة يستطيعون من خلالها تحقيق أقصى قدراتهم فإن عليهم أن يوجدوا هذه البيئة بأنفسهم. إنهم لا يخافون من ترك وظيفة لا تمكنهم من تحقيق أقصى استفادة من قدراتهم ومواهبهم. يتحدث "روبرت شتيرنبيرج" في كتابه Successful Intelligence عن حاجة الناس لتحقيق أقصى استفادة مما لديهم من مواهب، فيقول:


"ثمة قصة رجل يموت فيذهب للجنة فورًا، حيث يصحبه الملاك في جولة سريعة على مباني الجنة، ويشير إلى إنسان ويقول: إنه كان أعظم شعراء عصره، فينظر ذلك الرجل إلى الملاك ويقول ساخرًا: "عفوًا، ولكنني أعرف ذلك الرجل، فهو لم يكن إلا إسكافيًّا فقيرًا، بل غنه لم يذهب أصلاً إلى مدرسة أو يتعلم الكتابة". فيقول الملاك: "بالتأكيد". لم يُعط ذلك الرجل الفرصة لتطوير مهاراته في الكتابة، وبذلك ضاعت موهبته الهائلة. وهذه القصة تصلح لأن تكون مزحة لولا أنها تنطبق على حياة الكثيرين من الناس.


يدرك الناجحون الأذكياء من الناس أن البيئة التي وجدوا فيها مكنتهم من تحقيق أقصى استفادة من مواهبهم أو أعاقتهم عن ذلك، ويبحثون بنشاط عن بيئة لا تمكنهم من أداء عمل رائع فحسب، بل وترك أثر واختلاف على العالم أيضًا. إنهم يوجدون الفرص ولا ينتظرون الظروف التي يعيشون فيها لتحدد لهم هذهالفرص".