نحن نعيش الآن في عالم قلت فيه القيم الإنسانية كالطيبة والرحمة بل إن من يتصف بالطيبة والإنسانية أصبح لا يلقى اهتماما أو احتراما بالقدر الذي يناله من يتصف بالأنانية والتعجرف، كما أن انخراط الناس وانشغالهم في أعمالهم أنساهم أهمية التربية الخلقية والقيم البشرية لهم ولأبنائهم، ولكن لك أن تعلم أن أول خطوة في طريق النجاح والسعادة هو تحديد قيمك ومبادئك في الحياة، ومن المؤكد أننا يجب أن نرجع إلى الدين كي نأخذ منه الأخلاق والقيم والمبادئ السامية.
كما أن التحلي بالأخلاق الحميدة ليس أمرا صعبا مطلقا بل هو إعادة تقييم لسلوكك وتعاملك مع الآخرين وتصحيح ما تجده غير لائقا وعلى سبيل المثال: كن محبا للآخرين وتعامل معهم بمثل ما تحب أن يعاملوك، وكن حريصا على الخير للجميع فكل هذه الأشياء الصغيرة سوف تحول حياتك وحياة الآخرين من حولك إلى حياة سعيدة وجميلة وستصبح إنسانا يتمتع بقدر عالي من الأخلاق الرفيعة. ولكن كي تكون إنسان خلوق ومحبوب عليك أن تعرف بعض المفاهيم والأفكار والخطوات التي تساعدك على الوصول إلى ذلك بسهولة ويسر وذلك من خلال الخطوات:

1- ماذا يعني لك الشخص الخلوق الصالح:
بعض الناس يظنون أن الشخص الخلوق هو فقط من لا يؤذي الآخرين، ولكن هذا يكون صحيح إلى حد ما حيث أن الإنسان الخلوق هو فعلا لا يؤذي الآخرين ولكنه يكون أيضا مصدر خير وسعادة بالنسبة للآخرين وقد تكون لست إنسانا سيئا ولكن هل أنت إنسان خلوق؟
- هل تعرف ما أهمية الإنسان ذو الأخلاق في جعل العالم مكانا أفضل لنحيا به؟ وهل بإمكانك القيام بما يقوم به تجاه المجتمع والعالم؟
- ما هي أكثر الصفات التي تجذبك؟ وأين أنت من هذه الصفات؟
- فكر في رد فعل أصحاب الخلق تجاه أفعال وسلوك الآخرين معهم في كل المواقف وتعلم منهم كيف تتحكم في رد فعلك في أي موقف تواجهه.
- فكر في الطرق التي يمكنك بها تطبيق هذه الصفات، وكيفية تطبيقها في العمل والعلاقات الشخصية والنظام الغذائي وأسلوب الحياة بشكل عام.

2- انظر دائما للجانب الإيجابي من كل شيء:
فهناك حكمة تقول “أن تضيء شمعة خير لك من أن تلعن الظلام” فلا تكون مستسلما للعقبات والذلل بل عليك أن تحاول إيجاد حل لكل مشكلة بشكل سريع ولا تعبأ بمن يحاولون إحباطك بل اطلب منهم أن تتعاونوا سويا في تذليل العقبات وتطبيق التغيير الإيجابي الذي تريد.

3- كن محبا وصديقا لكل من حولك:
بغض النظر عن جنسهم أو سنهم أو ديانتهم أو ثقافتهم فإن اختلفنا في هذه الأمور إلا إننا جميعا لدينا مشاعر وأحاسيس يجب أن نقدرها.

4- لا تحاول أن تنصح إنسان عندما يكون في حالة غضب:
بل عليك أن تكون هادئا وتكتفي بالنظر إليه ولا تقول إني أفهمك بل قل له كيف أستطيع مساعدتك.

5- لا تقارن نفسك بالآخرين:
فقد تنظر إلى من هم أكثر منك توفيقا في الحياة وتبدأ في المقارنة التي لن تفيدك بشيئ إلا أنها سوف تفقدك طاقتك وحماسك ووقتك فبدلا من ذلك حاول أن تستغل قدراتك ومواهبك التي منحها الله لك وأن تبدأ طريقك نحو النجاح والتميز.

6- حاول أن تقوم بعمل خيري:
كل يوم ولو كان بسيطا، حاول أن تصل إلى الناس البسطاء والذين لا تعرفهم وقدم إليهم يد العون.

7- احترام الكبير:
يوما ما سيصبح الشاب شيخا فأنت اليوم شابا قويا ذو صحة ولكنك غدا ستصبح كهلا ضعيفا، ولذلك عليك أن تبحث عن المسنين وأن تقدم إليهم المساعدة بأن تساعد أحدهم على عبور الطريق أو حمل الحقائب أو غيرها، حيث أن كبار السن دائما ما يعانون من مشاكل صحية كمشاكل الرؤية والسمع والتذكر ولذلك فمساعدتك لهم سوف ترقق قلبك وسوف تدفعك بقوة إلى أن تكون شخصا ذو أخلاق عالية ورقيقة.

8- تعامل برحمة ولطف مع أصحاب الإعاقات العقلية:
فهم لديهم مشاعر يجب المحافظة عليها وهم إخوة وأخوات لنا وتخيل لو أنك ولدت بنفس الإعاقة كيف كنت ستحب أن يعاملك الآخرين؟ لذلك عليك أن تراعي مشاعرهم وأحاسيسهم وأن تمنحهم ابتسامة كبيرة وأن تظهر لهم المحبة في عينيك، وعند تعاملك معهم لا تحاول لمسهم لأن ذلك قد يخيفهم، كما أنه عليك ألا تنتبه لمن حولك ممن يضحكون أو يسخرون من تعاملك مع متحدي الإعاقة بل ركز جيدا معه واحرص أن يكون الوقت الذي تقضيه معه وقت ممتع لكليكما.

9- كن مجاملا لأصدقائك:
وكذلك للأشخاص الذين لا تعرفهم وتعامل مع الجميع بأسمى مراتب الاحترام الذي قطعا سيكون نفس الإسلوب الذي سيعاملونك به.

10- كن مستمعا ولا تكن متكلما:
عندما يتحدث إليك أي شخص فاستمع إليه جيدا ثم وجه إليه بعض الأسئلة حول الموضوع الذي يكلمك عنه وبذلك يعلم أنك منتبها له ومركزا فيما يقول.

11- لا تحاول الحصول على الاهتمام بالصوت العالي أو الأسلوب الفظ:
عندما تكون في مشادة كلامية مع أحد أصدقائك، ومن الأفضل أن تفكر جيدا قبل أن تقول أي شيء وكن حريصا على أن تصلا لحل وأن تخبر من أمامك أنك لا تريد أن تخسره بأي حال من الأحوال.

12- شارك الآخرين في احتفالاتهم وانتصاراتهم وفوزهم:
حتى وإن لم تكن سعيدا بهذه الانتصارات فمشاركتك أفراحهم سوف تزيد من أواصر المحبة والود بينكما.

13- حب نفسك:
من السهل أن تحب الآخرين ولكن يجب أن يسبق ذلك حبك لنفسك وثقتك بها، ويمكنك ذلك عن طريق تقديم خدمات للمجتمع ولو كانت بسيطة ثم تزيدها تدريجيا وهكذا استمر في فعل ذلك وسوف تشعر بلذة العطاء التي سوف تمنحك الحب لنفسك وللآخرين وسوف تعزز كذلك ثقتك بنفسك.

14- قبل خروجك من المنزل اعقد النية:
بأنك لم تعد للمنزل قبل أن تقوم بأي عمل مفيدا للبيئة وللمجتمع وهذا ليس أمرا خارقا بل هو بسيط للغاية بأن تقوم مثلا بإزالة القمامة من الحديقة أو تقوم بإزالتها من أمام منزل جارك وهكذا.

15- صلي وتأمل:
وادعو الله أن يساعدك على اكتساب الصفات الحميدة التي تريدها.

16- اغرس الرحمة والسلوك الحسن في نفسك عن طريق المشاركة في الأعمال الخيرية التطوعية.

17- شارك الاخرين بخبراتك وفلسفتك في الحياة:
احرص على إعطاء النصائح للآخرين وخصوصا الشباب الصغير ووضح لهم أهمية التحلي بالأخلاق الحميدة وأثرها على شخصيتهم وحياتهم ومجتمعهم ككل، قد تشعر إن نصيحتك لا تؤثر في الكثيرين ولكن تأكد متى أخلصت النية في نفع ونصح الآخرين بالتأكيد سوف تجني الأثر الطيب.

18- لا تكن متسرعا أو متعجلا في روتين حياتك:
بل استمتع بكل تفاصيل الحياة البسيطة والجميلة استمتع بالمناظر والألوان وتفكر في كل ما حولك فإن هذا من شأنه أن يوسع مداركك ويزيد من قوة تحملك وصبرك فمثلا إذا كنت في طريقك لشراء شيء ما من أحد المتاجر فكن متأنيا ولست متسرعا في قيادتك ثم اترك السيارة على جانب من الطريق وترجل حتى تصل للمتجر وأثناء ذلك تأمل كل ما حولك من أشكال وألوان وأشخاص تقابلهم.

19- لا تستخدم سارينة السيارة إلا في حالة الضرورة، فلا تستخدمة لتجعل سيدة مسنة أر رجل ضعيف النظر يسرعوا في سيرهم حتى وإن كنت في طريقك إلى موعد هام ولا تريد التأخير. 1305302

20- لا تركن سياراتك في أقرب مكان في موقف السيارات، بل يمكنك وضعها في مكان بعيد نوعا ما وتترك الأماكن القريبة لمن يكونوا في حاجة أكثر إليها.

21- احرص على ألا تأخذ قدرا كبيرا من الطعام خصوصا عندما تتناول الطعام مع الآخرين.

22- احرص على فعل الأشياء الصغيرة:
بأن تبتسم مثلا لإنسان تشعر أنه حزين أو أن تبقي الباب مفتوحا أمام شخص غريب فهذه الأشياء رغم بساطتها إلا أنها تساعدك على أن تصبح شخصا محببا وودودا ومع الوقت سوف تتحول هذه الأفعال إلى عادات وتصبح جزء من شخصيتك تفعلها تلقائيا دون تفكير.

23- لتبدأ مهمتك في أن تصبح إنسان ذو أخلاق عالية عليك بقراءة قائمة الخطوات هذه يوميا وأن تزيد عليها ما تراه مناسبا لك ويمكنك القيام به.

24- كن مبتكرا ولا تكن مقلدا: فلا تحاول تقليد الآخرين بل فكر وابتكر وقدم كل ما تستطيع القيام به.

25- كن نفسك ولا تحاول أن تتقمص شخصيات لا تشبهك، فشخصيتك هي ذاتك فلا تحاول طمسها أو تشويهها.

26- انخرط لأقصى درجة ممكنة في مساعدة الآخرين فذلك هو المفتاح الحقيقي للسعادة.

27- كن حازما ولكن لا تكن قاسيا.

28- سوف تكون الناس لطيفة معك إذا كنت لطيفا معهم ولذلك عاملهم بما تحب أن يعاملوك.

نصــــائح:
• كن لطيفا ومحترما في تعاملك مع الآخرين.
• لا تكن عنصريا.
• احرص على قضاء بعض الوقت مع عائلتك وأصدقائك.
• لا تكن قاضيا على الآخرين كن لطيفا وطيبا.
• كن صادقا ولا تكن كاذبا.
• اظهر احتراما متبادلا لمن يعاملك باحترام.
• لا تلتفت إلى من يحبطك أو يفقدك الأمل.
• اختار أصدقائك بعناية.
• ليس عيبا أن تخطأ ولكن العيب أن تكرر الخطأ.
• تذكر أن السعادة هي حالة ذهنية، والشيئ الوحيد الذي يمكننا السيطرة عليه في العالم هو أنفسنا، فاختر أن تكون سعيدا.
• قد تجد عثرات عديدة من شأنها أن تلح عليك بقوة أن تبتعد عن طريق إصلاح نفسك وتهذيب أخلاقك وتجرك إلى سابق عهدك من الأخلاق السيئة أو العادية ولكن عليك أن تتحلى بالصبر حتى تحقق هدفك.

تحذيـــــرات:
• التغيرات الصغيرة يمكنها أن تحدث فرقا هائلا في حياتك، ولذلك ركز على التغيرات الصغيرة بأن يكون لديك مثلا هدفين لهذا الشهر أولا: أن تعود نفسك أن لن تقاطع من يتحدث إليك مطلقا، ثانيا: أن تبذل قصارى جهدك لأن تجعل شخصا آخر سعيد، وهكذا.
• حاول قدر الإمكان أن تفعل كل ذلك في جو من المرح والدعابة. قد يكون الممارسة والتنفيذ على أرض الواقع أصعب من الكلام النظري ولكن هذا يكون في البداية فقط ثم تعتاد وتصبح الأمور أيسر وأسهل بالنسبة لك.
• تعلم أي مهارة أو ممارسة جديدة تساعدك على أن تكون فعالا أكثر وجرئ في خطواتك وتعاملاتك وقراراتك، ويمكنك أن تأخذ دورات في التنمية البشرية المتعلقة بكيفية التعامل مع المجتمع المحيط.
• تذكر أنك إنسان وأن الإنسان معرض دائما للوقوع في أخطاء فلا بئس من الوقوع في الخطأ بل يجب أن تتداركه وتحاول التغلب عليه مهما كانت درجة صعوبته.
• يجب أن تعرف أن تعاملك بلطف ورحمة وتآلف وحب مع الآخرين سوف يجعلك أكثر شعورا بمن حولك وأكثر حرصا على مساعدتهم في حل مشاكلهم وتلبية طلباتهم وتعلم أن تكون دبلوماسيا وحكيما لأقصى درجة في تعاملك في أي موقف يقابلك كي تخرج بأفضل نتيجة لك ولمن تساعده.
• عليك أن تعترف بأي سلوك خاطئ تمارسه عند تعاملك مع الآخرين لأن الاعتراف ولو على الأقل لنفسك بهذا الخطأ هو أول خطوة في إصلاحه والتخلص منه نهائيا عند تعاملك مع الآخرين فيما بعد.